نال وسام الشرف الذهبي عن غنائه في مهرجان أقيم في "فنزويلا" وهو عميد الفنانين المغتربين العرب بأمريكا الجنوبية، ترجم العديد من الأغاني العربية إلى الإسبانية أطلق عليه الشعب "الفنزويلي" لقب فنان الشرق الأوسط، "مجد الأصيل" تجربة غنائية تحمل في جعبتها العديد من الإنجازات الفنية السورية، الذي تحدث لموقع eAleppo عنها خلال اللقاء التالي.
** البدايات في عام 1980 عندما غنيت أول أغنية وكان عمري ثماني سنوات بدأتها بـ ـ الليل يا ليلى تعاتبني ـ على مسرح الطلائع القومي بـ "دمشق"، بقيادة الفنان "أمين الخياط" ثم تابعت تعلمي بالمعهد العربي للموسيقا في المرحلة الابتدائية واشتركت في العديد من الحفلات والمهرجانات الفنية التي أقامتها فرع الشبيبة بـ "حلب"، فشكلت فترة التسعينيات مرحلة هواية وبداية الطريق الفني عندما اشتركت بمهرجان التكريم للأغنية الوطنية وتدربت فيها على ألحان الفنان "كامل درويش"، ومن هذه اللحظة بدأت شخصيتي الفنية في طريقها نحو الظهور الرسمي عندما غنيت بمهرجان الأغنية الثالث وكان منظمه الفنان "دريد لحام"، والشاعر "عيسى أيوب" عام 1998.
** أنا من مدرسة "وديع الصافي" ولذلك أعتبرها نقطة ضوء في طريق عملي الفني لما لهذا الفنان من تاريخ يحفل به تاريخ فنّنا العربي وبالأخص منطقتنا العربية.
** اشتركت في برنامج طريق النجوم وكنت من الأوائل عندما غنيت للتراث الشرقي وشاركت أيضاً بمهرجان الأغنية الثالث ونلت فيها أفضل صوت في "سورية" واشتركت بالمهرجان الخامس وكان الغناء باللهجة الحلبية، وساهمت أيضاً بمهرجان الأغنية السادس وكان مخصصاً للأطفال ومن بين تلك المشاركات كان للفنانة "شهد برمدا" ظهورها الأول.
** عندما انطلقت إلى "فنزويلا" عام 1999 كنت أحفظ وبشكل جيد من التراث الشرقي وتعلمت اللغة "الإسبانية" لكي تكون جزءاً من حياتي الفنية التي سعيت ورائها، ومن بعد اتقاني لها بدأت بتأليف التعابير التي تناسب عادات وتقاليد الشعب الفنزويلي مع المحافظة على طابع التراث الشرقي وعملت مزجاً بين البيئتين وبدأت في الغناء باللغة الإسبانية في العديد من دور الأوبرا بأمريكا الجنوبية وبمشاركة الوفد السوري للأغنية.
** في عام 2005 قمت بالتجوال في العديد من المدن الفنزويلية ورأيت من الفنانين العرب الذين يغنّون بلهجتهم المحلية مثل اللبناني يغني باللهجة اللبنانية والمصري بالمصرية حينها قررت أن أنوّع باللهجات وأتقنت بما فيها اللهجة الفلسطينية، وإلى جانب ذلك غنيت بحفلات خاصة للجاليات العربية، ومثّلت سورية عام 2005 في حفل فني من بين عدة مشاركات من دول العام وبحضور السفير السوري والإيراني اللبناني، وقدمت لنا أيضاً الحكومة الفنزويلية حفلاً أقيم خصيصاً لقطاع غزة ونلت فيها وسام الشرف الذهبي من الدرجة الأولى.
بعد مدة ذهبت للعديد من الولايات الأمريكية ومن بينها لوس أنجلوس، كاليفورنيا وأجريت العديد من الحفلات وباللغة الإسبانية والعربية، واغتنمت من تلك الزيارة فرصة لأطلع على الثقافات الأخرى لكون الولايات المتحدة مزيج من الثقافات المتعددة.
** أفضل الحفلات التي شاركت فيها كانت في مدينة ساحلية قرب شاطئ البحر وامتدت من العاشرة مساءً وحتى العاشرة صباحاً، وأما الثانية فكانت عام 2008 اشترك فيها أربعة عشر مطرباً من البلاد العربية وكانت تحمل مضموناً وطنياً واجتماعياً لكن أجمل حفلة أديتها كانت في لبنان بشارع "الحمرا" واشترك فيها العديد من الفنانين اللبنانيين والسوريين والمصريين وهناك العديد من الحفلات التي كانت تقام في كل أسبوع، إضافة لحفلات الأعياد كعيد الفطر السعيد وعيد الأضحى وحفلات رأس السنة الميلادية وكان الأداء مزيجاً بين الإيقاعات اللاتينية والعربية لتكون مستساغاً للأذن، ولكونها تلاءم النغم والإيقاع للشكل الموسيقي ومنها أغنية "بدي يشوفك"، "عازز علي النوم" ولأن الموسيقا الأجنبية تعتمد على الألحان التي ليس فيها تشويق نغم واحد كـ "العجم" و"الكرد" و"النهاوند"، وبذلك كانت هذه المقامات سهلة على اللاتينيين لغنائها وعزفها، ولاقت هذه الأغاني الاستحسان والانتشار بين الناس ممن يحبون سماع الموسيقا العربية لذلك غنيت بنفس المذهب في العربية والإسبانية.
** أنا ضد هذه المقولة، ولذلك فأنا متفائل بالمستوى السمعي لدى الشباب، ففي كل زمن هناك الجيد والرديء من الأغاني وعلينا أن نقدم كل جيد وجميل وجديد للمستمع العربي، وفي أي بناء بأي حقل معرفي أو فني لا تقوم دعائمه إلا بمشاركة جهود عديدة، ومن بينها إقامة الأندية الثقافية وعلى رأسها تفعيل للجهات الإعلامية، وأكرر القول الإعلام ثم الإعلام لأنه الضوء الذي ينير درب عجلة التطور المتميزة.
** منذ أيام أقامت مديرية الثقافة بـ "حلب" حفلاً تكريمياً بمناسبة العودة من السفر وقدمت فيها بعضاً من الوصلات التراثية والفلكلور العربي والأغاني الطربية، وكان هناك لحن لعيد الأم ولأول مرة كان هناك أيضاً لحن لعيد الأب وجميعهم كانوا من تأليفي، إضافة للمزيج الأغاني العربية والإسبانية.
** أنا عائد لأقيم هنا ولأعيد الارتباط بالجمهور، وهناك المزيد من الأعمال الفنية التي سأقدمها من بينها هناك ألبوماً يحتوي على العديد من الأغاني بلهجات عربية متعددة إضافة للمهرجانات التي ستقام في القطر.
** هناك مقولة تقول نبع الفن في "حلب" وانتشى وتمشى في "لبنان" وترعرع وصُقل في "مصر"، ثم مات في "حلب". فلماذا يموت الفن مرة أخرى فيها، لذلك أتمنى تغيير هذه المقولة، من خلال تهيئة أرضية كتجهيز مسرح كامل للغناء، لأن "حلب" مفتقرة لتلك التجهيزات الكاملة، وعندما يتم تأمين تلك المتطلبات عندها سنرى الكثير من الإبداعات الفنية.
من الجدير بالذكر أن الفنان "مجد الأصيل" حظي في مسيرته الغنائية المتصاعدة في مدارج الطرب الحلبي الأصيل مؤخّراً بتكريم خاصّ من الرئيس الفنزويلّي هوغو شافيز حيث منحه وسام الشرف المذهّب من الدرجة الأُولى على مستوى الدولة، بالنظر إلى نشاطه وغنائه الملتزم دعماً ومناصرةً لمدينة غزّة. وقد تمّ التكريم أمام ممثّلي البعثات الدبلوماسية في العاصمة كراكاس.
كما لقّبته رئيسة دُور الأوبّرا العامّة في فنزويلاّ بـ "بافاروتي" الشرق الأوسط ولقّبته الصحافة الفنزويلّية بعميد الفنّانين المغتربين العرب. بدأ مجد الأصيل طفولته في المعهد العربي للموسيقا بحلب متتلمذاً على الأساتذة أنترانيك كيراغوسيان ونديم الدرويش وهاشم فنصة وأبراهام كوستانيان.
حاز جائزة الأورنينا الذهبية لأفضل صوت في سورية (1998). غنّى ولحّن وكتب عدداً من الأغاني الوطنية للدول العربية الشقيقة: الكويت، قطر، لبنان، مصر، الأردنّ.