البساطة والتواضع سمة الحكماء، الرفعة والمكانة والتقدير، بما يقدموا من علم لفائدة البشر، يحقق لهم السعادة والراحة النفسية والروحية، يقربونك من المجهول ليصبح معرفة، ويعيدونك لذاتك لتكتشف كم أنت مهم وجدير بالحياة، وأن لا مستحيل أمام إرادة الإنسان الحق.
موقع eSyria بتاريخ 11/8/2009 التقى الفنان والمصور الضوئي وطبيب الأعشاب وصاحب أرشيف المليون صورة والمهتم بعلم الباراسيكولوجي وصاحب الاختراعات الأربعين في مجال كيمياء التصوير الضوئي وغيرها، حدثنا عن النشأة والبداية قائلا:
لم أتابع تحصيلي الأكاديمي، ولم أسر بهذا الطريق الكلاسيكي، مقتدياً بالعالم "الحسن بن الهيثم" الذي أهدى العالم علوم التصوير الضوئي وجحد العالم صنيعه. أحترم العلم والعلماء. الهمّ عندي همُّ الثقافة والمعرفة، لا تستطيع جمع علوم الدنيا، لكن أن تعمل بالممكن هو واقع وممكن. مكتبتي وما أملك من أرشيف أصبح عبئاً عليّ، وأنا أقيم في "دمشق" بمنزل بالإيجار منذ /22/ عاماً، دراستي في الفنون التطبيقية والتشكيلية أكسبتني من الناحية العملية الكثير الكثير وساعدتني على أن أكون أستاذا في تلك المجالات. وبترخيص رسميّ أدير مركز الفنون والعلوم للأبحاث والتطوير، وهو مركز بحثي علمي غير ربحي من القطاع الخاص المنظم، ليس له أي دعم مالي داخلي أو خارجي ويعتمد على الاكتفاء الذاتي
«أنا من مواليد "حلب"، ولا أدري ما الذي دعاني لأن أكون فناناً ومخترعاً وباحثاً، أكتب الشعر ولا أدعي أنني "شاعر". مولدي كان بتاريخ/22/2/1952/ لعائلة فقيرة، في حيّ "المشارقة"، الوالد يعمل في مهنة "الزريقة" معيل لخمسة أطفال، والدتي "عائشة عجم مهنا" أمية، بدأت بالرسم ولديها من العمر "ثمانين" عاماً، ترسم أبطال السير الشعبية "عنترة بن شداد" و"عبلة" وجميع شخصيات السيرة الشعبية، ولها صدى كبير عند الأوساط الفنية والثقافية في القطر وخارجه. اندمجت طموحاتي وطفولتي، مع بعض العذابات من الفقر وقلة ذات اليد، التي خلقت فينا تحريضاً باتجاه الإبداع، وعن علاقته مع فن التصوير الضوئي حدثنا قائلاً:
«دخلت إلى التصوير الضوئي منذ الطفولة سنة /1965/ حيث توجهت لمعرفة وسبر أغوار الضوء والعدسات وآلة التصوير، وفي عام/1967/ حدثت أزمة اختارها "الله" اختباراً للشعوب العربية، في تلك المرحلة لم أكن أملك ثمن آلة التصوير، لذلك ونتيجة الدراسة والمطالعة صنعت آلة تكبير، عبارة عن صندوق خشبي وعدسة تكبير كالتي تستخدم للقراءة، وأصبحت ألتقط الصور وأكبرها بواسطتها. ربما هذا لا يقنع الإنسان العادي، لذلك سأوضح لكم القضية، عندما كنا صغاراً كنا نضع الورقة تحت العدسة ونسلط عليها أشعة الشمس لتصل درجة الاحتراق. نقطة الاحتراق، هي بؤرة العدسة، وهي صورة الشمس مصغرة جدا جدا، وكنا نستخدم ورقاً حساساً للضوء وليس أفلاماً لأنها كانت باهظة الثمن. ونتيجة البحث توصلت منذ فترة بسيطة لإمكانية التصوير والتقاط الصور العادية والملونة بلا عدسة، ولن أتحدث عن التفاصيل لأنني سأعلن عن ذلك عبر الفضائيات وستكون مفاجأة للجميع.
كما كانت مفاجأتي في تحميض الأفلام الملونة منذ عام /1970/ وكنت أول من حمض الأفلام الملونة في "سورية"، لأنني نذرت نفسي لأكون طالب علم، لا مجرد مصور يلتقط صوراً فنية وهامة فقط، بل غصت في عالم التصوير ببواباته الثلاثة (الكيمياء، الفيزياء، والتقنيات) حيث درست العجينة الحساسة الفوتوغرافية للأسود والأبيض، ودرست الفيلم وطبقاته، والفيلم الملون، ودرست هذه الأبحاث في الدورات التي يقيمها معهد الفنون التطبيقية، وفي المعاهد والجامعات. وأيضاً منذ السبعينيات كان أستاذي في ذلك، المعلم الذي لم أره حتى اليوم "عبد الفتاح رياض" رئيس قسم التصوير الجنائي في "القاهرة" "بمصر" قرأت غالبية كتبه. وقد أهديته كتابي الأول في فن التصوير الضوئي. وقد تم تدريس هذا الكتاب في معهد الفنون التطبيقي، بقرار السيدة وزيرة الثقافة آنذاك الدكتورة "نجاح العطار"، نائب السيد رئيس الجمهورية العربية السورية اليوم».
وعن دور الدراسات والتجارب والقراءات في دفع الدارس وشده لمتابعة أبحاثه قال: «الدراسات وسواها تشدك نحو المعرفة واكتشاف ما حولك، ولقد اهتممت بالكيمياء، وكان لدي مخبر كيميائي صغير جداً، أعتز به، وقد صرفت الكثير حتى أصبح أكثر تطوراً ومن أهم المخابر على الصعيد الكيميائي التصويري والصناعي التخصصي حتى الآن بين المشتغلين في فن التصوير الضوئي اليدوي، وساعدني في تنفيذ اختراعاتي التي أكثرها في كيمياء التصوير والضوء، كما سجلت اختراعي في تطوير آلة طباعة الأفلام السينمائية والفوتوغرافية الملونة قياس 35 ملم بقرار من وزارة التموين رقم /905/ عام /1988/ براءة رقم /4180/ ، وكنت أعمل بهذا الاتجاه قبل عشر سنوات من تسجيله رسمياً، وقبل أن أعمل في مؤسسة السينما.
إن أحلامي وطموحاتي أغلى عندي من اللحظة التي أعايشها، في تموز عام /1971/ جاءت لجنة الاختبار من "دمشق" إلى "حلب" لفحصنا والتعرف إلى مخترعاتنا، وكنت من المؤسسين للنادي السينمائي في "حلب"،
وكان الوفد يضم الفنان والمصور الضوئي والسينمائي المعروف "جورج لطفي خوري" وكان باللجنة أيضاً المخرج "نبيل المالح"، وفزت بالجائزة الأولى عن فيلم "حلب متناقضات"، وفي دورة أخرى فزت بالجائزة الثانية عن فيلم "الفنان الثائر" يتحدث عن أزمة وقسوة الظروف في عام/1967/ وهو مجموعة لوحات لمعرض أقامه أخي الفنان "عبد الرحمن مهنا"».
وعن علاقة الحلم بالصورة أشار موضحاً:
«في أحلامي، وأحلامي دائماً سعيدة، حيث أستوحي بعض أفكار اختراعاتي، فأقوم من النوم وأسجلها، وأمارس هذا السلوك منذ عام /1965/ وحتى اليوم، وبكل سرور أحدثكم أنه وفي أحد الأحلام، شاهدت نفسي في معرض ليّ للفنون التشكيلية، حيث نقف أمام اللوحة فنرى أن ما بداخل اللوحة يتحرك ويأخذني معه متنقلاً ما بين الشكل والمضمون والعلاقة اللونية بينهما من خلال الضوء، كشريط سينمائي،
تبدأ صوره المتحركة تماماً حين نقف أمام اللوحة، كالأجهزة الكترونية تفتح الأبواب أمامنا بشكل تلقائي اليوم، في وقت لم تكن هناك أجهزة تمتلك هذه الخاصية كما اليوم، وبعد سنتين استطعت تجسيد هذا الحلم، لأنه توفر لدي آلة تصوير سينمائية /8/ملم، ثم /16/ملم، وكنت أقوم بالتصوير والتحميض والمونتاج وعمل تترات مقدمة الأفلام بجهد فردي.
كنت أعرض هذه الأفلام بالمعارض والندوات، لكن منذ أكثر من عشرين عاما توقفت عن عرضها، لأنها في كل عرض تفقد من جودتها نسبة /5-10%/ ومستقبلاً سأعمل على تحويلها بطريقة "التليسينما" إلى أقراص ليزرية، لحفظها وإمكانية عرضها للناس».
وعن اعتماد الفنان "عادل مرعي مهنا" خلال مسيرته على تجاربه الخاصة، في إنجازاته الثقافية والعلمية. قال: «لم أتابع تحصيلي الأكاديمي، ولم أسر بهذا الطريق الكلاسيكي، مقتدياً بالعالم "الحسن بن الهيثم" الذي أهدى العالم علوم التصوير الضوئي وجحد العالم صنيعه. أحترم العلم والعلماء.
الهمّ عندي همُّ الثقافة والمعرفة، لا تستطيع جمع علوم الدنيا، لكن أن تعمل بالممكن هو واقع وممكن. مكتبتي وما أملك من أرشيف أصبح عبئاً عليّ، وأنا أقيم في "دمشق" بمنزل بالإيجار منذ /22/ عاماً،
دراستي في الفنون التطبيقية والتشكيلية أكسبتني من الناحية العملية الكثير الكثير وساعدتني على أن أكون أستاذا في تلك المجالات. وبترخيص رسميّ أدير مركز الفنون والعلوم للأبحاث والتطوير، وهو مركز بحثي علمي غير ربحي من القطاع الخاص المنظم، ليس له أي دعم مالي داخلي أو خارجي ويعتمد على الاكتفاء الذاتي».
والجدير بالذكر أن الفنان "عادل مرعي مهنا" عضو نادي فن التصوير الضوئي والسينمائي. عضو مؤسس في لجنة المخترعين السوريين بالقرار الوزاري /105/ لتأسيس جمعية المخترعين بدمشق، لديه العديد من براءات الاختراع والنماذج الصناعية المبتكرة، مؤلف للعديد من الكتب عن التصوير والسينما والطباعة والتقنيات المختلفة قيد الطباعة، أقام العديد من المعارض الفنية الفردية والمشتركة في الفنون التشكيلية والتطبيقية والتصوير الضوئي، دخل اسمه ونشاطه في موسوعة أوائل علماء ومبدعي "حلب".