عندما نفتح كراس الفن الأصيل لابد لنا من وقفة عند مدينة "حلب" التي قدمت عبر عقود من الزمن جملة فنية معقدة من المطربين والملحنين والعازفين وفي هذا الملف تبرز السيدة "ميادة بسيليس" ابنة "حلب" كواحدة من الوجوه المشرقة التي لطالما أنارت سماء "حلب" بصوتها الطروب وأغانيها التي حفرت عميقا في قلب محبي الطرب العربي الأصيل.
التقى esyria الفنانة "ميادة بسيليس" في 2/2/2009 لتحدثنا عن مسيرتها الفنية وعن وجهة نظرها الخاصة عن الفن العربي و الحلبي باعتبارها ابنة المدينة..
أقوم الآن بتحضير ثلاثة ألبومات جديدة، اثنان منهم للأطفال، وآخر للأغاني المنوعة يحمل ما أعشقه من طرب أصيل وتراثي
فعن بداياتها تحدثنا الفنانة "بسيليس" قائلة:
«بداياتي كانت بداية تقليدية، حيث أنني بدأت بالغناء في حفلات المدارس لما امتلكته من صوت كان يرضي كل من يسمعه كما كنت أشارك في تراتيل الأناشيد في الكنيسة لكن الانطلاقة الأكبر وظهوري للساحة الفنية كان عن طريق السيد "سمير كويفاتي" الذي صقل موهبتي ودربني على أصول الغناء والطرب وكان له الدور الأهم في بنائي كمطربة إلى حد أنني أعتبره عرابي الأول».
وعن سر تعلقها بمدينة "حلب" حدثتنا "البسيليس" عن أهم ما قدمته لها هذه المدينة فقالت: «كان للجو الحلبي الغني بأغاني الطرب والتراث أثرا كبيرا على موهبتي وتوجهي الفني إذ أنني ترعرعت ضمن جو يسوده الطرب والأغاني الأصيلة فتعلمت الكثير من الموشحات والقدود والأدوار التي كانت ومازالت منتشرة في مدينة "حلب"، وإضافة إلى ذلك كسبت من مدينة "حلب" جمهورها الذي يحترم الطرب ويقدر الأصوات الجميلة والأصيلة منها فكان لجمهور هذه المدينة الأصيلة بتراثها دورا كبيرا في نحت شخصيتي الفنية».
ومن المعروف عن الفنانة "ميادة بسيليس" أنها من محبي الفن الملتزم حيث قدمت الكثير من الأغاني الملتزمة بلحنها وكلماتها فكانت في سياق واحد مع متبعي الفن الملتزم فحدثتنا عن اختيارها لهذا النوع من الطرب وعن صلتها برواد الفن الملتزم فقالت:
«لقد اخترت هذا النوع من الغناء بسبب حبي للتميز بين ثلة كبيرة من الفنانين والفنانات ومن جهة أخرى هذا النوع من الفن يرضيني بشكل كبير إذ أنه يعتمد على الإحساس المرهف والمقدرة الفنية والمعرفة الموسيقية الكبيرة فتبرز إمكانات الفنان بشكل واضح وكبير، وأنا لا أستطيع أن أصنف نفسي مع قائمة الفنانات العظام أمثال السيدة فيروز والسيدة جوليا بطرس والسيدة ماجدة الرومي رغم وجود ما يربطنا، حيث أنني أسعى إلى مشروع فني يهدف إلى إنشاء أغنية سورية لها معنى تتكلم بلسان حال الناس وقريبة منهم ومن وجدانهم و مشروعي ليس تجاريا يهدف إلى الربح والشهرة فحسب، وأهم ما يربطني بتلك الفنانات العظام هو أنني أعشق الغناء المسرحي (أي أن أغني على المسرح) لأنه يبرز مقدرات الفنان ويضعه على صلة مباشرة مع جمهوره».
وعند التقليب في دفتر سيرة الفنانة "البسيليس" نجد أنها لم تلتزم مع أي شركة إنتاج عربية أو غير عربية رغم امتلاكها لمقومات الفنانة الأصيلة فعن هذا الانفراد تحدثنا "البسيليس" وتقول: «أنا لم ألتزم مع أي شركة إنتاج فنية بسبب أن شركات الإنتاج في عموم الأحوال تسعى إلى الربح المادي فتفرض شروطا معينة تهدف إلى هذا الغرض ومن هنا ينشأ تضارب بين الهدف المادي والهدف الفني، فأنا لا أتنازل عن القيم الفنية مقابل الأهداف المادية لأن مشروعي فني وليس تجاري».
أما عن رأيها بالفن العربي بشكل عام تقول: «لا يخفى على أحد أن الفن العربي الحالي يعاني من حالة تردي مأساوية، وهناك محاولات بائسة عبر بعض البرامج التلفزيونية كستار أكاديمي وسوبر ستار وما إلى ذلك من برامج تسعى إلى تعليم الصولفيج وصقل المواهب لكنها تبقى محاولات بائسة لأنها تأخذ طابع الترفيه والتجارة مما يؤدي إلى انتهاء كل شيء مع انتهاء البرنامج، لكن العرق العربي يبقى أصيلا فالزمن كفيل بغربلة ما هو جيد مما هو رديء».
وعن جديدها الذي يرتقبه معظم محبي الطرب والفن تحدثنا قائلة:
«أقوم الآن بتحضير ثلاثة ألبومات جديدة، اثنان منهم للأطفال، وآخر للأغاني المنوعة يحمل ما أعشقه من طرب أصيل وتراثي».