شكل الزعيم "إبراهيم هنانو" محور العلاقة التي جمعت الفنان "خيرو حجازي" بريشته التي بدأها مع أولى الخطوات التي رسمت طريق مستقبله الفني فجعلت منه فناناً يتربع على أرضية الفن التشكيلي بـ "حلب".
eAleppo التقى الفنان "حجازي" في مرسمه لتشكل بداياته الفنية أولى الحوارات التي بدأها بالحديث عن مشواره الفني.
إن الفنان "حجازي" لديه ممتلكات ومقدرة فنية جيدة فهو يمتاز بالبورتريه والرسم اليدوي الحر وخصوصاً في الأسلوب التصويري الذي يميل إلى الحفر
** عندما بدأت بالرسم في المرحلة الابتدائية كانت أدوات الرسم تقتصر على الحبر الصيني وأقلام الرصاص في المناطق الريفية لذا اعتمدت على كراسات التعليم وما توفر لدي من أكياس الورق لأمارس موهبتي، فبدأت بشخصية الزعيم "إبراهيم هنانو" وتلك الخطوة الأولى ومنها تابعت رسم الأشجار وحركة المارة في الأسواق، إلا أن والدي قد رضخ في النهاية لرغبتي عندما حصلت على منحة حكومية من خلال بعثة داخلية إلى كلية الفنون الجميلة بـ "دمشق" عام 1970 ومنها بدأت موهبتي بالتخصّص إلى حين تخرجت في الكلية عام 1976.
** أبدأ معك من الشق الثاني للسؤال يجب على كل فنان عندما يريد أن يكوّن بصمة فنية أن يبدأ برسم الطبيعة التي تدور حوله، لأنها ملأى بالتفاصيل الدقيقة واللا متناهية فهي تعطي للفنان أسلوباً خاصاً يستطيع من خلاله اختزال الأشياء وحذفها وتكوين عالمه الفني، ولذلك فمن البديهي أن يتابع أي فنان في بداية الأمر إبداعات الفنانين المشهورين ليتعرف فيها على تجاربهم ولإغناء ثقافته الفنية ثم ليعمد بعد ذلك على رسم شخصية فنية خاصة به.
** إن فن الحفر- كليشة- يعتبر من الفنون التشكيلية المتقدمة وأصعب من الفنون التشكيلية التقليدية لكونه يعتمد على تشكيل القوالب المعدنية أو الحجرية التي تشكل الانحناءات الموجودة في داخله أساس اللوحة التشكيلية عندما يتم الحصول عليها من خلال سكب الحبر والألوان داخل القالب المعدني لاستخراج العديد من اللوحات التشكيلية وبنفس الدقة المطلوبة، على عكس الفن التشكيلي فإنه يعتمد على حركة الريشة والألوان في كل لوحة يريد الفنان إخراجها مع الانتباه إلى الفوارق الفنية التي يمكن أن تحصل فيما أراد الفنان أن يكرر اللوحة ذاتها.
** هي التبعية التي لا أفضلها وأفضل الابتعاد عن تصنيف أي الفنان ضمن مدرسة فنية مهما كانت، ولذلك فقد أخرجت لوحات تعبيرية وتجريدية حتى أصل إلى أكبر عدد من المتلقين، فالفنان يجب أن يكون متعدد الخبرات والا يتقوقع ضمن مدرسة فنية واحدة لأن الجمهور متعدد الثقافات والأذواق ومن واجب الفنان أن يلبي معظم رغبات الجمهور لكونه يحمل رسالة يجب أن يوصلها إلى عدد كبير من الجمهور.
** صحيح ذلك فإن كل فنان يجب أن يصبغ لنفسه صبغة متميزة يتلمسها المتلقي بمجرد النظر إلى لوحاته ومن خلال أسلوبه يمكن أن يكوّن لنفسه عالماً فنياً متميزاً دون أن يتمسك بمدرسة فنية واحدة.
** هي حركة فنية شبابية نشأت في أوروبا نتيجة التنوعات الأخيرة التي شهدتها الساحة الفنية العالمية، لكن الفن الحقيقي برأيي ليس مرتبط بوجود المدارس الفنية وإنما بقدر مضمون الفكرة التي يحاول الفنان الصادق أن يرسلها لتستقر في قلب المتلقي.
** برأيي لكون بعضهم قد ابتعد عن هموم ومشاكل الجمهور وطرق معالجتها، فإن عدنا إلى الوراء نلاحظ العديد من الفنانين المشهورين من أمثال "لؤي كيالي" فإنه كان يجلس كثيراً في أحد المقاهي ليرقب حركة الناس الاجتماعية وكانت لوحاته محط اهتمام الناس لكونه قد سلط الضوء على مشاكلهم الاجتماعية محاولاً اجتذاب الرأي العام وعلى سبيل المثال لا الحصر عندما رسم في إحدى لوحاته الشهيرة ماسح الأحذية استطاع فيها أن يجذب جميع الناس بغض النظر إن كانوا يحملون في جعبتهم ثقافة فنية بصرية أم لا لكنه في النهاية استطاع أن يوجه أنظار أناس إلى تلك الفئة الاجتماعية المسحوقة وبذلك قد حقق نجاحاً في إيصال رسالته الفنية وهذا الذي يقع على عاتق بعض الفنانين حتى يعملوا به.
** يمكن أن تكون الضغوط الاجتماعية هي التي ساهمت في إضعاف الحركة التشكيلية بشكل عام وعدم التزام بعض الفنانين بهموم الجمهور إلى جانب الضعف الذي نشهده من قبل الناس في عدم ارتياد المعارض الفنية وكل هذا يعزى إلى تقصير الإعلام في مهامه الأساسية من خلال الإعلان واللقاءات الفنية مع الفنانين إلا أنه وفي الفترة الأخيرة بدأنا نشهد اهتماماً من قبل الإعلام المحلي من خلال تغطيته للمعارض الفنية وإجراء المقابلات مع الفنانين والتحدث عن تجاربهم الأمر الذي يعطي دفعة جيدة لتحريك الفن بشكل عام وهذا ما نأمله في الفترة القادمة.
وختم "حجاري" بقوله": «ما أتمناه على مديرية التربية بـ "حلب" أن تعمل وبشكل أكثر على تنشيط الحركة الثقافية الفنية من خلال الاهتمام بساعات حصص الرسم في المدارس وإعداد مرسم في كل مدرسة ليستطيع مدرس الرسم إعداد جيل مستقبلي متمتع بأدنى درجات الثقافة الفنية».
الفنان "خيرو حجازي" من الفنانين الذين كانت لهم وما تزال بصمات فنية على الساحة التشكيلية وحول ذلك حدثنا الفنان التشكيلي "أحمد ناصيف" بقوله: «إن الفنان "حجازي" لديه ممتلكات ومقدرة فنية جيدة فهو يمتاز بالبورتريه والرسم اليدوي الحر وخصوصاً في الأسلوب التصويري الذي يميل إلى الحفر».
وأضاف "ناصيف": «فقد عمل للفن وقدم له الكثير من خلال رفضه في العمل بالديكور وفضل أن يمضي في الفن ليكون عنوان طريقه ومن أشهر ما يمتاز به أنه يعمل بصمت وقد عانى منذ بداية فنه الكثير حتى وصل إلى الدرجة التي يتمتع بها الآن، يمتاز بتحليل الشخصية وتحوير الشكل واختياره للألوان القوية التي تتمتع بالحرارة إلى جانب تشكيل بصمة فنية لنفسه في سورية ولديه عدد وفير من اللوحات التي تمتلك الكثير من الخبرة».
يذكر أن الفنان "خيرو حجازي" من مواليد قرية "قورقنيا" ريف "حلب" عام 1949 دخل كلية الفنون الجميلة بـ "دمشق" وتخرج فيها عام /1976/ له من المعارض الفردية بحدود / 14 / معرضاً من بينها في "الإمارات العربية المتحدة" و"لبنان" والعديد من المعارض الجماعية داخل القطر.