في ختام نشاطاته لشهر تشرين الثاني استضاف المركز الثقافي العربي بمدينة "عفرين" بتاريخ 25/11/2008 عضو مجلس الشعب ورئيس اتحاد الكتاب العرب –فرع "حلب" الأستاذ "عبدو محمد" في أمسية ثقافية جميلة حول رؤيته النقدية لصورة المرأة السلبية في الحكايات الشعبية.
موقع eAleppo كان حاضراً في المركز حيث أجرى اللقاء التالي مع الأستاذ "عبدو محمد":
إنّ بحثي هو عبارة عن دراسة نقدية لما تحمله الحكايات الشعبية المتوارثة جيلاً بعد جيل من صورة مشوّهة وغير حقيقية للمرأة عبر التاريخ وقد دعمت دراستي بعدد من تلك الحكايات
** «إنّ بحثي هو عبارة عن دراسة نقدية لما تحمله الحكايات الشعبية المتوارثة جيلاً بعد جيل من صورة مشوّهة وغير حقيقية للمرأة عبر التاريخ وقد دعمت دراستي بعدد من تلك الحكايات».
* وما هي هذه الصورة؟
** «إنّ الحكايات الشعبية كانت في فترة ما قبل ظهور التلفاز والفضائيات والانترنت وغيرها هي الأساس الذي كنا نستمد منها تربيتنا وثقافتنا، ففي كل قرية من قرانا كان هناك راوٍ لتلك الحكايات ومن أبرزهم الجد أو الجدة وكانت تُحكى لسببين تعليمي وترفيهي، هذه الحكايات التي تصوّر لنا المرأة بأنّها أشطر من الشيطان أو أنّها الساحرة الشريرة وتتصف بالمكر والخديعة وغيرها من الصفات السيئة».
** «برأيي إنّ تأليف الحكايات الشعبية يعود إلى زمن بعيد بعداً ضارباً جذوره في أعماق التاريخ، وتحديداً إلى بدايات عصر التملّك في التاريخ البشري، فالذكر الذي وجد صعوبة في تملّك المرأة قام بتأليف هذه الحكايات كعملية غسيل دماغ لها كي تستكين وتعترف بمالكها وتذعن له وهذا الأمر ما زال مستمراً بصورة أو بأخرى».
** «رسالتي هي أنّ على الإنسان ألا يصدّق كل ما يعرض له من قصص وحكايات ومواضيع دون تحليلها وإخضاعها لقواعد المنطق والعقل، وبعبارة أخرى: على الإنسان وبشكل دائم تحكيم عقله والتفكير مليّاً بما يسمعه أو يقرأه من قصص كي يكون حكمه واقعياً وعلمياً».
** «إنّ من نتائج رسوخ هذه الحكايات في عقولنا وتفكيرنا هو أنّها تدفع المرأة إلى الاستكانة والقبول بما يتم رسمه لها، فمثلاً زواج الفتاة الصغيرة من رجل مترهل مسن وبالتالي قبولها بهذا الوضع هو نتيجة طبيعية لعملية غسيل الدماغ الذي تعرضت له عبر التاريخ من خلال هذه الحكايات».
* كلمة أخيرة؟
** «إذا ما وجدت في زمن ما وفي بلد ما نساءً أبدين نشوزاً وشذوذاً وتصرفن تصرفات غير مقبولة فهي حالات خاصّة ولا تساوي المجموع السوي منهن ويجب ألا ننسى أنّ الأمر كان كذلك بالنسبة للرجل أيضاً فلماذا لا يُحاسب الرجل بينما تحاسب المرأة؟».
وبعد أن أنهينا لقاءنا مع الأستاذ "عبدو محمد" التقينا بالأستاذ "زهير محفوض" وهو مدرّس مادة التربية القومية في "عفرين" وسألناه عن رأيه بدراسة الأستاذ "عبدو" فقال:
«لقد أصاب في طرحه فيما يتعلق بأنّ على الإنسان تحكيم عقله في حياته في كل ما يسمعه أو يقرؤه من قصص وحكايات لبناء مجتمع متحرر من الأفكار والتقاليد البالية ولكنه ذكر مجموعة من الحكايات التي انتقاها ليسلّط الضوء من خلالها على التوصيف السلبي للمرأة، إنّ بحثه افتقر إلى جوانب أخرى كان من الممكن تسليط الضوء عليها وهي تعكس ايجابية المرأة في الحكايات الشعبية، كما استعان ببعض الأساطير التي رسمت الصورة السلبية للمرأة ولكن حتى الأساطير لم تقتصر على ذكر جانب الشر بل ركزت أيضاً على جانب الخير».
وأضاف: «برأيي أنّه كان على المحاضر استيفاء الجوانب جميعها كي لا نسيء إلى القصص الشعبية ونعتبر دورها سلبياً بل كان يجب عليه التفريق بين السلبية والايجابية فيها والتركيز على الجوانب الخيرة وترسيخها على حساب السلبي».
يُذكر أنّ الأستاذ "عبدو محمد" هو من مواليد "عفرين" العام /1946/ يحمل إجازة في الآداب –قسم الجغرافية من جامعة "دمشق"، هو حالياً رئيس فرع "حلب" لاتحاد الكتاب العرب وعضو مجلس الشعب، صدر له حتى الآن /25/ عملاً أدبياً، فازت أعماله بعدة جوائز أدبية مثل مجموعته القصصية (الوشاح الأزرق) فازت بجائزة مسابقة وزارة الثقافة في العام /1970/ ومجموعته القصصية (الصقيع) فازت بالجائزة الثالثة في مسابقة دار الفكر في العام /1997/.