ربماالكثيرون منا لا يعرف الشاب "باسل رجوب"، إلا أننا سمعنا ألحانه المتميزة وذلك بصوت الفنانة "لينا شماميان" مثل "شآم" ومقطوعة "سحر" (Magic) وغيرها من الألحان... يعزف على الآلات النفخية وهو خريج المعهد العالي للموسيقى، من مواليد مدينة "حلب" إلا أنه حاليا مقيم في "دمشق"، موقع "eSyria" كان مع الشاب "باسل رجوب" حيث دار اللقاء التالي، وكانت البداية عن علاقته بالعزف وما هي الآلة التي تعزف عليها؟
«بدأت في البداية بالعزف على آلة "الترومبيت" وذلك في مرحلة الدراسة الإعدادية والسبب هو حبي لهذه الآلة، وبعد ذلك بدأت بالتحضير لدخول المعهد العالي للموسيقى الذي انتسبت إليه في العام /1999/م، ساعدتني العديد من الصدف منها تعلم هذه الآلة منها تعرفي على السيد "ناهل الحلبي" الذي كان في السنة الخامسة في المعهد العالي للموسيقى وقتها وكان من القلائل الذين يدرّسون هذا الآلة، بعد ذلك تخرجت من المعهد في العام /2005/م ودرست عند أساتذة من "روسيا"، وفي السنة الخامسة ظهر لدي عارض صحي أدى إلى عدم استطاعتي العزف على الآلة وبالتالي تغيير اختصاصي إلى آلة "الساكسوفون" التي أعزف عليها إلى الآن».
*ما هو نمط العزف الذي تفضله والموسيقى التي تعمل بها؟
«أثناء فترة دراستي في المعهد كانت لدي اهتمامات بالموسيقى الكلاسيكية والاهتمام الأكبر بموسيقى الجاز حيث قمت بتأسيس عدد من الفرق في هذا المجال مع موسيقيين يعزفون هذا النوع من الموسيقى من بينها "موزاييك" و"بينوت" وقد شاركت مع الأوركسترا السيمفونية للجاز وعزفت في مهرجان الجاز بسنواته الثلاث 2006 – 2008، إضافة إلى مشاركتي في مهرجان الجاز في "الأردن" في العام /2008/م، وقد عزفت في عدد من البلدان مثل "تركيا" و"فرنسا" و"ألمانيا" و"النمسا" و"الإمارات"».
*بالنسبة إليك، كيف تجد ثقافة الموسيقى ما بين "دمشق" والمحافظات الأخرى؟
«للأسف الشديد، هناك الكثير من الفرق ما بين "دمشق" وباقي المحافظات السورية بخصوص الجاز، ففي "دمشق" هناك حضور كبير والعديد من الورشات التي تقام هذا المجال إضافة إلى وجود العديد من فرق الجاز في مدينة "دمشق" مع حضور أسماء كبيرة في هذا المجال إلى العاصمة. تطور موسيقى الجاز في "دمشق" هو أكبر بكثير منه في "حلب" وإن كنت أتمنى أن يكون الاهتمام في "حلب" أكبر كون ما يقرب من 90% من السوريين الذين يعزفون الجار هو من مدينة "حلب"، وهذا ليس صدفة بل هو مرتبط بما كان لمدينة "حلب" من انفتاح على الموسيقى خلال السنين الماضية أكثر من بقية المحافظات، وهناك العديد من الأسماء اللامعة في هذا المجال مثل "طارق فحام" على "الدرامز"، و"ناريك عبجيان" على "البيانو"، و "رافي كوستانيان" و"هراتش قسيس" على "الساكسافون"؛ هناك الكثير من الأسماء الكبيرة الأخرى وأعتذر إن لم أذكر البقية».
*تحضر حاليا لإطلاق ألبومك، حبذا لو تخبرنا قليلا عنه؟
«كنت أحضر لهذا الألبوم منذ فترة طويلة أي منذ دراستي في المعهد العالي، وعندما بدأت في التحضير للمراحل النهائية له كان مشروع "لينا" قد بدأ يكبر وبالتالي قررت التركيز على مشروع "لينا" حاليا، والألبوم هو من إنتاج شركة لبنانية هي "إنكوغنيتو". ويحوي الألبوم /7/ قطع خمسا منها من تأليفي وقطعة أرمنية من التراث الأرمني وأخرى تركية، ونوع الموسيقى هو "الأورينتال جاز" أو "الجاز الشرقي" وهو يجمع ما بين موسيقى الجاز والموسيقى الشرقية. وقد شارك في العمل الكثير من الموسيقيين السوريين واللبنانيين والأرمن والأتراك إضافة إلى مشاركة "لينا" في الألبوم أيضا في غناء قطعة التراث الأرمني».
*هنا يخطر على بالي سؤال وهو: العديد من الناس تعرف المطربة المتألقة "لينا شماميان" إلا أن عددا قليلا جدا من الناس يعرفون أنك تدير أعمالها وأنك معها في مشروعها منذ البداية، هل من سبب معين لهذا؟
«هذا أمر طبيعي، قبل بداية مشروع "لينا" كانت هي قد غنت معي في الفرقة التي ألفتها أنا في المعهد وذلك في العام /2005/م. وبعد هذا التاريخ قررنا ألا يكون المشروع هو مشروع فرقة بل هو مشروع مغنية، وفي إطار هذا المفهوم كانت وظيفتي هي التوزيع الموسيقي حيث هناك /3/ قطع في ألبوم "لينا" الثالث هي من تأليفي. ورأيت أنه لنجاح المشروع ليس من المناسب أن أظهر بشكل إعلامي كبير معها لأنه أمر ليس صحيحا وليس احترافيا أيضا، والفكرة هي دوما أن العازف يستغرق وقتا أطول من المغني لكي يشهر ولكي يتعرف الجمهور عليه بغض النظر عن الجهد الذي يبذله وذلك بعكس المغني، وهذا الأمر طبيعي وموجود في كل أنحاء العالم، نحن كأشخاص في مشروع "لينا" وكموسيقيين نحاول أن نجعل هذا المشروع ناجحا موسيقيا وليس المهم لنا الشهرة بل الأهم عمل مشروع يتطور والتركيز على موضوع الموسيقى وعلى العمل بشكل عام، أنا من الناس الذين لا يبحثون عن الشهرة وأفضل العمل الناجح الأمر الذي كان قد تحقق بشكل إيجابي في ألبومي "لينا" الأولين إضافة إلى الثالث الذي سوف يصدر قريبا».
وقد قام السيد "باسل" بتوزيع أغلب أغاني ألبومات الفنانة "لينا" (الأول والثاني إضافة إلى ذاك الثالث الذي سيتم إطلاقه قريبا) علاوة على وجود عدد من ألحانه داخل هذه الألبومات مثل "شآم" و"سحر" اللتان ذكرناهما سابقا.
*بالعودة إلى الألبوم الخاص بك، متى سيتم إطلاقه رسميا؟
«بالنسبة للألبوم فإنه حاليا جاهز للإطلاق، وأنوي إطلاقه رسميا في مهرجان الجاز في صيف هذا العام سوف أقوم بحفلتين في كل من "دمشق" و"حلب" في فترة الصيف لإطلاق الألبوم فيهما، أما بالنسبة للألبوم الثاني لي، فحاليا أحاول التحضير له، إلا أن هذا متعلق في المقام الأول بمشروع "لينا"، وإذا ارتحت فسوف أقوم بالعمل عليه».
*من خلال واقع خبرتك وتجربتك، ما رأيك بالاحتراف الموسيقي للعازف؟
«تقوم فكرة الاحتراف الموسيقي على حب الشخص للعزف والتعب والأداء حيث الشخص الذي يتعب على نفسه ويعمل بجد، تكون الفرص كلها مفتوحة أمامه، ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود حلول وسط فإما الالتزام الذي يؤدي إلى الإبداع وإما الفشل، حاليا البلد في تطور خصوصا خلال السنوات الخمس الأخيرة والفرص الموسيقية للشباب موجودة وهي في تطور إنما العازفون أيضا بحاجة إلى الالتزام وتطوير أنفسهم والاطلاع على كل ما هو جديد».
*ما رأيك بجيل الموسيقيين الجدد في "سورية" مع وجود كل الصعوبات التي تتمثل في عدم وجود شركات إنتاج وحماية ملكية فكرية كافية وغيرها؟
« المواهب في "سورية" موجودة حيث يخرّج المعهد العالي سنويا كثير من العازفين الذين يستحقون أن يكونوا في أعلى المراتب، ولكن للأسف هناك الكثير من الصعوبات الموجودة في هنا مثل عدم وجود حماية ملكية فكرية بشكل كافي، وعدم وجود شركات إنتاج والتي تجعل الطريق صعبا على العازفين الشباب. والشخص الذي ينجح هو من يستطيع اجتياز كل هذه العقبات، أما الذي لم ينجح فهو بكل بساطة استسلم وتراجع، وأود أن أقول بأن العازفين السوريين هم من أفضل عازفي الوطن العربي وبشهادة الجميع حيث نالت دار الأوبرا في "دمشق" أكثر من جائزة منها جائزة "أفضل دار أوبرا" مع أن عمرها لا يتجاوز الأربع سنوات، التطور موجود وهذا رهن بالوقت».