منح مهرجان المسرح المحترف في العاصمة الجزائرية بدورته لعام 2008 الأديب الحلبي (أحمد دوغان) الجائزة الثالثة عن بحث قدمه للجنة المهرجان حمل عنوان ((الثورة الجزائرية في المسرح العربي- الجزائر نموذجاً)).
وقد قسَّم الأديب دوغان بحثه إلى مرحلتين بيّن فيهما دور وتأثير الثورة الجزائرية في المسرح العربي، الأولى من عام 1928 حتى 1954، والثانية من 1954 حتى عام 1962.
وتعتبر جائزة (مصطفى كاتب) للمسرح باباً مفتوحاً على عالم البحث والدراسة المعمقة في أرشيف الفن الرابع، وقد استقطبت المسابقة حوالي (63) دراسة من مختلف الدول العربية، وكانت الجائزة الأولى للأستاذ الدكتور(حفناوي بعلي) من جامعة عنابة الجزائرية وقيمتها مليون درهم، والجائزة الثانية كانت من نصيب الباحث المسرحي (أحسن تليلاني) من جامعة سكيكدة الجزائرية وقيمتها نصف مليون درهم، والجائزة الثالثة نالها الباحث السوري دوغان وقيمتها (300) ألف درهم، أي ما يعادل (150) ألف ليرة سورية.
eAleppo التقت الأديب (أحمد دوغان) الذي تحدث عن الجائزة قائلاً: "لقد حملت الجائزة اسم (مصطفى كاتب) وهو مسرحي ارتبط عضوياً وفكرياً وتاريخياً بمسار المسرح الجزائري، وهو شاهد مؤثر في الكثير من التحولات التي شهدها الحقل الثقافي الجزائري، لذا جاءت هذه الجائزة العربية للدراسات والأبحاث المسرحية ترجمة حقيقية لإنجازاته وخدماته وتضحياته التي قدمها، كما تعتبر الجائزة تثميناً لجهود من آمنوا بضرورة البحث وأهميته في عالم المسرح وتاريخه ومكافأة لجهود هؤلاء في أرشفة الفن المسرحي وتوثيقه، والجائزة لا تعني المنافسة بقدر ما تعني إثراء الجانب المعرفي بدراسات مشرفة تواكب تطورالمسرح، وترصد صورالإبداع الذي لا يستمر ولا يرتقي إلا إذا واكب وتيرته بحث علمي معمق فيما فات وما هو موجود وما هو آت، وكان موضوع المسابقة حول الأعمال المسرحية التي تطرقت للثورة الجزائرية، فالمسرح الجزائري يعيش بلا شك نقلة نوعية على مستوى الفعل والتنظيم".
وعن البحث الذي قدمه يقول: "تناولت في بحثي المسرح الجزائري قبل الثورة الجزائرية، لأن الجيل الحالي يعتقد أن المسرح الجزائري حديث العهد، في حين أن هذا البناء موجود منذ أكثر من مائة عام ولعل بحثي الذي انطلق من 1928 تحدث في فصل كامل قبل الثورة ثم المسرح كنضال، لأن الكثير من المسرحيين الجزائريين زجّت بهم فرنسا في السجن فنشطوا حتى داخل السجن ومنهم (العربي بن مهيدي) الذي كان منسقاً مسرحياً، والمسرح الجزائري له تقاليده وأضحى معروفاً على مستوى الوطن العربي بما يقدمه من إبداع وهو لا يزال بخير وسيبقى بخير".
وختم الأديب (أحمد دوغان) حديثه بقوله: "لقد رافق توزيع الجوائز ندوات غاية في الأهمية، منها ندوة بعنوان (الراهن العربي والمسرح) و(المجتمع والمسرح الجار) و(المسرح بين التأثّر والتأثير) وقد جرى تسليم الجوائز في حفل رسمي حضره كبار الأدباء المدعوين، وأعتبر أن هذه الجائزة ليست لي وإنما لكل المبدعين في سورية وخاصةً في مدينة حلب لأنها لها الفضل في ذلك".