بين ومضات "السويداء"، وخلجات الحب لـ"سلمية"، وبوح الوطن من أنفاس "إدلب" امتزجت أسطر الشعراء لتلتقي في مدينة "منبج" في ظل أمسية أدبية شعرية أقامها المركز الثقافي العربي في "منبج" بتاريخ (24/2/2009)م، حيث شارك في هذه الأمسية أربعة شعراء من عدة مدن سورية، وهم: "صالح حاج صالح" من محافظة "إدلب"، "ليندا عبد الباقي" من "السويداء"، "وفاء دلّة" مدينة "سلمية"، والشاعر "مصطفى البطران" من "منبج". ورافق الأمسية عزفا على آلة العود الفنان العراقي "أيهم محسن".
بدأت الأمسية بكوكبة من القصائد الوطنية ألقاها الشاعر "صالح حاج صالح"، تنوعت مواضيعها بين "غزة" و"دمشق"، ختمها بقصيدة للصحفي العراقي "منتظر الزيدي"، ومن أبياتها:
ذاك السرير الذي سأرتفع عليه لحظات ربما سيمنحني ما لم تمنحني الحياة!!
الله أكبــر يا قمــــرْ / ولحسن فعلك منتظـــر
ولكـل فعـــل فاعـــل / ولكـــل مبتــــدأ خبـــر
فلأنت أنت المبتــــدا / والفعـل من أحلى خبر
علمتنا أن الحـــــذاء / مقاوم.. مثــــل الحــجر
طوبى لأخت زغردت / لما رأت هذي الصور
ومن حماس الأبيات الوطنية إلى رقة الأنوثة والشاعرة "وفاء دلّة" في عدة قصائد تمازجت بين حبها لثنائية (دمشق وبغداد)، مرورا بتعلقها الشديد بدمشق، وصولا إلى حبها الأول والأخير "سلمية"، تلتها الشاعرة "ليندا عبد الباقي" التي ختمت قصائدها بباقة منوعة من البطاقات أو ما يسمى بـ (الومضات الشعرية)، وفي إحدى ومضاتها بعنوان (تابوت) تقول:
«ذاك السرير الذي سأرتفع عليه لحظات ربما سيمنحني ما لم تمنحني الحياة!!».
وختام الأمسية كان عودة إلى قصائد الوطن ألقاها الشعر "مصطفى البطران"..
وفي نهاية الأمسية كان لموقع eSyria لقاءين الأول مع الشاعر "صالح حاج صالح" الذي تحدث لنا عن قصيدته (قبلة الوداع) الموجهة للصحفي "منتظر الزيدي" حيث قال:
«قصيدة (قبلة الوداع) تولدت من القبلة التي قدمها هذا الصحفي العراقي "منتظر الزيدي" للرئيس "بوش"، وما تبعها من فخر؛ وتعاطف جماهيري واسع لهذا الصحفي، والفكرة الأساسية التي تتمحور عليها هذه القصيدة هي توصيف للحادثة وتأصيل لها كفعل بطولي..».
وعن المواضيع التي تنتمي إليها قصائده أضاف "حاج صالح" قائلاً:
«أنا أكتب الشعر الوجداني والقومي، وقصائدي تحمل نزعة إنسانية تعتبر الحب عمادةً أساسية لها، وأقصد به الحب بعموميته وشموليته..».
أما حديثنا مع الشاعرة "ليندا عبد الباقي" فقد كان عن الومضات الشعرية التي قدمتها في الأمسية وعنها قالت:
«أنا عادة يسمونني شاعرة الومضة، وأنا من خلال هذه الومضات أحاول اختزال الفكرة في كلمات قليلة معتمدة بشكل أساسي على إدخال عنصر الدهشة، والمفاجأة، حيث أن كل ومضة تحمل فكرة معينة وموضع يختلف عن الومضة الأخرى، فمثلا في ومضة (تابوت) تعبير عن واقع مرير يعيشه شخص ما، ففي حياته تحاول الناس أن تنزله وتقلل من شأنه، في حين أنهم سيحملونه عاليا حين مماته».
وعن موضوع تَتَابع الومضات في الإلقاء، وهل تعتمد ترتيبا معينا في ذلك أضافت:
«لا يوجد ترتيب معين للومضات بل إنني أعتمد على ما أشعر به، فألقي بما أشعر، وقد تكون الومضة في موقف معين تعني لي كل شيء، في حين أنها لن تعني لي أي شيء في وقت آخر».