الفنان الضوئي "شيار بكر" اسم يعرفه الوسط الفني في محافظة "حلب" جيداً وذلك من خلال مشاركاته الفنية العديدة سواء داخل سورية أو خارجها.
بتاريخ 3/12/2011 أجرى موقع eAleppo اللقاء التالي معه ليحدثنا عن تجربته الفنية:
الأستاذ "شيار" هو من المحبين للفن ومن المتابعين له بشكل متواصل من خلال متابعة المعارض والأخبار الفنية والسؤال بهدف التعلم وتطوير نفسه بشكل دائم وهذه ميزة جيدة من ميزات الفنان، وكذلك يتابع تطبيق أفكاره الخاصة والمواضيع الجديدة التي تخطر بباله ليعرضها للجمهور وبذلك تظهر بصمته المميزة في معارضه. أعماله الفنية جيدة سواء من ناحية اللقطة والفكرة والموضوع وقد شارك في العديد من المعارض المحلية والخارجية وحصل على عدة جوائز، ومؤخراً شاركنا في تأسيس "نادي المبدعين بفن التصوير الضوئي" بحلب
** بدأت بممارسة فن التصوير الضوئي في العام 1996 متتلمذاً على يد الفنان الضوئي "يوسف حسين" الذي زودني بالمعلومات النظرية والعملية حول هذا الفن حيث كنت أعمل في "أستوديو 23" العائد له وكذلك خارجه في الحفلات ومناسبات الزفاف، وقد دفعني لاختيار فن التصوير الضوئي عموماً حبي للطبيعة والآثار ورغبتي في توثيقها.
** أنا وبكل صراحة أحب الشهرة وأود أن تكون لي بصمة في هذا الفن ولذلك كنت في البداية مشتتاً في اختياري بين اختصاصات التصوير الضوئي فكما تعلمون للتصوير الضوئي عدة اختصاصات كالصورة الصحفية والبورتريهات والطفولة والإنسان والعمل والرياضة الخ.
في السنوات الأخيرة بدأت أتجلى نحو الإنسان الفنان الذي هو موجود بداخلي والذي هو تصوير للتأمل حيث لكل لوحة قصة وتفسيرأ ويمكن تمييز هذا من خلال معرضي الأخير في "مهرجان الفن الشامل" بجامعة "حلب" حيث عرضت فيه 35 لوحة لكل لوحة حكاية وبنفس الوقت فإن مجموع اللوحات يمثل حكاية واحدة أي إنها تسلسلية.
** الفنان الناجح هو بالأساس الذي يمتلك عيناً سحرية ويتبع ذلك بالدراسة العملية والنظرية لهذا الفن كي يستطيع أن يعلم ما في داخل الكاميرا وإمكانياتها واختيار المناسبة منها.
** عندما ينظر الفنان إلى أي مشهد فهو يعرف كيف يحوّل هذا المشهد إلى لوحة فنية وإلى موضوع يثير المشاهد لأنه ينظر إلى أدق التفاصيل فيه أما الإنسان العادي فأعتقد أنه لا يدقق في تفاصيل المشهد.
** شاركت بالعديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية، ومنها معرض دولي في ألمانيا- هامبورغ هو المعرض العربي الأوروبي الثالث والرابع والثامن للصور الفوتوغرافية في الأعوام 2006-2007-2011، معرض "فرح الزهور" بحماه في العام 2006، كما شاركت بمسابقة "تقاطع النظرات" الأورو متوسطية في إيطالية في العام 2006. وبمهرجان "عراقيون" للصورة الفوتوغرافية والذي أقامته "دار عراقيون للصحافة والأنباء والنشر" بالتعاون مع "الجمعية العراقية للتصوير"- فرع نينوى في العام 2008 وبمسابقة "العين تكتشف" للتصوير الفوتوغرافي في أربيل التي أقامتها مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون في العام 2008 وبالمسابقة الأولى للصورة العربية بعنوان "حلم وطن عربي واحد" في دبي العام 2008.
** تميزت لوحاتي من لوحات غيري من خلال لوني الخاص ومدرستي الخاصة باختياري للمواضيع التي تخص واقعي ومحيطي فمشهد التسول مثلاً والذي هو موجود في منطقتنا تثير مشاعري وقد ركزت على هذا الموضوع في معرضي بجامعة "حلب" عبر المقارنة بين الشرق والغرب في مجال ظاهرة التسول فجميعنا نرى مشاهد المتسول الشرقي من الطفل حتى المسن وهي مختلفة عما هو في الغرب حيث نجد المتسول يعزف على آلة موسيقية حينما يمارس التسول، أعتقد أن لكل إنسان نظرته الخاصة حيال هذه الظاهرة ولكني أسلط الضوء عليها من خلال نظرتي الفنية المختلفة.
** إن وجود التصوير الضوئي في حياتنا له أهمية بالغة فالتصوير الضوئي الفوتوغراف Photography طريقة عملية لإنتاج صورة عن غرض ما بالاستفادة من التأثير الذي يحدثه الضوء على مادة حساسة.
اشتق المصطلح من كلمتين يونانيتين "فوتوس"photos أي الضوء و"غرافين" أي النقش أو الكتابة، وأول من أطلق هذا المصطلح هو الفلكي الإنكليزي "جون هيرشل" في العام 1836.
من خلال وجود التصوير الضوئي استطعنا أن نوثق فترة من التاريخ المنصرم كالحروب والمهرجانات والمؤتمرات ولهذا نؤكد الأهمية البالغة للتصوير الضوئي فلولاه لما رأت أعيننا العديد من مشاهد تاريخ عالمنا.
** إنّ أهمية فن التصوير الضوئي في الجانب السياحي كبيرة فمن خلال إقامة معرض للصور الضوئية وخاصة خارج القطر فإننا نستطيع من خلاله أن نحبب الكثيرين من زوار المعرض ببلدنا من خلال اطلاعهم على أهم الأماكن السياحية.
بعد إقامتي لمعرض في برلين جاء ثلاثة من السياح الألمان إلى سورية لزيارتها واتصلوا بي عند قدومهم وكان السبب في ذلك هو ذلك المعرض حيث تعرفوا من خلاله على المواقع السياحية الجميلة في بلدنا، ويمكن لهؤلاء أن يجلبوا ثلاثين سائحاً وهكذا، وبالنسبة لمدينتي "عفرين" فأنا في أغلب مشاركاتي أعرض لوحات عنها أبرز فيها تراثها الشعبي والفلكلوري وآثارها وطبيعتها الخلابة وأشرح للزوار عن مدى جمال هذه المدينة وغناها بالمواقع السياحية وعن شعبها الكريم، وفي إحدى ورشات العمل لدينا استضفنا دكتوراً من جامعة نيومكسيكو مختصاً بفن التصوير الضوئي، في مدينة "عفرين" بالتعاون مع نادي فن التصوير الضوئي السوري والمركز الثقافي الأمريكي بدمشق.
هنا أود أن أعاتب مراكزنا الثقافية في الخارج على قلة نشاطاتها، وبرأيي يجب عليها أن تنسق مع المديريات الثقافية والفنانين على إقامة الكثير من المعارض والمهرجانات في الخارج وأن تتحمل نفقات السفر والإقامة، كما أود القول بأن وزارة الثقافة ونقابة الفنون الجميلة لم تتبنيا حتى الآن التصوير الضوئي بشكل مناسب ولهذا السبب أعتقد أن التصوير الضوئي بقي نوعاً ما قاصراً ومهشما في بلدنا بسبب قلة الاهتمام.
** في "عفرين" يوجد عدد من الفنانين لهم نتاجات وبصمات جميلة ولكن بسبب قلة نشاطات المركز الثقافي بعفرين وعدم الاهتمام الإعلامي بهذه النشاطات فهي مهمشة إلى حد ما وهذا إجحاف بحق فنانينا، أما بالنسبة لمدينة "حلب" فأعتقد أن الوضع أفضل بقليل ولكني أود التركيز على الوضع الاقتصادي للفنان فهو عموماً بحاجة إلى الدعم المادي والمعنوي بهدف تنشيطه وبالتالي رفع اسم سورية عالياً في المحافل والمهرجانات العالمية.
** شاركت في مسابقة "بيئتنا حياتنا" للصور الفوتوغرافية والرسوم المتحركة الذي أقيم في غاليري النحات "مصطفى علي" بدمشق تحت رعاية المفوضية الايطالية واختاروني ضمن الخمسة عشر الأوائل من الشباب في سورية ضمن برنامج MEDA 2005 في سورية في العام 2006 وشاركت في المسابقة العالمية الشهرية "لي– لك" للصور الفوتوغرافية على موقع الإنترنت العربي الألماني للشباب– "معهد غوته" وكنت الفائز الأول في العام 2006 وشاركت في مسابقة "مجلة العربي" الكويتية للتصوير الفوتوغرافي وكنت الفائز الثاني على مستوى الوطن العربي وذلك في العام 2006.
وحول الفنان وتجربته تحدث الفنان الضوئي "يوسف حسين" لموقعنا: «الأستاذ "شيار" هو من المحبين للفن ومن المتابعين له بشكل متواصل من خلال متابعة المعارض والأخبار الفنية والسؤال بهدف التعلم وتطوير نفسه بشكل دائم وهذه ميزة جيدة من ميزات الفنان، وكذلك يتابع تطبيق أفكاره الخاصة والمواضيع الجديدة التي تخطر بباله ليعرضها للجمهور وبذلك تظهر بصمته المميزة في معارضه.
أعماله الفنية جيدة سواء من ناحية اللقطة والفكرة والموضوع وقد شارك في العديد من المعارض المحلية والخارجية وحصل على عدة جوائز، ومؤخراً شاركنا في تأسيس "نادي المبدعين بفن التصوير الضوئي" بحلب».
يُذكر أنّ الفنان "شيار رشيد بكر" هو من مواليد "حلب" في 1982 وخريج معهد الفنون التطبيقية- قسم التصوير الضوئي في العام 2006، عضو نادي فن التصوير الضوئي في سورية وعضو هيئة عامة في الجمعية الحرفية لصنع الأفلام السينمائية والفوتوغرافية والتصوير وعضو الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي FIAP.