«المراكز الثقافية في القطر هي صروح حضارية شامخة تفرد أيديها لجميع الناس وتزوّدهم بكنوزها من المعرفة وتشجّعهم على القراءة والاطلاع على المزيد من العلم والفعل الثقافي، والعمل في المراكز الثقافية -برأيي- ليس مجرد وظيفة إنما رسالة نعمل لأجل إيصالها للمواطنين».
هذا ما قاله الأستاذ "عبد الرحمن طويل" مدير المركز الثقافي العربي في مدينة "عفرين" في افتتاح حديثه لمراسل موقع eSyria الذي زاره بتاريخ 5/9/2009 وأضاف متحدثاً عن الحركة الثقافية في المدينة: «الحركة الثقافية لها ماض عريق ومتميّز في مدينة "عفرين" وريفها ويتضح ذلك من خلال وجود عدد كبير من الأسماء الأدبية التي رفدت الحركة الأدبية في "حلب" وعموم القطر بالكثير من الإنجازات الثقافية وذلك في مجالات الشعر والقصة والرواية وغيرها ومن أبرزهم الأستاذ "عبدو محمد" رئيس اتحاد الكتاب العرب -فرع "حلب" والقاص "عبد الرحمن سيدو" و"نيروز مالك" والشاعر المرحوم "حامد بدرخان" وغيرهم».
أتمنى أن يقوم الإعلام وخاصّةً المركز الإذاعي والتلفزيوني في "حلب" بتغطية النشاطات الثقافية المتميّزة في الريف
وحول دور المركز الثقافي في مدينة "عفرين" في حياة الناس قال: «يُعتبر المركز الحاضن الأبرز للحركتين الأدبية والفنية في المدينة وريفها إضافةً إلى الحركة التراثية فيها، حيث يعمل المركز وفق خطة تهدف إلى نشر المعرفة وتنمية القدرات في كافة المجالات الثقافية وتقديم المعلومات والفائدة للجميع وذلك من خلال إقامة المحاضرات المتنوعة والأمسيات الأدبية ومعارض الكتاب والمعارض الفنية وذلك على مدار العام وفق توجيهات مديرية الثقافة».
«وفي مجال حماية وتوثيق الحركة التراثية فإنّ المركز يقوم بتوثيق تراث المنطقة وذلك بالاعتماد على النشاط التراثي والفني للمنطقة، ونحن حالياً نعمل في مجال جمع التراث الشفهي -اللامادي والمادي من خلال لجنة أصدقاء المركز- حيث نطمح إلى إقامة صالة خاصّة ودائمة للتراث الشعبي المادي كالبسط والمحاريث القديمة والمناجل وغيرها لتكون مفتوحة أمام زوّار المركز من مواطنين وسياح ليتعرفوا على فلكلور المنطقة وتراثها، كما نطمح إلى إقامة معرض للتراث لمدة لا تقل عن أسبوع ليتم عرض الأدوات والمواد التراثية وذلك في الربع الأول من العام القادم، وكل ذلك بمساعدة لجنة أصدقاء المركز -كما قلت- هذه اللجنة التي لها دور متميّز في المساهمة بالفعاليات الثقافية في المركز من خلال تفاعلها مع أبناء المدينة، وهناك لقاء أسبوعي في المركز يتم فيه الاستئناس بآرائهم فيما يخص النشاطات الثقافية ووضع الخطط والبرامج الثقافية».
« كما يوجد في المركز مكتبة ضخمة تحوي /16350/ عنواناً في المجالات المختلفة وهي تفتح ذراعيها وقلبها لروادها بالحب والتقدير، وهي منزّلة على الكمبيوتر حيث يقوم روّادها بطلب الكتاب من خلال البحث في الكمبيوتر التي تقوم بها أمينة المكتبة والعاملون فيها».
وحول الإقبال على نشاطات المركز قال: «المحاضرات والنشاطات التي يقيمها المركز متنوعة وتتضمن مجالات مختلفة من سياسية واجتماعية وطبية وتربوية وعلمية وأدبية وغيرها، ولذلك ترى الإقبال جيد ولكن الإقبال في مدينة "عفرين" يكون أكبر على الأمسيات الأدبية والشعرية».
«نحن في المركز -والكلام ما زال له- نركّز على فئتي الأطفال والشباب بشكل كبير وذلك من خلال إقامة العديد من الأنشطة المتعلقة بهما، فبالنسبة للطفل فإننا في المركز خصصنا يوماً خاصاً من كل أسبوع للأطفال يتضمن نشاطات خاصّة بالطفل يتم فيه تقديم عروض سينمائية للأفلام العلمية والكرتونية الترفيهية، إضافةً إلى وجود مكتبة مميّزة للطفل تحوي /2575/ كتاباً وقصة وذلك باللغات العربية الانكليزية والفرنسية، كما يقيم المركز نادي صيفي للأطفال يتم فيها تعليمهم الحاسوب واللغتين الانكليزية والفرنسية والرسم والإقبال فيه جيد جداً، وأخيراً هناك فرقة مسرحية للأطفال يرعاها المركز وهي تقوم الآن بعمليات البروفة والتدريبات لتقدم عروضها بمناسبة افتتاح العام الدراسي».
«أما الشباب فلهم حضورهم الفاعل في النشاطات التي يقيمها المركز كما أنّ هناك فرقة مسرحية للشباب الهواة تقوم هي الأخرى بالبروفات لتقدم عروضها وأعمالها المسرحية مع بداية العام الدراسي، وفي مجال دورات الثقافة الشعبية فإنّ المركز يقيم مجموعة من الدورات في مجال الحاسوب واللغة الانكليزية (المحادثة) وقص الشعر والتجميل للسيدات والتمريض والإسعافات الأولية حيث توجد شعبتين لكل قسم منها».
وعن دور المركز في حياة المرأة قال: «للمرأة حضور متميّز في المركز من خلال مشاركاتها في جميع الفعاليات الثقافية وأكثرهن من الصبايا وخاصّةً الحضور في المطالعات الداخلية للكتب في المركز وحضور العروض السينمائية والأمسيات الشعرية ودورات الثقافة الشعبية».
وختم الأستاذ "عبد الرحمن طويل" حديث لموقعنا بالقول: «أتمنى أن يقوم الإعلام وخاصّةً المركز الإذاعي والتلفزيوني في "حلب" بتغطية النشاطات الثقافية المتميّزة في الريف».
يُذكر أنّ الأستاذ "عبد الرحمن طويل" هو من مواليد العام /1961/ ويحمل إجازة في اللغة الانكليزية وقد تم تعيينه في العام /1989/ مديراً للمركز الثقافي في "جرابلس" لمدة سنتين ومنذ العام /1991/ تعيّن مديراً لثقافي "عفرين" وما زال على رأس عمله حتى الآن.