تتميّز مدينة "جنديرس" الواقعة إلى الغرب من مدينة "عفرين" بنحو /20/ كم بتاريخها العريق وبأهلها الطيبين الذين يحبون الثقافة والعلم والمعرفة ويدل على ذلك العدد الكبير من أصحاب الشهادات الجامعية فيها وهم يعملون في المدينة لتقديم خدماتهم لأهلها وناسها في مختلف الاختصاصات، ومن هؤلاء الأستاذ "حسين العثمان" مدير المركز الثقافي العربي في "جنديرس" الذي التقاه موقع eSyria بتاريخ 31/8/2009 وأجرى معه اللقاء التالي:
للأسف لا يوجد في المركز معهد ثقافة شعبية بسبب عدم وجود مبنى له وقد طلبنا من الجهات المعنية بناء مبنى وقد وعدونا خيراً
** «لمدينة "جنديرس" تاريخ عريق ففي العصور الرومانية -الهلينيستية كانت تسمى "جينداروس" وذكرها "ابن شداد" في كتابه (الدر المنتخب في تاريخ مملكة "حلب") باسم "حندارس"، وتشير اللُقى الأثرية المكتشفة حتى الآن في تلّها الأثري إلى استيطان المنطقة منذ العصر الحلفي وحتى بداية الفترة البيزنطية في القرن السادس الميلادي، يبلغ عدد سكانها اليوم حوالي /15/ ألف نسمة يعملون بالزراعة والتجارة».
«ومن أهم النشاطات التجارية في "جنديرس" هو سوقها الأسبوعي الشعبي الذي يقام فيها كل يوم أثنين منذ العام /1940/ حيث يجتمع الناس من المدينة وريفها للقيام بعمليات بيع وشراء مختلف أنواع المواد الزراعية والألبسة والخضراوات والأدوات المنزلية وغيرها».
** «"جنديرس" من المدن التي يحب أهلها العلم والمعرفة ففيها عدد كبير من المواطنين الذين يحملون الشهادات الجامعية والثانوية ومن الجنسين وفي مختلف الاختصاصات كالأدب العربي والصيدلة والطب واللغة الانكليزية وغيرها وفي مقدمتهم يأتي الأستاذ "عبدو محمد" رئيس اتحاد الكتاب العرب فرع "حلب" وعضو مجلس الشعب وهو من ريف "جنديرس"، والجدير بالذكر أنّ في الطالبة "علا العثمان" حققت هذا العام المرتبة الأولى على مستوى منطقة "عفرين" في شهادة التعليم الأساسي حيث جمعت /307/ علامات من أصل /310/».
** «للمركز الثقافي دور مهم وفاعل في حياة المواطنين في المدينة وذلك من خلال إقامة الأنشطة المتنوعة لهم والتي تساهم في رفدهم بالمزيد من المعرفة والثقافة والوعي ومن هذه الأنشطة والفعاليات المحاضرات السياسية والتربوية والاجتماعية والطبية وغيرها وكذلك الأمسيات الأدبية التي يشارك فيها لأبرز الشعراء والكتاب في محافظة "حلب" والقطر، وقد شهد المركز هذا العام حركة ثقافية نشطة في المدينة وخاصّةً أثناء استضافتنا للمهرجان القطري /33/ لطلائع البعث حيث قام تلاميذ مدينة "جنديرس" بتقديم محاضرة بعنوان ("الجولان" في عيوننا)، إضافةً إلى عدد من المحاضرات حول تمكين اللغة العربية».
«يُضاف إلى ذلك إقامة معرض للكتاب بشكل سنوي من قبل وزارة الثقافة حيث تصل نسبة الحسومات فيها إلى /60%/ على جميع الكتب والعناوين وبالتالي يصبح الإقبال على شراء الكتب في المركز كبيراً وطبعاً تلك الكتب تساهم في عملية التوعية والتطور الثقافي والفكري، كما يقيم المركز معارض فنية وذلك للهواة في المدينة كنوع من التشجيع لهم على تقديم المزيد من العطاءات الفنية».
** «طبعاً وتقدم خدماتها للناس في المدينة وأكثر الشرائح الاجتماعية التي تستفيد منها هم الطلبة وخاصّةً طلبة الجامعات الذين يستعيرون الكتب والمراجع لإنجاز حلقات بحث في مختلف الاختصاصات العلمية».
** «المحاضرات المتنوعة بحيث تناسب كل الفئات العمرية، كما تلعب شخصية المحاضر وعنوان المحاضرة دوراً كبيراً في ذلك، وبشكل عام الإقبال جيد على المحاضرات السياسية والتربوية والدينية والصحية».
** «هناك اهتمام كبير من قبل إدارة المركز بالمرأة من خلال إقامة المحاضرات الخاصة بها ومن أهم المحاضرات التي أقامها المركز للمرأة مؤخراً (المرأة في رحلات "ابن بطوطة" -المرأة والعمل في القطر العربي السوري -دور المرأة في التنمية الاجتماعية -المرأة وعلاقة الأهل بالسن الحرجة) حيث يكون حضور المرأة فيها كبيراً وفاعلاً من خلال المداخلات والمناقشات التي تعقب تلك المحاضرات».
* والطفل؟
** «يوجد في المركز مكتبة خاصّة بالطفل تحوي حوالي /700/ عنواناً في القصص والروايات ويوجد في المركز أيضاً قاعة مطالعة خاصّة بالأطفال تسع حالياً لحوالي /15/ طفلاً يرتادها الأطفال بشكل كبير في أيام الدوام المدرسي».
** «للأسف لا يوجد في المركز معهد ثقافة شعبية بسبب عدم وجود مبنى له وقد طلبنا من الجهات المعنية بناء مبنى وقد وعدونا خيراً».
** «في العام /2003/ حصل مركزنا على شهادة ثناء من قبل وزارة الثقافة بسبب حفاظنا على المكتبة فأثناء الجرد تبين أنه لا يوجد أي كتاب تالف رغم أنه من المسموح أن يصل التلف إلى /3%/ سنوياً».
** «أقترح إطلاق فضائية ثقافية عربية مشتركة تعمل على إبراز فنون الإبداع العربي في مختلف الميادين وتشجيع المتفوقين والمبدعين العرب وتبث البرامج الثقافية للشعب العربي، أما بالنسبة لناحية "جنديرس" فأقترح إنشاء محطات ثقافية في القرى الحدودية مثل "شيخ الحديد" و"الحمام" البعيدتين عن مدينة "جنديرس" حيث يضطر طلابها إذا احتاجوا مرجعاً أو كتاباً لقطع أكثر من /35/ كم للوصول إلى المركز الثقافي في "جنديرس"».
يُذكر أنّ الأستاذ "حسين محمد العثمان" هو من مواليد مدينة "جنديرس" التابعة لمدينة "عفرين" في العام /1966/ ويحمل إجازة في الحقوق وقد تم تعيينه مديراً للمركز الثقافي في "جنديرس" منذ العام /1998/.