تصلني به قرابة أدبية فأرتبط وإياه بنَسَبِ الحرف دون صلة الدم، إنه الأديب الحلبي (القحّ) "سمير طحان".
الأديب "سمير" معروف ومحتفى به في الخارج أكثر مما نحتفي به نحن، وأخشى أنه ما يزال (زامر الحي لا يُطرب)، كنت أبحث في إحدى أشهر المكتبات العربية فوجدت اسمه يتصدر قائمة المؤلفين بينما تُرجم اسمي "جمال طحان" إلى بيوتفول ميلر...
في عام/ 1968/ التحقت بالخدمة الإلزامية وتخصصت في المتفجرات والهندسة العسكرية عامة وتم فرزي إلى الخطوط الأمامية فانفجر بي لغم كنت أزرعه في مشروع تدريبي مما أودى بعيني ويدي وأرخت لهذه الحادثة الأليمة في حياتي في ديوان “ولاويل بردى” وهي مجموعة قصائد تبحث في مشكلة الفقدان، أي فقدان أطراف الإنسان، كتبتها في مشفى المزة العسكري بعد الإصابة مباشرة، وكذلك أصدرت في تلك الفترة كتاباً بعنوان “هناهين قويق” /1980/ وهي مجموعة قصائد تبحث مضمون العلاقة بين المكان والناس والحضارة بأشكال مستنبطة من الأدب الشعبي، وصدر لي أيضاً “القصاص الحلبي” و”الحكواتي الحلبي” وهما مجموعتان من القصص والحكايات الشعبية المفصحة
"سمير طحان" في كتاباته الأولى ما يشعر بحدس ما أصابه بعد ذلك إثر انفجار لغم كان يقوم بزراعته خلال خدمته العسكرية على الجبهة السورية عام سبعين.
تزوج بعد خمسة أعوام من إصابته فحلّق وأبدع، ثم فشل زواجه فشعر بالجحود والنكران، لم ينهار بل غدا طيراً جريحاً محلّقاً بطموحٍ لا يردعه حدّ.
اهتم بالتراث الشعبي منذ حداثة سِنّه وألّف العديد من الكتب التي أصبحت مضرب الأمثال، فهو صاحب "ولاويل بردى – الحكواتي الحلبي- هناهين قويق- القصاص الحلبي-الحالات وهو رواية في أصوات - العين الثالثة - مجمع العمرين".
ومنذ أيام وصلت نسخة كتاب ترجم له في أمريكا تحت عنوان "Folktales Fro Syria”، وهو ترجمة لكتابَي "الحكواتي الحلبي" و"القصاص الحلبي".
يسكن في حي نصف شعبي يسمّى" النيال" ، و يلازم "سمير طحان" أخوه "مروان" الذي يقرأ له بعد أن يقرّب الكتاب من عينيه ونظارته السميكة بحيث لا يفصل الكتاب عن النظارتين سوى ما يقارب /3/ سنتيمتر، كي يستطيع القراءة .
في /27 /نيسان عام/ 1970/ وأثناء تأديته لخدمة العلم في الجولان السوري انفجر لغم في جسده الذي كان يحاول زرعه في أحد المشاريع العسكرية التي كان يقوم بها على الجبهة فأفقده الحادث عينيه وأطرافه العلوية وسعت الجهات الرسمية في سوريا إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من جسده الذي تناثر فأرسل بغرض العلاج إلى اسبانيا وروسيا وتمكن أن يستعيد سمعه الذي فُقد نهائياً من جراء دوي اللغم، غير أن أذية العينين والأطراف كانت عصية على الترميم أو الإنقاذ، وأتاحت له هذه الرحلة العلاجية أن يتعلم اللغتين الروسية والإسبانية فكان كتابه الشعري الذي حمل اسم “فيلاس دي التيميرا” عبارة عن رحلة شعرية بالإسبانية ترصد حركة العناصر والكائنات عبر أطوار السحر والفلسفة والعلم.
حول بداية محنته وإصابته يقول" سمير طحان": «في عام/ 1968/ التحقت بالخدمة الإلزامية وتخصصت في المتفجرات والهندسة العسكرية عامة وتم فرزي إلى الخطوط الأمامية فانفجر بي لغم كنت أزرعه في مشروع تدريبي مما أودى بعيني ويدي وأرخت لهذه الحادثة الأليمة في حياتي في ديوان “ولاويل بردى” وهي مجموعة قصائد تبحث في مشكلة الفقدان، أي فقدان أطراف الإنسان، كتبتها في مشفى المزة العسكري بعد الإصابة مباشرة، وكذلك أصدرت في تلك الفترة كتاباً بعنوان “هناهين قويق” /1980/ وهي مجموعة قصائد تبحث مضمون العلاقة بين المكان والناس والحضارة بأشكال مستنبطة من الأدب الشعبي، وصدر لي أيضاً “القصاص الحلبي” و”الحكواتي الحلبي” وهما مجموعتان من القصص والحكايات الشعبية المفصحة».