أقام نادي التمثيل العربي للآداب والفنون بحلب أمسية شعرية شارك فيها الشاعر عصام ترشحاني والشاعرة غالية خوجة، وذلك في مقر النادي.
حيث ألقى الشاعر عصام ترشحاني عدة قصائد تميزت بلغته الجميلة وتعابيره المدهشة حيث أخذ اللغة إليه وأعطاها من وهجه، ومن قصيدته "طيور الحيرة" نقتطف التالي:
ينسكب الشعر على كتفيك البيضاوين
حدائق من شكٍ وظلال
أسئلةً ينسكب الشعر
أسئلةً لنباتِ بصيرتنا ومقامات هيام
ينسكب كأسرار الخمر الأزلي عناقيد عطور ويمام
وأنا مِن ذَهبِ الفوضى في ألوانك يا سيدتي
أوغل قبل الحلم
وفي أزهارك بعد هبوب عذارى الضوء
وها يا امرأة كونها الكوكب من اسم غبار الطلع
ومن نبع علويٍ يتشكل للتو
ومن شغبي..
ثم ألقت الشاعرة غالية خوجة قصائد متنوعة حملت عناوين: "عدميات- حركة لا نهائية- فتنة النشوء- السيمفونية الشهيدة".
eAleppo حضرت الأمسية والتقت الأديب والباحث الأستاذ محمود الفاخوري الذي قال: "في ساعة الزمن هذه استمتعنا إلى إبداعات الشاعر عصام ترشحاني والشاعرة غالية خوجة اللذين حلّقا في أشعارهما، وفي خيالهما التصويري، وفي صور شخصية كلٍ منهما في هذه القصائد التي جاءت متنوعة وجميلة، ولا شك أن الاستماع إلى هذه القصائد قد أثار في نفوسنا العديد من الانطباعات الجميلة والمميزة".
الشاعرة مرشدة جاويش قالت عن رأيها فيما قدم عبر هذه الأمسية: "الشعر هو بالأساس قصيدة متعة كما قيل، وهو فن استدعاء المخيلة لا العقل، وبالنسبة للأستاذ عصام كانت نصوصه كلها مشغولة بحرفية العارف والمتمكن من اللغة فلقد كانت قصائده توحي بالتنوع والتحدي، حيث أخذ من الموروث وأضاف إليه وشرح اللغة الشفافة واللماحة بقدرته على الإمساك بأكثر الانفعالات في قصائده، أما طريقة الشحن والتضاد والتناقض واللا تناقض التي كانت لديه فقد أضافت لقصائده لغةً جميلة، وهذا ليس غريباً عنه لأنه يملك الباع الطويل والتاريخ الأدبي الحافل في لغة المشاكسة واللغة التي تنسحب من المألوف إلى اللا مألوف بدون توتر، وبالنسبة للشاعرة غالية فكانت أيضاً قصائدها تحمل في خلاياها شظايا من الاحتمال والرؤيا الشعرية الخاصة بها، وكان محمولها البقاء للإنسانية والحس بهذا الوطن والوجد، وبالإضافة إلى اللغة الجميلة كان هناك استثناء مدهش حيث فاجأتنا بإلقائها الجميل عبر ثقتها بلغتها بشكل مميز".