يدرك الأستاذ "جابر الساجور" مدير المركز الثقافي العربي في "منبج" خصوصية مدينة "منبج" الأدبية باعتبارها مدينة الشعراء –كما توصف-، هذه المدينة التي اشتهرت بشعرائها على مر العصور، ولعل هذه الخصوصية ألقت بظلالها على عمل مركز "منبج" الثقافي..
وللتعرف أكثر على تعامل المركز الثقافي مع هذه الخصوصية لـ "منبج" التقينا في eSyria وبتاريخ (8/8/2009)م بالأستاذ "جابر الساجور" مدير المركز الثقافي العربي في "منبج" في حديث عن عمله كمدير للمركز، فبدأ حديثه لنا عن خصوصية "منبج" الثقافية قائلاً:
نسعى دائما إلى إيجاد مواضيع جديدة من خلال أنشطتنا كافة، وبعد أن قمنا بعملية أتمتة مكتبة المركز، نسعى إلى سحب هذه الكتب على أقراص ومن ثم ربطها بشبكة الانترنت لتكون بمتناول الجميع بسرعة أكبر..
«على أي انسان يريد العمل في الحقل الثقافي الانطلاق من خصوصية وطبيعة المنطقة التي يعمل بها ومن هنا كان لابد لي أن أتعامل مع "منبج"، كونها من أقدم المدن المأهولة في العالم، حيث اكتشفت فيها أقدم زراعة في الألف العاشر قبل الميلاد، و"منبج" عبر مسيرتها أنجبت العديد من الأعلام وخصوصا في مجال الأدب أمثال الشاعر "البحتري" الذي ينتمي لقبلة "طيء" العربية، والشاعر "دوقلة المنبجي" صاحب قصيدة "اليتيمة"، بالإضافة إلى شاعر "منبج" وأميرها "أبو فراس الحمداني" الذي ولي إمارة "منبج"، والعديد من الشعراء الآخرين..
وأيضا كان في "منبج" مدارس فقهية لجميع المذاهب الإسلامية، كما يقال أن المذهب الماروني في الديانة المسيحية انطلق من مدينة "منبج"..».
ويَعتبر الأستاذ "الساجور" أن هذا الإرث الحضاري والثقافي لمدينة "منبج" مسؤولية لابد من إيلائها حقها في المحافل الثقافية، فيقول:
« أرى في هذا التنوع الكبير لمدينة "منبج" مسؤولية كبيرة تفرض علينا إيجاد برامج ثقافية تعني في أكثر من مجال تلبية لمتطلبات الجماهير، وخصوصا كون مركزنا يحظى بحضور جماهيري مميز، نعمل على تلبية جميع الأذواق من خلال تنوع أنشطتنا بين الأدب والفكر والفن، وغيرها من النشاطات الأخرى..».
ويتابع حديثه عن الحركة الثقافية في مركز "منبج":
«يتميز مركز "منبج" بوجود عناوين مكتبية يندر وجودها في باقي المكتبات هذا ماجعل المركز مقصدا للعديد من الطلاب والباحثين من داخل محافظة "حلب" وخارجها، كما نسعى إلى مواكبة التطور التقني من خلال منتدى الإنترنت الذي يقدم خدماته لعموم الناس وبأسعار شبه مجانية، بالإضافة إلى إقامتنا في معهد الثقافة الشعبية للعديد من الدورات الي تهم أغلب شرائح المجتمع، وأيضا لدى المركز مجلة ثقافية الكترونية باسم "مجلة البحتري الثقافية" تهتم بالشأن الثقافي وأخبار مدينة "منبج" نتعاون فيها مع عدّة مواقع إلكترونية أهمها موقع eSyria..».
يتميز جمهور "منبج" بنهمه للأنشطة الثقافية عموما وبالأخص الأمسيات الأدبية وعن ذلك يقول "الساجور":
«هناك خطة ثقافية توضع من قبل وزارة الثقافة تتطلب إقامة (24) نشاطا بمختلف الجوانب خلال سنة كاملة، لكن الواقع الذي تحدثنا عنه يفرض علينا أن نقيم عددا أكبر من هذه الأنشطة التي نحاول أن نجذب من خلالها جميع الفئات بمستوياتها الثقافية كافة، إلا أن الجانب الأدبي عموما والشعر خصوصا يحتل المرتبة الأولى في أولويات أبناء المنطقة وذلك للطبيعة الأدبية التي تتميز بها مدينة "منبج"..».
وعن كيفية توزيع الأنشطة على مدار العام، يضيف:
«من خلال خطة العمل التي نضعها نحاول تغطية جميع الأعياد الوطنية والقومية، وجميع المناسبات الأجتماعية، ومن ثم نحاول إيجاد برنامج ثقافي يتوزع على كل الفئات آخذين بعين الاعتبار العروة الخريفية والعروة الربيعية لأنهما أكثر الفصول نشاطا، وتقل أنشطتنا في فصل الصيف نظرا لطبيعة المنطقة الزراعية وانشغال الناس بأعمالهم..».
أما نظرة الأستاذ "الساجور" لتطوير العمل فهي:
«نسعى دائما إلى إيجاد مواضيع جديدة من خلال أنشطتنا كافة، وبعد أن قمنا بعملية أتمتة مكتبة المركز، نسعى إلى سحب هذه الكتب على أقراص ومن ثم ربطها بشبكة الانترنت لتكون بمتناول الجميع بسرعة أكبر..».
بقي أن نذكر أن الأستاذ "جابر الساجور" خريج جامعة "دمشق" كلية الآداب قسم المكتبات والمعلومات عام (1998)م، عمل مديرا لمركز ثقافي "دبسي عفنان" في محافظة "الرقة" في الفترة (1991-2001)، ومنذ العام (2001) مدير للمركز الثقافي في "منبج"..