تعتبر منطقة "السفيرة" في ريف محافظة "حلب" من المناطق الريفية التي حظيت بمركز ثقافي تستمد من خلاله شعاعها الثقافي المتميز بنكهتها الريفية وطبيعتها الزراعية، وفي ظل هذه الطبيعة الخاصة لمدينة "السفيرة" يعمل الأستاذ "محمد ربيع عرجه" رئيسا للمركز الثقافي في "السفيرة"..
وفي لقائه مع eSyria بتاريخ (18/8/2009)م يجمل لنا الحركة الثقافية في منطقة "السفيرة"، فيستشهد الأستاذ "محمد" بإقبال الجماهير على نشاطات المركز متحدثا عن حركة ثقافية جيدة في "السفيرة" فيقول:
نحضر الآن للوحة إيمائية خاصة بالتراث الشعبي لأبناء المنطقة، سنقدم من خلالها العادات والتقاليد التي تختص بها المنطقة من أهازيج ورقصات شعبية، آملين أن نطلقها في بداية العام (2010)م..
«يمكننا وصف الحركة الثقافية في "السفيرة" بالجيدة نسبيا وذلك من خلال الإقبال والتفاعل الجماهيري مع الأنشطة الثقافية التي تستضيفها المدينة من ندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية ومسرح، وهذا ما يلمسه المتتبع للحركة الثقافية في المدينة.
ومن ناحية أخرى فإن شريحة المثقفين في المدينة تعتبر متوسطة بشكل عام من خلال الشهادات الجامعية التي يحملها أبناء المنطقة، ناهيك عن عملية التثقيف الذاتي عن طريق المكتبات الثقافية وأنشطة المركز عموما، وهذا يدل على رغبة ذاتية عند البعض وحبا للثقافة والمعرفة».
ويتحدث الأستاذ "محمد" عن عملية تنسيق بين المركز الثقافي والمدارس والثانويات في المدينة من أجل حركة تنشيط ثقافية للطلاب يكون عمادها الكتاب، فيقول:
«من الخطط التي انتهجناها في عملية نشر الثقافة وجذب الناشئة لها، عملية التنسيق بيننا وبين المدارس الموجودة في المنطقة من أجل إعارة الكتب بشكل دوري من خلال التنويع في العناوين والموضوعات.
ومن ناحية أخرى كان لنا نشاط جيد في اتجاهين ثقافيين آخرين، أولهما محو الأمية من خلال تنظيم المركز للعديد من هذه الدورات وبشكل مستمر ومتتابع نهدف من خلالها إلى التخلص من الأمة وتهيئة الفرد ليصبح قادراً على تثقيف نفسه ذاتيا.
أما الاتجاه الآخر فقد صبّ في عملية جمع التراث الشعبي في المنطقة وتوثيقه، والهدف من ذلك إبقاء الذاكرة التي تختزنها المنطقة حية، من خلال عاداتها وتقاليدها وأزيائها الشعبية..».
ومن ناحية عملية اختيار الأنشطة الثقافية في مركز "السفيرة" يتحدث الأستاذ "محمد" عن وجود تنوع في تلك الأنشطة اعتمادا على ما يهم أبناء المنطقة وما يجذبهم، فيقول:
«أنشطتنا الثقافية في مركز "السفيرة" تقوم على التنوع وعدم التكرار بحيث نستطيع من خلالها إشباع رغبات واهتمامات كافة الشرائح في المدينة بما يتناسب مع طبيعتهم الثقافية واهتماماتهم كلا حسب أولوياته، مركزين على ما يجذبهم ويزيد في أفقهم الثقافي، واعتماد على ذلك نختار الضيوف الذين يستطيعون إغناء هذه الرغبات ورفدها بكل ما هو جديد ثقافيا ومعرفيا، علما أن أكثر ما يجذب أبناء المنطقة من نشاطات هو الأمسيات لشعرية وذلك للمكانة المتميزة التي يحتلها الشعر عندهم، وخصوصا فئة الشباب.
ومن ناحية أخرى نحرص على إقامة أنشطة ثقافية توعوية في مجالات عمل أبناء المنطقة من زراعة وما شابه، كما نولي أهمية خاصة بالأطفال من خلال إقامة حلقات بحث وندوات حوارية خاصة بهم، وأيضا أعمال مسرحية باتت من أهم أنشطة المركز وذلك لإقبال الأطفال الشديد عليها..».
ويتحدث الأستاذ "محمد" عن حصة المرأة من أنشطتهم فيقول:
«حرصنا في السنتين الأخيرتين على إقامة ندوات ومحاضرات تتحدث عن دور المرأة في البناء، ومشاركتها الرجل في التقدم والتطور، بالإضافة إلى تنشيط دور معهد الثقافة الشعبية في إقامة الدورات المهنية للنساء من خلال الخياطة والأعمال اليدوية، وقبل كل ذلك كانت دورات محو الأمية التي استطاعت جذب أعداد لا بأس بها من النساء..».
وختام الحديث مع الأستاذ "محمد ربيع عرجه" عن خطته المستقبلية في العمل الثقافي، فقال:
«نحضر الآن للوحة إيمائية خاصة بالتراث الشعبي لأبناء المنطقة، سنقدم من خلالها العادات والتقاليد التي تختص بها المنطقة من أهازيج ورقصات شعبية، آملين أن نطلقها في بداية العام (2010)م..».
بقي أن نذكر أن الأستاذ "محمد ربيع عرجه" يحمل شهادة معهد متوسط تجاري وطالب في السنة الرابعة في كلية الحقوق بـ"حلب"، ويعمل مديرا للمركز الثقافي العربي في "السفيرة" منذ العام (2006)م..