انتهج من الحب الإلهي السامي منهجا لشعره، حيث أراد من خلال هذا الحب أن يطلق جميع بواكير شعره، مقتنعا بسمو الحب من جهة، وضرورة أن يكون للشعر مكانة مرموقة في قلوب وأفئدة الناس من جهة أخرى..
هذا هو الشاعر الشاب "عماد الدين الدحدوح"، والذي جمعنا به في موقع eSyria لقاء خاص وبتاريخ (10/1/2009)م، وبداية الحديث عن بدايته الشعرية حيث قال:
بداية ميولي للشعر كانت في الصف الثامن، وحينها بدأت بكتابة بعض الأبيات، وكل ذلك كان تحت إشراف أساتذة اللغة العربية الذين كانوا يرشدونني إلى الطريق الصحيح عن طريق تعلم البحور الشعرية، وأنا أعزو حبي للشعر إلى موهبة من الله زرعها في نفسي..
«بداية ميولي للشعر كانت في الصف الثامن، وحينها بدأت بكتابة بعض الأبيات، وكل ذلك كان تحت إشراف أساتذة اللغة العربية الذين كانوا يرشدونني إلى الطريق الصحيح عن طريق تعلم البحور الشعرية، وأنا أعزو حبي للشعر إلى موهبة من الله زرعها في نفسي..».
** «يجب على الإنسان أولا أن يكون ملماً باللغة العربية، وأن يكون متفوقا بمادة النحو، ثم يجب عليه أن يحفظ من الأشعار الكثير حتى يختزن في اللاوعي مخزونا شعريا مميزاً، إضافة إلى بعض التراكيب الشعرية التي يستند عليها، فإنك تجد في الشعر الكثير من التراكيب التي يكررها الشعراء مثل "ألا ليت شعري" ، فلابد أن يعتمد أي شاعر على مخزون وذخيرة معينة من الكلمات والتعابير الشعرية، إضافة إلى القرآن الكريم الذي يعتبر المخزون الأكبر للغتنا العربية».
*ما هي الرسالة التي تود تقديمها من خلال أشعارك؟..
** «كل كلمة يقولها الإنسان فهو مسؤول عنها أمام الله، كما المسؤولية نفسها أمام ذاته ومجتمعه، والشعر يجب أن تكون له غاية محددة ومنفعة جيدة، وأنا أخالف المقولة التي تقول "أعذب الشعر أكذبه"، وأوافق الدكتور "عيسى العاكوب" حينما كان يقول لنا دائما "أعذب الشعر أصدقه"، واستذكر أيضا بيتا من الشعر للشاعر "حسان بن ثابت" وهو:
وإن أصدق بيت أنت قائله / بيت يقال إذا أنشدته صدقا
وهذا البيت لـ "حسان" أضعه منهجا أسير عليه، ومنارة أهتدي بها، فأنا أرى أن الشعر إذا لم يكن له منفعة للناس، وللمجتمع وللأمة فليس حريا أن يكتب، وأنا أنطلق من شعري إلى الحب الإلهي، ارتكز فيه على مفهوم الإنسانية والحب، والحكمة لكي أطلق كلمات دعوة للحب والتسامح بين الناس لكي نرتقي ببعضنا البعض..».
«هناك عاملان رئيسيان يحددان هذا الخط الذي يسلكه الشاعر، أولهما السيرة الذاتية أو ما كان يسمى عند الشعراء "السلوك"، والشيء الآخر هو الأشعار التي يكتبها، فالشاعر ينطلق من منحى معين ليسيطر على كل أشعاره فمثلا الشاعر "ابن الرومي" كان متشائماً وهو يضفي التشاؤم على كل ما يكتب، وأما "المتنبي" فقد انتهج المديح وبه ينطلق من كل أشعره، وهكذا..».
** «طبعا أنا أكتب الغزل العذري العفيف، يستمد أكثره من التجارب التي مررت بها شخصياً، وأنا أكتب في المرأة روحا وليس جسدا، لأن الحب هو سمو في الروح والنفس والحب هو حب الروح، فالجمال يفنى والجسد يفنى في حين تبقى الروح خالدة حتى بعد الممات، ومما كتبته في المرأة أقول:
عشقتك لحناً على شفتيّا / فهيّا لنعشقَ هيّا... وهيّـــا
ولا تتركيني وحيداً شريداً / تعالي إليّ .. تعالي إليّا
فما كنتُ ادري بأنا احترقنا / فــآهٍ عليكِ... وآهٍ عليّا
وختام الحديث كان عن الطموح وعنه قال:
«طبعا طموحي هو متابعة دراستي والحصول على شهادة الدكتوراه، أما فيما يخص الشعر فأسعى لأن أكتب لكافة شرائح المجتمع وخصوصا الأطفال، وأيضا إلى تخليد الشخصيات التي تركت أثرا في مجتمعنا وذلك عن طريق قصائد خاصة بهم، كما أسعى لأن تكون أشعاري ذات قيمة تخدم الناس..».
بقي أن نذكر أن الشعر "عماد الدين الحدوح" من مواليد "حلب" (1976)م، حاصل على إجازة وآدابها من "جامعة "حلب"، حاصل على دبلوم الدراسات العليا الأدبية، يعد حاليا للماجستير في جامعة "حلب"، وببعض الأبيات للشاعر "الدحدوح" نختم:
ســــــأهجره الليـــــــالي مطمئنـا / وأتركــه فيــا قلبــــي تأنـــى
فإن تعشق فبعض العشق يزري / ولولا الغدر كان العشق أمنــا
فصبرا في هوى المحبوب صبرا / ومن يصبر ينل ما قد تمنى..
أراهـــن أن حبــّك لــيس يبــلا / محـال أن حبّ المــرء يفنــى..
ولو جمع الغــــرام بكــل أرضٍ / لكــان غرام قلبــي منه أغنـى