«تحدثت عن الدولة عند "ابن خلدون" مستلهما ذلك لبناء الدولة في زماننا من مبدأ أنه علينا أن لا نقدم شاهدا إلا إذا حمل إسقاطا معاصرا، أنا تحدثت عن الدولة عنده كيف بدأت، كيف أصبحت في أوجها ومن ثم كيف انتهت، ولكي لا نقع فيما وقعت فيه دولة "ابن خلدون" علينا أن نتعظ، على مبدأ أن نتعظ بغيرنا قبل أن يتعظ غيرنا بنا، ومن هذا المبدأ قدمت "ابن خلدون" كمعرفة بابن خلدون، واخترت تحديدا كلمة (الدولة عند ابن خلدون) لكي نبني دولة حديثة..».
هذا هو جواب الأستاذ "مصطفى صمودي" عن سؤال، لماذا "ابن خلدون"، وذلك في حديث لموقع eSyria بتاريخ (25/3/2009)م أثناء زيارة الباحث "صمودي" للمركز الثقافي العربي في "منبج" حيث قدم قراءة في (الدولة عند أبن خلدون) بادئا بمقدمة "ابن خلدون" مرورا بأركان الدولة، داعياً إلى الاستفادة من ذلك في بناء مجتمعنا العربي الحالي..
كيف نبدأ هنا المشكلة ، القرار السياسي وحده لا يخلق ولكنه يساعد ويسرع في عملية الخلق، ونأمل أن تكون مسيرة التطوير هي اللبنة الأولى في القفزة الحضارية، معتمدين على من سبقونا مع استشراف مستقبلي يتلاءم مع عاداتنا وتقاليدنا وجغرافيتنا وعروبتنا..
وعن استشراف "ابن خلدون" للمستقبل قال "صمودي":
«"ابن خلدون" استشرف المستقبل في علم الاجتماع وفي علم العمران، لكنه عندما تحدث عن الدولة فقد تحدث عن الدولة في عهده وعهد من سبقه، أما الاستشراف فقد كان في اختراعه فلسفة التاريخ، وكلمة العمران وللأسف لم يأت عربي غيره ويتابع هذا الأمر، في حين تابع ذلك غير العرب..».
*إذا أردنا أن نبني على فلسفة ابن خلدون، على ماذا نرتكز؟
«الآن لا يمكن الاعتماد على ما قدم "ابن خلدون"، نحن قرأنا "ابن خلدون" وعلينا أن نبني ما يتلاءم مع عصرنا، ويقول "إقليدس": (لا يستحمُّ الإنسان بماء نهر مرتين)، ولو أردنا أن نعيد "ابن خلدون" و"ابن سينا" و"الفارابي" لم يعد لهم مكان في زماننا الحالي، هم خدموا زمانهم ويكفيهم ذلك فخراً، أما نحن فعلينا قراءة هؤلاء حتى نوجد مثيلا لهم يتلاءم مع الواقع الحاضر، وعلينا الاستفادة مما قاله كل هؤلاء العلماء الكبار من عرب وغيرهم، وأيضاً أن نطضر إلى الدول الأخرى كيف استطاعت أن تقف وتنهض على أقدامها، ذلك لأن الحضارة ملك للجميع».
*كيف تكون البداية؟
«كيف نبدأ هنا المشكلة ، القرار السياسي وحده لا يخلق ولكنه يساعد ويسرع في عملية الخلق، ونأمل أن تكون مسيرة التطوير هي اللبنة الأولى في القفزة الحضارية، معتمدين على من سبقونا مع استشراف مستقبلي يتلاءم مع عاداتنا وتقاليدنا وجغرافيتنا وعروبتنا..».
وعن دور الشباب في ذلك ختم "صمودي" بالقول:
«يقول الشاعر: إن الغصون إذا قومتها اعتدلت / ولا يلين ولو لينته الحطب.
دور الشباب محوري وهام وبالأخص المنظمات الشبابية بدءا من الطلائع مرورا بالشبيبة، هذه المنظمات عليها أن تبدأ بالإنسان وذلك بإيجاد المدارس المتخصصة، إيمانا بأن الشباب هم رجال المستقبل..».