من أشهر المنشدين وأكثرهم شعبية في "حلب"، حتى وصلت شهرته إلى خارجها أيضا. جمع بين الصوت الحسن واللحن والشعر الديني.
"خالد الحافظ" المنشد الذي ذاع صيته في الشهباء، عده من سمع له من ذوي الأصوات الجميلة والجذابة. وبعزيمة وإرادة وتصميم أراد أن يكون ممن تركوا بصمتهم في عالم الإنشاد.
موقع "eAleppo" زار الفنان في منزله وأجرى معه اللقاء التالي:
** ميولي كان واضحاً للفن منذ نعومة أظفاري فحفظت الكثير من الموشحات والقوالب الغنائية والموسيقية لكبار المطربين والملحنين أمثال "مصطفى ماهر" وموسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب" وكانت بداياتي الفنية في عام "1994" في إحياء بعض الحفلات لكن في نطاق ضيق ومحدود برفقة الشيخ "يحيى الحافظ" وكان لخالي عازف الناي "صلاح الدين الحافظ" دور كبير في تشجيعي على الفن ودراسته بشكل أكاديمي.
وفي عام "1996" تعرفت على الملحن "فاضل سراج" تلميذ الأستاذ الكبير "عمر البطش" رحمه الله حيث بدأت عنده بدراسة بعض المقامات الشرقية والإيقاعات العربية وفي عام "1998" انتسبت إلى معهد حلب للموسيقا ودرست فيه أصول الغناء والأداء وبعض الموشحات وكان للأستاذ والمربي الفاضل الأستاذ "فاتح أبو زيد" الدور الكبير في صقل موهبتي وتنميتها حيث درست عنده الإيقاعات والمقامات والأجناس الموسيقية بشكل أكاديمي وحفظت عنده الكثير من الموشحات والأغاني.
وفي بدايات عام "2006" تعرفت على الأستاذ "محمد علي البحري" الذي كان الدور البارز في إطلاعي على المدرسة الموسيقية التركية وفي عام "2009" كنت عضوا في فرقة "نوا" الموسيقية بقيادة الأستاذ "إبراهيم مسلماني" وزرت معها بعض الدول العربية والأوربية وأحييت الكثير من الحفلات في "حلب" وريفها.
** في الحقيقة وضع الإنشاد حاليا في "حلب" وضع مزرٍ جداً مقارنة بأيام الزمن الجميل حيث خرَّجَت "حلب" كبار المنشدين والملحنين أمثال "عمر البطش "والشيخ "بكري الكردي" وقد عزى "الحافظ" ذلك لعدة أسباب أبرزها الجهل والعشوائية في تعليم الإنشاد وأصول الغناء والمجالات التي يتم فيها إحياء الحفلات والمقتصرة حالياً على الحفلات الشعبية والأماكن العامة والجوامع حيث تقام حلقات الذكر وأن أغلبية المنشدين يؤدون التواشيح والغناء بشكل فطري وهذا الشيء سلبي بكل تأكيد فقد تكون الفطرة غير سليمة فلا تنتج مادة فنية عالية المستوى ويبقى الفن قاصراً ويعجز عن تأدية رسالته التي يحملها إلى آذان المستمعين وإن التلوث الفني غزا الساحة الفنية بعد أن أصبحت الأموال هي الشغل الشاغل لكل من يعمل بالفن دون النظر إلى نوع المادة الفنية المقدمة وهذا الأمر صعَّب من النهضة الثقافية تعترضها الكثير من المعوقات.
** كما يقال "وبضدها تتمايز الأشياء" فلابد على كل منشد أن يكون له دراية كافية وإحاطة بالمقامات والإيقاعات الموسيقية بشكل علمي مدروس لأن العمل الإنشادي غير المصحوب بالموسيقا يتطلب من المؤدي أن يعي ما يفعل وما يقدم إلى الجمهور على عكس المطرب الذي يكون مصحوباً بفرقة موسيقية تساند المطرب ولابد على كل موسيقي بشكل عام ومنشد بشكل خاص أن ينحو منحى العلم في كل علم موسيقي يود الدخول فيه ودراسته ليتمكن من تقديم فن عالي المستوى وأن تقدم هذه المواد الفنية في المسارح ودور الثقافة وأن يسوق لها بشكل جيد ومدروس ويجب تهيئة مناخ مناسب لإقامة أي نشاط فني وتغذيته بالشكل الصحيح ويرعى ذلك مؤسسات خاضعة لسلطة الدولة مبنية بشكل علمي تقوم بجمع المخطوطات الموسيقية وتدوين التراث وحفظه من الضياع والاندثار والانفتاح على المدارس الموسيقية العربية والعالمية لنأخذ منها ما يناسبنا لنطور ثقافتنا ونصل بها إلى العالمية.
** أسعى لتشكيل فرقة إنشادية لتأدية الموشحات والقوالب الغنائية بشكل كلاسيكي لنكمل ما بدأه أسلافنا من كبار المنشدين في "حلب" وأود الإشارة إلى عدم امتهان الموسيقا بمفردها فيجب أن تكون رديفا للثقافة والعلم في كل مجالاتها.
وقال الأستاذ الفنان "إبراهيم مسلماني" من متابعي أعمال المنشد "خالد الحافظ" إن الأستاذ "خالد الحافظ" من أبرز المنشدين حالياً على الساحة الفنية، وإضافة إلى تمتعه بصوت جميل، هو مدعوم بالعلم والدراسة فهو يتقن علم المقام والإيقاع وبالنسبة لي كان لي معه العديد من التجارب في فرقتي التي أسستها فرقة "نوا".
يذكر أن الفنان "خالد الحافظ " من مواليد "حلب" عام "1981" وهو متزوج وله طفلان "محمد نور، والمعتصم بالله".