نوقشت في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة "حلب" رسالة الماجستير التي تقدمت بها الباحثة "علياء الداية" في(20/7/2008) وحملت عنوان: (الدرامي والجمالي في التجربة المسرحية عند "وليد إخلاصي")، وتألفت لجنة الحكم على الرسالة من السادة: الأستاذ الدكتور "فؤاد المرعي" (عضوا) والأستاذ الدكتور "سعد الدين كليب" (مشرفا) والأستاذ الدكتور "غسان غنيم" (عضوا).
وقد بدأت الباحثة بتعريف موجز عن عملها العلمي، ومن ثم بدأت لجنة الحكم بالكلام عن الرسالة، فأشار الدكتور "فؤاد المرعي" إلى إحاطة الباحثة "علياء" بموضوع بحثها وسعة اطلاعها المسرحي وحسن فهمها للنصوص وإدراج المقبوسات واستخدام المصطلحات والتوثيق.
مع حصولي على الماجستير بتقدير امتياز ودرجة 90 %، أشعر بالسرور الكبير، فقد انتهت مرحلة علمية وبتّ أتهيأ للمرحلة التالية وهي الدكتوراه، التي أتصور فيها آفاقاً أوسع وأكثر رحابة لاسيما في علم الجمال. وأتطلع إلى استثمار الخبرة التي اكتسبتها في الماجستير بفضل التمرّس بأصول البحث ومنهجيته، وقد أفدتُ من نصائح مشرفي الدكتور "سعد الدين كليب" ودقّته العلمية، وتنبّهت إلى كل ما أشار به الأستاذان المناقشان الدكتور"فؤاد المرعي"، والدكتور"غسان غنيم" من الآراء والملحوظات القيّمة
ومن ثمّ أشاد الدكتور"غسان غنيم" بحسن اختيار الباحثة للكاتب "وليد إخلاصي" ذي المكانة الرفيعة في مرحلة غنية أدبياً، موضوعاً لرسالة الماجستير. كما أشاد بالثقافة الواسعة التي تتمتع بها الباحثة "علياء" من خلال الجهد الكبير الواضح في جودة البحث وسلامته اللغوية ودقته العلمية، بما يشكل بداية ناجحة في طريق البحث العلمي.
أما المشرف الدكتور "سعد الدين كليب" فقد تحدث عن التزام الباحثة بمنهج البحث، الأمر الذي حدد وجهة تناول مسرحيات "وليد إخلاصي" بشكل شمولي، بما يستوجب التداخل الحاصل بين الجمالي والدرامي ضمن عموم التجربة المسرحية لـ"إخلاصي"، شاكراً عضوي لجنة الحكم الدكتور "فؤاد المرعي"، والدكتور "غسان غنيم" على جهدهما في توجيه الباحثة إلى ما ينفع البحث والباحثة والمشرف.
وبعد أن سمعت لجنة المناقشة دفاع الباحثة "علياء الداية" قررت منحها درجة الماجستير في الآداب وباختصاص "علم الجمال" بتقدير امتياز وبعلامة قدرها (90 %).
eAleppo التقت الباحثة "علياء الداية" عقب المناقشة وسألتها عن هدف البحث وأقسامه فقالت: «يهدف هذا البحث (الدرامي والجمالي في التجربة المسرحية عند وليد إخلاصي) إلى تحليل القيم الجمالية، فالمسرح مجال خصب لسبر أغوارها واكتشاف أبعادها متضافرةً مع عناصر كثيرة، ويستعين البحث بالنقد الجمالي مرتكزاً إلى فهم الرموز الأسطورية في تفسير النص الإبداعي وهذا الفهم يستند إلى النظرية القائلة بأن اللاوعي الجمعي للناس يؤسس استيعابهم للظواهر المحيطة بهم من منظور له علاقة بالأساطير القديمة. ينقسم هذا البحث إلى أربعة فصول، الأول بعنوان قيمة الجميل، والثاني قيمة القبيح، والثالث قيمة المعذّب، والرابع التجربة وجمالية التلقي. يبدأ كلّ منها بتمهيد نظري حول القيمة الجمالية المدروسة، والمفردات الجزئية المندرجة في الفصل. وتشتمل هذه الفصول على إشارات مقارنة لمسرحيات "إخلاصي" مع غيرها من المسرح العالمي، كمسرحية "ميديا ليوريبيدس"، و"هاملت شكسبير"، ومسرحية "عندما غاب القمر" للكاتب "جون ميلِنْجْتُون سِنْج".
تهدف فصول هذه الرسالة إلى دراسة القيم الجمالية المتجلّية في رموز الطائر والأفعى والحديقة والشجرة والغابة والكهف، دراسة جماليةً تضع في الاعتبار أنّ هذه الرموز تندرج أسطورياً ضمن الأنماط البدائية، وهي عناصر الطبيعة التي تتحول إلى رموز في أعراف الأقوام البدائية القديمة، وتدخل في صياغة أساطير البشرية في مرحلةٍ أكثر تقدّماً.
إن دور النقد الجمالي يظهر في استخراج القيم الجمالية المتبدّية من وراء النموذج البدئي، فالنتاج المسرحي لـ"إخلاصي" حافل بالإشارات الأسطورية، التي تدخل تلقائياً في مضمون الخلفية الجمعية. وما يهمنا في هذا المجال هو أن النقد الجمالي يستفيد من المنهج الأسطوري، ولكنه لا يغوص منساقاً وراء الأعماق النفسية المتشعّبة، بل يلتزم بالأدوات الإجرائية التحليلية للفنّ من وجهةٍ جماليةٍ محدَّدة بالقيم المحسوسة على أرض الواقع الخارجي، وينتقل من رموز خفايا النفس الداخلية، إلى السلوك الفردي الإنساني، الذي يصبّ بمجموعه في بنيةٍ مجتمعيةٍ تنتظمها أعراف ومفاهيم وقيم متنوعة ذات أثر في حياة الجماعة.
وفي نهاية البحث، تسعى الخاتمة إلى بلورة النتائج المستخلصة من فصول البحث الأربعة التطبيقية، من حيث دورُ الرموز الأسطورية وتقنياتِ الحكاية والشخصية، في فهم القيم الجمالية داخل مسرح "وليد إخلاصي"، بما يشكّل منطلقاً لدراسات تطبيقية أخرى، ويختتم البحث بمجموعة وافية من الفهارس حول المسرحيات المدروسة فيه».
ولدى السؤال عن شعورها بعد منحها هذه الدرجة العلمية قالت الباحثة "علياء الداية": « مع حصولي على الماجستير بتقدير امتياز ودرجة 90 %، أشعر بالسرور الكبير، فقد انتهت مرحلة علمية وبتّ أتهيأ للمرحلة التالية وهي الدكتوراه، التي أتصور فيها آفاقاً أوسع وأكثر رحابة لاسيما في علم الجمال. وأتطلع إلى استثمار الخبرة التي اكتسبتها في الماجستير بفضل التمرّس بأصول البحث ومنهجيته، وقد أفدتُ من نصائح مشرفي الدكتور "سعد الدين كليب" ودقّته العلمية، وتنبّهت إلى كل ما أشار به الأستاذان المناقشان الدكتور"فؤاد المرعي"، والدكتور"غسان غنيم" من الآراء والملحوظات القيّمة».