هو باحث معروف على الساحة الفكرية والعلمية في الدول العربية والإسلامية وحائز العديد من الجوائز التقديرية من مختلف الجهات العلمية العربية، له العديد من الأبحاث المعرفية والمؤلفات القيمة المطبوعة منها والمخطوطة إضافة إلى عشرات المشاركات في المؤتمرات والندوات والمهرجانات العلمية على مستوى العالم والمتعلقة بشكل أساسي بتاريخ العلوم الطبية عند العرب.
الدكتور "محمود مصري" ابن مدينة "حلب" لمعرفة المزيد عنه وعن انجازاته الفكرية والعلمية التقاه موقع eAleppo في "المكتبة الوقفية" في "حلب" حيث يشغل منصب مديرها والذي حدثنا بداية بالقول: «لقد كانت بداياتي الدراسية في عدة مدن هي "دمشق" و"حلب" و"حمص" بسبب تنقلات عائلتي المستمرة لأنّ والدي رحمه الله كان ضابطاً في الجيش، أما بالنسبة للشهادة الثانوية العامة فقد حصلت عليها في العام 1978 وفي العام 1984 تخرجت في كلية الطب البشري في جامعة "حلب"- اختصاص طب الأطفال».
بجهوده الكريمة بدأت "المكتبة الوقفية" القيام بنشاطات هامة حيث لاحظنا عددا من المحاضرات والندوات القيّمة خلال العام الحالي، كما حصل على المكتبة الغنية للمرحومة الدكتورة "نجوى عثمان" ووضعها في خدمة الباحثين والمفكرين
وعن بدايات قصته في التعلق بدراسة التراث يقول: «لقد بدأت قصتي مع التراث أثناء متابعتي للدراسات العليا في معهد التراث العلمي بجامعة "حلب" حيث برز اهتماماتي بالمخطوطات وتحقيقي لبعضها في المجال الطبي، كما قمت بدراسات حول تقييم المخطوطات في مختلف العلوم الإسلامية وقد ساعدني على ذلك دراستي لكل من الطب والشريعة، فكلية الطب تخرّجت فيها كما قلت في العام 1984 وكلية الشريعة في العام 2000، وبعد ذلك تطورت اهتماماتي التراثية مع الزمن نتيجة مشاركاتي في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والعالمية.
أما بالنسبة لدور الأسرة في ذلك فوالدي كما قلت كان ضابطاً في الجيش وحاصلاً على الإجازة في الحقوق وكان دائم التشجيع لأبنائه في تحصيل العلم والدراسة وفي مختلف العلوم ومن ضمنها التراث».
وحول أهمية المكتبة الوقفية في حياة الحلبيين يقول الدكتور "محمود": «أقامت "المكتبة الوقفية" في مدينة "حلب" العديد من الدورات المختصة بالمخطوطات ومنها دورة ترميم المخطوطات بالتعاون مع مركز "جمعة الماجد" في دبي ومكتبة الإسكندرية حيث قمنا فيها بتدريب 30 شخصاً من حملة الإجازات الجامعية على الترميمين اليدوي والآلي للمخطوطات وتجليدها.
كما أقيمت في المكتبة دورة في فهرسة المخطوطات بالتعاون مع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في لندن شارك فيها أساتذة من ثمانية دول عربية، ومن أهم أعمال المكتبة في مجال ترميم المخطوطات هو ترميم عدد كبير من المصاحف التي تقتنيها المكتبة ومنها مصحف مملوكي كبير قياس 50×70 سم وقد كان بحالة قريبة من التلف ولكنه أصبح بعد الترميم بحالة جيدة جداً وعادت إليه النضارة والمرونة، كما أجري مؤخراً دورة لتحقيق المخطوطات شارك فيها أكثر من عشرين أستاذاً من كبار المثقفين وكذلك أقيمت في المكتبة عدد من الندوات والمحاضرات مثل ندوة /الدين والبيئة/ وحالياً نحن بصدد التحضير لندوة عنوانها /محدّث "حلب" ومؤرخها الشيخ "محمد راغب الطباخ"/».
الدكتور" محمود مصري" يحمل مجموعة من الشهادات العليا وحولها يقول: «أحمل إجازة دكتور في الطب البشري من "جامعة حلب" 1984 تخصص طب الأطفال، وأحمل دبلوما في تاريخ العلوم الطبية من "معهد التراث العلمي العربي" بجامعة "حلب" 1991 وماجستيراً في تاريخ العلوم الطبية من نفس المعهد 1997 ودكتوراه في تاريخ العلوم الطبية من نفس المعهد أيضاً 2002 وإجازة في العلوم الشرعية من كلية الشريعة بجامعة "دمشق" 2000، ودبلوما في علوم الحديث من كلية الشريعة بجامعة "دمشق" 2002، وماجستيرا في علوم الحديث من كلية الشريعة بجامعة "دمشق" 2007».
أما بالنسبة لأهم الدورات التي أقامها والمشاريع التي أنجزها في مدينة "حلب" فيتحدث الدكتور "مصري" بالقول: «لقد قمت بإعداد أول دورة في "حلب" لأصول تحقيق المخطوطات في "الجمعية السورية لتاريخ العلوم" بالتعاون مع كلية الآداب 2004 وأول دورة لترميم المخطوطات في "المكتبة الوقفية" بالتعاون مع مديرية الثقافة ومركز "جمعة الماجد" 2008 وأول دورة لفهرسة المخطوطات في "المكتبة الوقفية" بالتعاون مع مؤسسة "فرقان" في "لندن" 2008.
كما قمت بإعداد دراسة مشروعي- المتحف التاريخي لحلب في العهد العثماني وتأسيس مركز المخطوطات والوثائق وقد قُبلا في برنامج التعاون الإقليمي السوري- التركي المشترك، وأخيراً فأنا رئيس مشروع مخطوطات القرآن الكريم وعلومه- أولويات التحقيق والدراسة-مؤسسة "الفرقان" للتراث الإسلامي في "لندن" ورئيس مشروع مخطوطات الفقه وأصوله وعلومه- أولويات التحقيق والدراسة في مؤسسة "الفرقان" للتراث الإسلامي في "لندن" أيضاً».
الدكتور "جمال طحان" حاصل على دكتوراه في الفلسفة وعضو اتحاد الكتاب العرب واتحاد الصحفيين تحدث عن الدكتور "محمود مصري" ودوره في الحياة الثقافية والفكرية في مدينة "حلب" بالقول: «لا يمكننا بهذه العجالة أن نعطي الدكتور "محمود مصري" حقه كاملاً، ولكن يمكننا وباختصار شديد القول بأنّه من أهم الباحثين في مدينة "حلب" وبسبب جهوده الكبيرة في الحركتين العلمية والفكرية نال العديد من الجوائز والتكريمات وخاصّة عن أعماله حول تاريخ الطب وتحقيقه لبعض المخطوطات القيمة التي نُشرت في كل من سورية ومصر».
وأضاف: «لقد رفع من سوية "المكتبة الوقفية" بعد أصبح مديراً لها حيث قام بتنظيمها تنظيماً ممتازاً وجددها ووضعها في خدمة الباحثين حيث قام بتقسيمها، فهناك قسم للباحثين المستجدين وقسم آخر للأساتذة المشرفين على الباحثين المستجدين ويتم العمل فيها على مستوى عال من البحث العلمي، وإضافة إلى المكتبة الورقية الضخمة لديه مجموعة من الميكروفيلمات حول الكتب القديمة التي كانت موجودة في مختلف مدارس "حلب" وأرشيف كبير من الكتب الالكترونية».
وختم بالقول: «بجهوده الكريمة بدأت "المكتبة الوقفية" القيام بنشاطات هامة حيث لاحظنا عددا من المحاضرات والندوات القيّمة خلال العام الحالي، كما حصل على المكتبة الغنية للمرحومة الدكتورة "نجوى عثمان" ووضعها في خدمة الباحثين والمفكرين».
وبقي أن نذكر أن الدكتور "محمود أحمد مصري" هو من مواليد 1961 في مدينة "إعزاز" متزوج وله خمسة أولاد، يعمل طبيباً للأطفال في مشفى الأطفال في مدينة "حلب" وباحثاً في تاريخ العلوم ومديراً للمكتبة الوقفية ومحاضراً في عدد من الكليات والمعاهد وله العديد من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة والعديد من الأبحاث والمقالات العلمية والدراسات المتنوعة وحصل خلال مسيرته العلمية على العديد من الشهادات والجوائز المحلية والعربية والدولية.