بدأ مشروع "تنمية منطقة جبل الحص" منذ ما يقارب التسع سنوات، وتقع هذه المنطقة على بعد /15/كم جنوب شرق مدينة "حلب"، وتعتبر من أفقر المناطق السورية وفقا لتصنيف الحكومة السورية.
وكان هذا المشروع مشروعا قامت به كل من الحكومة السورية و"برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" (UNDP) إضافة إلى "الوكالة اليابانية للتعاون الدولي" (JICA) منذ العام /2000م/ يهدف إلى الحد من الفقر من خلال خلق فرص عمل من خلال مشاريع صغيرة يتم تمويلها بقروض مصغرة، وتفعيل مشاركة المرأة وتمكينها اقتصاديا.
أصبحنا نحن ثلاث أخوات نعمل في هذا المجال واستفدنا ماديا بشكل جيد من هذا الموضوع
ما الذي استطاع المشروع أن يغيره في حياة نساء هذه المنطقة؟
موقع "eSyria" كان متواجدا على هامش المعرض الذي أقيم لهؤلاء النساء يومي 14 - 15 /2 /2009 في "كنيسة الشيباني" بعنوان "من نساء جبل الحص إلى نساء غزة" ليستطلع مدى تأثير هذا المشروع على حياة هذه النسوة وكانت الإجابات التالية:
بداية المشروع....
هذا المعرض كان نتاج مشروع بدأ منذ تسع سنوات تقريبا وتجلى في هذا المعرض، وعن بدايات هذا المشروع والغاية منه تقول الآنسة "بشرى زراق" التي تعمل في " إدارة الموارد الطبيعية - قسم التنمية الريفية":
«بدأنا في الفترة الأولى من المشروع بعمل عدد دورات نقول عنها بأنها "دورات مولدة للدخل" لكل من النساء والرجال، تحتوي منطقة "جبل الحص" على /32/ قرية تم إجراء الدورات فيها كلها، وقد تعليمهم في المرحلة الأولى على سبيل المثال الخياطة وكيف يقومون بالخياطة لأهل القرية في البداية، وبعد تحقيق مرحلة الاكتفاء الذاتي، تبدأ مرحلة النزول للسوق والتعامل مع التجار ونعلمهم كيفية الحصول على المواد الأولية وكيف يبيعون منتجاتهم والاستفادة من الربح في شراء المواد الأولية وهكذا دواليك».
غير في الكثير..
«غير هذا المشروع بي العديد من الأشياء، استطعت أن أبدأ بجني أرباح بسيطة قمت بها بتطوير عملي وشراء المستلزمات الخاصة به».
تقول السيدة "بدرة الجنود" عن رأيها بهذا المشروع، وتعمل السيدة "بدرة" في هذا المجال منذ ما يزيد عن الخمس سنوات، وهي من قرية "القنيطرات" في منطقة "جبل الحص" ومجال مشغولاتها اليدوية هو "القطبة لف" وهو نوع من التطريز اليدوي وتتابع:
«كنت أعمل في هذا المجال منذ فترة طويلة وكانت مشغولاتي عبارة عن طيور وأشكال بسيطة ولم أكن أستطيع تصريفها أو جني أرباح من ورائها حتى جاء هذا المشروع حيث قمنا باتباع دورة في هذا المجال تعلمت فيها كيف تتم دورة الإنتاج ونصحوني فيها باستبدال الرسوم البدائية بأخرى تمثل القرية ببيوتها الطينية الأثرية حتى تصبح قابلة للبيع للسياح الأجانب، وقاموا في الفترة الأولى بأخذ هذه المنتجات إلى المدينة لتصريفها وبيعها في الفترة الأولى حتى بدأت أقوم بهذا لاحقا لوحدي».
أصبحت أعمل لحسابي...
أما السيدة "كفاح الخلف" فتحولت من سيدة تبيع منتجاتها تحت أسماء آخرين إلى سيدة مستقلة تشغل فتيات أخريات تحت إدارتها وتقول عن أثر هذا المشروع فيها:
«منذ صغري كان لدي هواية التطريز على القماش، ومنذ خمس سنوات قمت باتباع دورات خاصة في هذا الموضوع قام به البرنامج وبدأت بتعلم أساسيات الإنتاج وتصريف الإنتاج، وكنا في البداية نبيع منتجاتنا إلى سيدة ألمانية كان تبيعها لاحقا باسمها هي، وأصبحنا لاحقا نبيع نحن لحسابنا الخاص».
ومجال عمل السيدة "كفاح" هو "قطب التفريغ أو التنسيل" (بضم القاف في كلمة "قطب") وهو نوع من التطريزات يتم وضعه على قطع القماش العادية والتي تأتي بدون أي إضافات، وتختم بالقول:
«أصبحنا نحن ثلاث أخوات نعمل في هذا المجال واستفدنا ماديا بشكل جيد من هذا الموضوع».
وصلت ابنتي حتى الصف الخامس...
«استطعت من وارد هذا المشروع أن أدرس ابنتي منذ كانت في الصف الأول، وهي حاليا في الصف الخامس وذلك من خلال هذا العمل ولقد ساعدنا المشروع معنويا بشكل كبير، وأصبح للمرأة عندنا صوتها في المجتمع الذي نحن فيه».
تقول السيدة "أميرة الجنود" من قرية "الحاجب"، وتضيف:
«أصلي هو من قرية "القنيطرات" وأسكن حاليا في قرية "الحاجب"، بدأت في العمل منذ خمس سنوات وشاركت في أكثر من دورات أقيمت في هذا البرنامج والتي وصل عدد الدورات التي قمت بها إلى خمس دورات، كان هناك خوف في الفترة الأولى خصوصا وأن المرأة في الريف لا تخرج خارج بيتها وتحركاتها محدودة، وعندما بدأ المشروع، قدم هؤلاء البنات من المشروع وبدؤوا بتعليمنا وإعدادنا».
قام هذا المشروع بالأخذ بيد العديد ممن كانت لديهم الحظوظ القليلة في الحياة وحولهم إلى أفراد منتجين فاعلين في المجتمع عن طريق تدريب وتأهيلهم بدورات تخصصية.