«كم هي سعادتنا كبيرة ونحن نبحر مع الشاعرة "وفاء شربتجي" في قصائدها لنرى أنّ ديوان العرب وتاريخهم ومستقبلهم مستمر في تشاركية مجتمعية كان ولا يزال للمرأة دورها المتميّز به قلّ أن نجدها في تاريخ الكثير من الأمم والشعوب، السيدة "وفاء" كغيرها من أبناء الأمة نذرت نفسها من خلال كلماتها الطيبة لتشارك في إنارة دروبٍ لنا في هذا العصر المكفهر».
هذا ما قاله الأستاذ "محمد كامل قطان" مدير الثقافة في "حلب" عن الشاعرة "وفاء شربتجي" في مقدمة ديونها (صمت داخل صرخات).
في مدينة "حلب" وبتاريخ 14/2/2009 زار موقع eAleppo الشاعرة "وفاء شربتجي" في منزلها الجميل الذي دل ترتيبه وتنسيق محتوياته على لمسات شاعرية تنم عن ذوق رفيع لهذه الشاعرة، وهناك أجرينا معها لقاء شيقاً تناول جوانب مختلفة من حياتها وتجربتها الشعرية، إضافةً إلى قضايا أخرى تتعلق بوضع المرأة في مجتمعنا، وفيما يلي نص اللقاء:
** «اسمي "وفاء شربتجي" من مواليد "حلب" في العام /1964/ خريجة كلية الحقوق من جامعة "بيروت" العربية، أكتب الشعر بالإضافة إلى المقالات الاجتماعية التي تتعلق بالطفل والمرأة وأنشرها في الصحف المحلية وخاصة جريدة الجماهير الحلبية».
* إصداراتك الشعرية؟
** «أصدرت حتى الآن أربعة دواوين شعرية هي: (صمت داخل صرخات) -/2004/، (عفواً وبلا تذمر) -/2005/، (وحدي) -/2006/، (حب وعتب) -/2008/».
** «لقد تأثرت بالشاعر العربي الكبير "نزار قباني" والدكتورة "سعاد الصباح" من دولة "الكويت"».
** «أقيم أمسيات شعرية في جميع المراكز الثقافية في مدينة "حلب" وريفها، وفي العام /2004/ شاركت في مهرجان الشباب الأول للشعر في المركز الثقافي "العزيزية" في مدينة "حلب" بصفتي عضو في لجنة التحكيم».
** «أنا أكتب النثر وأحياناً شعر التفعيلة، والسبب هو أنني أجد راحتي في الكتابة النثرية لوجود مساحات واسعة فيه لتعبر مشاعري وأحاسيسي عن نفسها بكل سهولة ويسر».
** «أي ما يثير اهتمامي كامرأة، وخصوصاً فيما يتعلق بقضايا المرأة الشرقية التي لا تستطيع البوح بما تشعر به في واقعها، فشعري بشكل عام هو بوح للمرأة ونيابة عنها، كما أتطرق لقضايا أخرى مثل الحب والطفولة والوطن وجراحاته».
** «هذا غير واقعي، فإذا كان ذلك صواباً فكيف يفسرون إذاً دخول الشاعر "نزار قباني" بنتاجاته النثرية إلى قلوب الملايين في الوطن العربي، أعتقد أنّ كتاباته مقروءة أكثر من كتابات الشعراء القدامى والسبب في ذلك هو لغته البسيطة والمفهومة والقريبة من القلب».
** «لا يمكن، بل لا يجوز التفريق، بشكل عام يمكن أن نميّز بين ما هو جيد من الأدب وما هو غير ذلك سواء أكان ذلك نتاج امرأة أو رجل».
** «هناك أسباب كثيرة منها دخول التلفزيون والانترنت وغيرها من وسائل الإعلام الحديثة في حياتنا وارتفاع أسعار الكتب، وبالنسبة للمرأة هناك سبب اجتماعي حيث لا يعطي الرجل مساحة واسعة للمرأة كي تتواجد في المراكز الثقافية».
** «أن يكون نابعاً من الضمير والقلب ويلامس هموم الناس، بمعنى أن يكون صادقاً، لأنّ العمل كلما توفرت فيه هذه الصفات كلما كان قريباً من الجمهور».
** «للشعر دور مهم في التربية المجتمعية حيث يسلّط الضوء على الكثير من القضايا في المجتمع التي هي اجتماعية حساسة كانت حتى وقت قريب طي الكتمان فجعلها الشعر اليوم مقروءة ومفضوحة من الجميع، ومثال ذلك تصدي الشعراء للكثير من العادات السلبية في مجتمعنا التي كانت شبه مقدسة ولكن اليوم أصبح الخروج من تأثيرها من الأمور المألوفة، كما يخلق الشعر لدى قرائه سوية ثقافية معينة تمكنهم من التصرف بوعي وحضارة في المواقف التي يتعرضون لها في حياتهم».
* كلمة أخيرة؟
** «كثيراً ما تتعثّر الولادة
حين يرفض الرحم الاستجابة
فشكراً لأحزاني
لأنّ عصارتها جعلت مني إنسانة».