احتفاء "بالقدس" عاصمة للثقافة العربية لعام /2009/، وبالتعاون مع قيادة شعبة الشهيد "تيسير الحلبي" واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين (لجنة "حلب")، أقام "النادي العربي الفلسطيني" أمسية شعرية قصصية دافئة شارك فيها الشاعر"زاهد المالح" و القاص "عدنان كزارة".
قدم الشاعر "زاهد المالح" قصيدتين شعريتين، الأولى بعنوان(مسافة) مما قال فيها:
لم أنج من ضجر مضيت إلى الطبيعة استعيد بكارة اللحظات لأعيدها أنقى و أصفى للحياة ## كيف النجوم تلألأت وفمي يواشج آهة في ثغر ناي
«سماء مطرزة بالعصافير
صباح موشى بأول باقة نور
وأنت هنالك بين مسافة نافذة و سرير
توارين وجهك في شبه حلم ولا تحلمين
هي الريح تعبث أم تعبثين
بما تبقى من الوقت».
والقصيدة الثانية بعنوان "اللحظة المبكرة" التي يعود فيها إلى الطبيعة وجمالها ومما قال فيها:
«لم أنج من ضجر
مضيت إلى الطبيعة استعيد بكارة اللحظات
لأعيدها أنقى و أصفى للحياة
كيف النجوم تلألأت
وفمي يواشج آهة في ثغر ناي».
وقدم القاص"عدنان كزارة" قصتين بعنوان (ليلة المئذنة) و(الصديقان)، فنقلنا بتعابيره و أوصافه البديعة إلى عالم آخر و أمتعنا بقصتيه الجميلتين اللتين جال فيهما في بيوتات "حلب" القديمة ودغدغ مشاعرنا من خلال العواطف التي ساقها في قصته الثانية التي تتحدث عن الصداقة والعلاقة بين الإنسان والحيوان .
على هامش هذه الأمسية الدافئة التقينا الشاعر والناقد "أحمد رضا رحمة" الذي حدثنا عن هذه الأمسية فقال: «أخذنا الأستاذ"زاهد المالح" بخياله الجميل وفتح شرفات قلوبنا ودخل إليها دون استئذان حيث نقلنا إلى الطبيعة وغرد مع طيورها وعصافيرها وبلابلها، فأراح نفوسنا من قلق المدينة، أما القاص "عدنان كزارة" فهو متقن للغة العربية وجال بنا في أجواء روحية وكأنه يصلي بنا ويتلو الآيات البينات علينا، وقد استعمل الأضداد فأجاد استعمالها وبرع فيها، أتمنى له المزيد من التقدم والنجاح».
كما التقينا على هامش الأمسية الشاعر"أحمد منير سلانكلي" الذي أدار الحوار في هذه الأمسية فحدثنا عن الأمسية بالقول: «كانت قصيدة الأستاذ"زاهد المالح" من القصائد التي نستطيع أن نسميها بالرومانسية الدقيقة، فالأستاذ "زاهد" يتميز بأسلوبه الشفاف واستعمل القصيدة النثرية أو قصيدة التفعيلة، وكان مجيداً في الاثنتين، واستطاع أن يأخذنا إلى عوالم سفريه وأن يطوف بنا في مجالات روحانية قل أن نجدها عند شاعر سواه، أما القاص "عدنان كزارة" فقد أتحفنا بقصتين حاكى فيهما واقع الحارات الشعبية ومساجدها، وتحدث في الأولى عن ذكريات كانت له في المسجد، وحدثنا عن حلم راوده هناك فكانت قصته رائعة بكل مافيها، وقد استطاع أن يدع أي من الحضور أن يشرد ولو للحظات مستعيناً بأدائه الرائع والمميز في الإلقاء، بشكل عام كانت الأمسية رائعة ومميزة».
وعن هذه الأمسية قالت الشاعرة "مرشدة جاويش": «كانت أمسية ممتعة جداً، فلقد استمعنا في البداية إلى الأستاذ "زاهد المالح"، الذي أقرأ له كثيراً، لغة هذا الشاعر تتناوب بين الفنية العالية واللعب الثقافي واليوم أخذنا إلى الطبيعة والمطلق بلغة شفيفة فأمتعنا بقصائده العذبة، أما بالنسبة للقاص "عدنان كزارة" فهو رجل مبدع ولديه نتاج يشدني أن أترك بيتي و آتي لأستمع إليه، فنظن من خلال الاستماع إليه أننا أمام مخرج عبقري يضعنا في جو النص، هذا الرجل له مسار خاص به وصيرورة متمكن بها، وهو من الرجال القلة في "حلب" الذين يكتبون القصة بمهارة وحرفية».
أقيمت الأمسية في الساعة السابعة والنصف من مساء الأحد31/5/2009 م، وحضرها عدد من الأدباء والكتاب والشعراء، وأدار الحوار فيها الشاعر"أحمد منير سلانكلي".