تكريما للمرحوم الدكتور "محمد حموية" ابن مدينة "جرابلس"، أقامت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة "حلب" بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في "جرابلس" ندوة علمية تكريمية للدكتور "محمد حموية"، وذلك في قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي العربي في "جرابلس" بتاريخ (26/3/2009)م..
حيث انقسمت الندوة إلى جلستين ترأس الأولى الدكتور "نضال الصالح"، وشارك فيها كل من: الدكتور "أحمد أرحيم هبو" متحدثا عن (حموية الإنسان والموضوع)، والدكتور "وحيد كبابة" الذي قدم مشاركة في قراءة الدكتور "حموية" للشعر العباسي، وختامُ الجلسة كان بقصيدة للدكتور "محمد كمال"..
من خلال ما قدمت اليوم أشرت إلى خصائص التجربة القصصية عند الدكتور "محمد حموية" على الرغم من أن تعبير التجربة القصصية يبدو كبيرا بالنسبة لعدد النصوص التي كتبها "حموية"، لكن الحقيقة الإبداعية في هذه التجربة لا تحدد بالكم بل تتجاوزه إلى النوع، ولعل النوع القصصي أو السمات التي ميزت "حموية" تدفع المرء إلى القول أن ثمة خصائص بنائية إسلوبية وسردية تكاد تكون خاصة بـ "محمد حموية"
أما الجلسة الثانية فقد ترأسها الدكتور "أحمد أرحيم هبو"، وشارك فيها الدكتور "نضال الصالح" بقراءة تحت عنوان (محمد حموية اسم منسي في القصة السورية)، وتحدث الأستاذ "حسن بيضة" عن الدكتور "حموية" من خلال معايشته له عن قرب، كما قدم الأستاذ الشاعر "محمد منلا غزيل" قصة للدكتور "حموية"..».
وفي ختام الندوة كان لـ eSyria حديث مع الدكتور "نضال الصالح" حول ما تناوله في حديث عن القصة عند الدكتور "حموية"، حيث قال الدكتور "الصالح":
«من خلال ما قدمت اليوم أشرت إلى خصائص التجربة القصصية عند الدكتور "محمد حموية" على الرغم من أن تعبير التجربة القصصية يبدو كبيرا بالنسبة لعدد النصوص التي كتبها "حموية"، لكن الحقيقة الإبداعية في هذه التجربة لا تحدد بالكم بل تتجاوزه إلى النوع، ولعل النوع القصصي أو السمات التي ميزت "حموية" تدفع المرء إلى القول أن ثمة خصائص بنائية إسلوبية وسردية تكاد تكون خاصة بـ "محمد حموية"».
وعن أبرز تلك الخصائص التي أشار إليها يتابع الدكتور "نضال الصالح" قائلاً:
«من تلك الخصائص التي توقفت عندها (شخصية الأب) لمجمل ما تركه "حموية"، ورأيت في ذلك محفزا من منظور التحليل النفسي إذ تشكل شخصية الأب مكونا مركزيا لشخصيات تلك التجربة.
ومن جهة أخرى رأيت أن لديه قدرة على تقديم نماذج إنسانية في مستوى الضائعة على الصعيد الطبقي الاجتماعي لكنها مترفة بالعذوبة على مستوى قيم الخير والحق والجمال، وهذا ما يميز تجربة الستينات التي ينتمي إليها الدكتور "حموية"، والخصوصية تتضح عند "حموية" في أن تلك النماذج تعني جزءا محددا من الجغرافية السورية، حيث وجدنا مدينته "جرابلس" وبيئتها الريفية حاضرة في معظم ما كتب».
أما حديثنا مع الدكتور "وحيد كبابة" فقد كان عن قراءة الدكتور "حموية" للأدب العباسي، حيث قال الدكتور "كبابة":
«سبب اختياري للحديث عن موضوع قراءة الدكتور "حموية" للأدب العباسي كون هذا الموضع أحد أهم اهتمامات الدكتور "حموية"، بداية بمرحلة التلقي مرحلة التعلم وقد نال درجة الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة "طهران" في دراسته لشاعر عباسي هو "أبو العلاء المعري" والشاعر الفارسي "ناصر خصروه".
ثانيا من مؤلفات حموية على قلتها (مختارات من شعر العصر العباسي)، وثالثا: مقالتان نشرتا في مجلة مجمع اللغة العربية بـ "دمشق" تناول فيهما ملاحظات ديوان "بشار بن برد"، ومن خلال هذه المؤلفات حاولت أن أبين منهج الدكتور "حموية" في النقد والدراسة والتحقيق..».
وفي سيرة المرحوم الدكتور "محمد حموية" نذكر:
ولد في مدينة "جرابلس" بريف "حلب" عام (1934)م، أكمل تعليمه الإعدادي والثانوي في "حلب" وحصل على الثانوية العام سنة (1960)م، والإجازة في اللغة العربية عام (1964)م، دبلوم في التربية جامعة "دمشق" عام (1965)م، أوفد إلى جامعة "طهران" فحصل على الدكتوراه (أبو العلاء المعري وناصر خصروه دراسة مقارنة) سنة (1973)م، عين مدرسا في كلية الآداب بجامعة "حلب" (1973)م، ترأس قسم اللغة العربية عدة مرات، درس في جامعتي "تشرين" و"حلب"، أوفد إلى "انكلترا" بمهمة البحث العلمي عام كامل سنة (1985)م، يتقن اللغات: العربية، والفارسية، والتركية، والانكليزية، انتقل إلى رحمة ربه بتاريخ (19/1/2003)م.