أقامت رابطة الحقوقيين بحلب محاضرة بعنوان (الشباب بين الواقع والمستقبل) ألقاها الدكتور عبد السلام الراغب في مقر الرابطة بحضور الدكتور محمود مرشحة رئيس الرابطة وعدد كبير من المهتمين الشباب.
وقد تحدث الدكتور الراغب عن واقع الشباب المعاصر وأوضاعه وعن المسؤول عن أحوال الشباب وعما آل إليه الشباب المعاصر وعما سيؤول إليه مستقبل الأمة، وأضاف بأنه حين يتكلم عن الشباب فإنه يتكلم عن كل الشباب في البلاد العربية، وأن المجتمع لم يستطع أن يقدم مشروعاً نهضوياً في العصر الحديث لأن المشاريع التي قدمت في مطلع العصر الحديث للحاق بركب الحياة المعاصرة كلها فشلت ولم تحقق الحلم المنشود للشباب على الرغم من اختلاف الإيديولوجيات، وذلك لأنه لم يتم التفكير بها بعقول مخططة وواعية على أساس معرفي.
وتطرق المحاضر إلى عرض بعض النقاط الهامة التي يمكن من خلالها توجيه الشباب بشكل سليم والحفاظ عليه والتي تتمثل بثلاث معايير هي الفكر والديمقراطية والتقانة، وأضاف الدكتور الراغب: لا بد من إحياء الفكر والتفكير العلمي فلا ينمو الفكر الصحيح إلا في مناخ ديمقراطي ولا تُبنى التقانة إلا في مجتمع حر، لذلك علينا أن ندرك هذه المعايير وعلينا أن ننظر بجدية إلى مسألة الشباب لعلاجها وإصلاح أوضاعها من خلال المجتمع ومن خلال النماذج المستقيمة على كافة المستويات.
وقد تحدث الدكتور عبد السلام الراغب لموقع eAleppo فقال:
نحن بشكل عام نثق بالشباب وبطاقته وبعطائه وبانتمائه ونثق بحبه لأمته وخدمة وطنه ومجتمعه، لكنه يعيش في مناخ خانق ويعيش في أزمة حضارية مضطربة ويعيش في هذا التلوث الفكري والبيئي والاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي، لذلك نطلب من الشباب أن لا يتأثر بواقعه المتلوث وأن يكون نموذجاً نظيفاً في فكره وتفكيره وفي سلوكه وعطائه وفي تعامله مع الأشياء وفي تعامله مع الواقع.. ونستطيع أن نقول أن المجتمع هو الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن أوضاع الشباب، وأتمنى أن نتعاون معاً في بناء مجتمع واحد بحركة الجسد المتكاتف المتعاظم الواحد نحو الأهداف المنشودة ونحو المستقبل المنشود.
كما تحدثت السيدة ثريا رمضان وذكرت:
أشكر رابطة الحقوقيين والدكتور المحاضر على هذه المحاضرة الشيقة وأتمنى أن تتكرر عبر حوار مفتوح مع الشباب بأي مجال من المجالات الاجتماعية أو الثقافية أو السياحية أو الأدبية أو الاقتصادية لأنه عبر هذه الحوارات الهامة نستطيع أن نبني شخصية الشباب نوعاً ما، وأعتقد بأن بناء الشخصية الإنسانية والعربية بالذات تعود إلى الأسرة وأنا أركز على موضوع الأسرة وثقافة الوالد والوالدة، لأن الأم هي المرأة التي تربي ويمكن أن تبني هذه الشخصية بشكل سليم.