شجرة باسقة وارفة الظلال، أعطت فما بخلت على أحد، ومنحت ظلها لكل من أراد ، فاستحقت بعد عقود من النضال والكفاح تكريماً لا ئقاً بها، ففي مديرية الثقافة بـ"حلب" أقامت مجموعة أصدقاء اللغة العربية بالتعاون مع مديرية الثقافة و تحت عنوان (اللغة العربية عماد قوميتنا) حفل تكريم للأستاذ الكبير والعلامة "محمود فاخوري"، وخلال الحفل ألقى الأدباء والشعراء والكتاب "سهى جودت"،"عبدو محمد"،"الدكتور عبد الكريم الأشتر"،"عمر الدقاق"،"الدكتور أحمد زياد محبك"،"رياض حلاق"،"سليمى محجوب"،"مصطفى النجار"،"بيانكا ماضية"،"عدنان الدربي"، و"محمد إقبال بللو"، كلمات و قصائد شعرية عذبة عبروا من خلالها عن مدى حبهم و تقديرهم لمعلمهم وأستاذهم الكبير المحتفى به "محمود فاخوري" الذي أعطى الكثير والكثير وما بخل على أحد بعلمه الغزير، كما تحدثوا عن سجاياه الحميدة وعلمه الغزير ورقة طباعه ودماثة أخلاقه.
وفي نهاية الحفل ألقى الأستاذ والعلامة الكبير "محمود فاخوري" كلمة مقتضبة (نظراً لحالته الصحية) شكر فيها كل من شارك وحضر هذا الحفل، وقال فيها بأن هذا التكريم هو تكريم للعلم و العلماء كافة وللأدب والأدباء و لكل العاملين في حقول العلم و المعرفة، وهو حافز جديد لمواصلة العمل على قدر الطاقة المتاحة ويمده بقوة روحية ونفسية غامرة لازمته طوال سنين حياته التي سلخها في قضاء ما يعتبره رسالة مقدسة في سبيل اللغة والتعليم و التثقيف.
تكريم الأستاذ الكبير "محمود فاخوري" اليوم هو بمثابة تكريم لأنفسنا، لأنه رمز للعلم والمعرفة، وهو الذي دافع عن اللغة العربية وقدر العلم والمعرفة، وقد بنى أجيالا و درس أجيالا كثيرة على مدى عقود، أبارك له هذا التكريم و أدعو له بطول العمر
على هامش الحفل التقىeAleppo الموجه الاختصاصي المتقاعد والشاعر "عدنان الدربي"، الذي حدثنا عن هذه المناسبة وعن المكرم فقال: «هذه المناسبة عزيزة على قلوب الجميع، ولي أن أذكر اليوم أن الأستاذ "محمود فاخوري" كان أستاذي في المرحلة الثانوية، وأنا على صلة دائمة معه حيث يعتبر المنبع الأساسي للغة العربية، ويتميز بأخلاقه العالية والرفيعة و تواضعه، فهو لا يرد أي إجابة على أي سؤال أو استفسار في أي وقت ولأي إنسان، وهو رغم وضعه الصحي لا يفوت حضور أي محاضرة أو ندوة أو أمسية أدبية في نادي التمثيل الذي يترأسه حتى يومنا هذا، أتمنى له الصحة والعافية والعمر المديد».
والتقينا الشاعر و القاص "محمود علي السعيد" الذي حدثنا عن الأستاذ "محمود فاخوري" وسجاياه فقال: «يسعدني بهذه المناسبة أن أقدم بطاقة حب لأستاذنا الكبير العلامة "محمود فاخوري"،"محمود" اسم على مسمى، "محمود" قامة سامقة تقف جموع المثقفين في حضرتها بكل احترام وإكبار و إجلال، طيبة قلما يحظى المرء في مسيرة حياته بمثيل لها، وتواضع يأسر منك القلب والوجدان معاً، وفي هذه المناسبة يطيب لي أن أطبع على جبينه العالي قبلة حارة و أشكل على صدره الحنون ورد قرنفل بلدي و أهتف ملء العين و السمع و الفؤاد مرحى لك،وكل عام و أنت بخير».
وكان لنا اللقاء التالي مع الشاعر "مصطفى النجار" الذي حدثنا من خلاله عن هذه المناسبة فقال: «في الحقيقة عندما نتكلم عن الأستاذ "محمود فاخوري" فإننا نتكلم عن قلعة شامخة في اللغة العربية وفي التراث والأصالة،
الأستاذ "محمود" من خلال معايشتي له في نادي التمثيل زهاء عشرين عاماً كان يحقق المعادلة التالية: التراث و الأصالة والمعاصرة، فكما أنه شديد الحرص على التراث و إحيائه فهو يمد جسوراً مع الأجيال الجديدة، فكان يستمع إلى القصيدة العمودية و إلى قصيدة التفعيلة، حيث أنه يستمع إلى قصيدة النثر ويبدي آراءه فيها برق عرف به منذ القديم، ونحن من خلال تكريمه اليوم نكرم من يحرص كل الحرص على التراث وعلى المعاصرة».
وحدثنا "أحمد محسن" مدير الثقافة في "حلب" عن هذه المناسبة من خلال لقائنا معه فقال:« تكريم الأستاذ الكبير "محمود فاخوري" اليوم هو بمثابة تكريم لأنفسنا، لأنه رمز للعلم والمعرفة، وهو الذي دافع عن اللغة العربية وقدر العلم والمعرفة، وقد بنى أجيالا و درس أجيالا كثيرة على مدى عقود، أبارك له هذا التكريم و أدعو له بطول العمر».
يذكر أن المكرم "محمود فاخوري" هو من مواليد "حماه" عام /1933م/، عمل مدرساً في كلية الآداب بجامعة "حلب"، وهو رئيس (نادي التمثيل العربي للآداب) منذ عام /1990م/، وعضو جمعية البحوث و الدراسات، له مؤلفات كثيرة منها:المعين في الأدب العربي الحديث، المعين في النحو والصرف، الأغراض الشعرية عند "الأخطل"، سيرة "ابن سينا"، في الأدب "العثماني".
أقيم الحفل في الساعة السادسة مساء من يوم الخميس 29/10/2009م، على مدرج مديرية الثقافة بـ"حلب"، وحضره عدد كبير من الشعراء و الأدباء والمثقفين.