لشهر "رمضان" أثره الكبير على نفوس الناس من كل النواحي الروحية أو الدينية أو المادية؛ وهذه التفاصيل تنعكس فيما تنعكس على الأدباء أنفسهم الذين هم مرآة الناس وصوتهم الذي يعبر عنهم؛ هذا ما كان في الأمسية الأدبية الرمضانية الشعرية التي أقيمت مساء يوم السبت 12/9/2009 وجمعت خمس شعراء اجتمعوا في شهر "رمضان" ليكتبوا عن شهر "رمضان"؛ يقول الدكتور "محمد جمال طحان" مدير أمسية هذا اليوم عن المناسبة:
«تعتبر أمسية اليوم أمسية خاصة بشهر "رمضان" حيث ستجد القصائد كلها متعلقة بهذا الشهر المبارك. أعتبرها أقرب إلى المهرجان الشعري منه إلى أمسية شعرية والسبب هو أن عدد الشعراء اليوم يزيد عن العدد المعتاد الذي هو ثلاث أو أربع شعراء. لدينا اليوم ست شعراء إنما اعتذر منهم واحد هو الدكتور "محمود أبو الهدى الحسيني" الذي هو حاليا في "الجزائر" ولم يستطع أن يجد حجزا للطائرة، وبالتالي سيشاركنا اليوم خمس شعراء لنتاج إبداعهم».
عندي /12/ مجموعة شعرية آخرها كان "امرأة من خزف الروح"، وأربع روايات وأربع كتب للنقد منها كتاب "القصيدة الحديثة بين الغنائية والغموض". كما عملت لأدب الأطفال عدة كتب منها كتاب "النهر" وهي شعر للأطفال؛ وقد صدر بالمجمل حوالي العشرين كتاب لي
ويتابع بأن نشاطات المركز الثقافي العربي خلال شهر "رمضان" كانت متنوعة ومعبرة عن روح هذا الشهر حيث يقول بأن من النشاطات ما كان أمسيات فنية للسيد "عمر سرميني" مع نادي شباب العروبة مثلا، والشيخ "مسعود خياطة" مع الفرقة التراثية الحلبية، كما كان هناك محاضرة عن الغذاء في "رمضان" وغيرها الكثير.
الغوث الغوث...
من المشاركين اليوم كان الشاعر والأديب "محمد بشير دحدوح" والذي قال لنا بكلماته الخاصة عن كتابته الشعر:
«بدأت في كتابة الشعر منذ كنت صغيرا، ولكني كنت أتحفظ على نشره نظرا لإعمال الذائقة النقدية فيه لأنني لم أكن أتصوره على المستوى اللائق. فلما أحسست أنني أقول الشعر الذي يرضي ذائقتي النقدية، ويرضي أساتذتي الذين نصحوني بنشره؛ بدأت بنشره حيث طبعت مجموعتي الشعرية الأولى بعنوان "عود رند يحترق" والقصائد الموجودة فيها تتوزع بين قصائد الشعر العمودي وما بين شعر التفعيلة. ودارت المجموعة حول مفهوم "الرند" من حيث هو نبات حر، وهو أنثى حرة، ومن حيث هو جهور إنساني كبير أعبر فيه عن الحرية، ومن قرأ هذه المجموعة يتلمس ذلك جليا. كما أعد حاليا لطباعة مجموعة شعرية جديدة بعنوان "لا تنتمي إلا إليك"، وأسأل الله أن أكون عند حسن أساتذتي وجمهوري والمثقفين والشعراء».
ويتابع بأنه سيشارك في هذه الأمسية بقصيدتين على الأغلب الأمر الذي يعود فيه إلى الوقت حيث القصيدتين هما كما يقول:
«اليوم سوف أراقب من حيث الوقت فإذا أتيح لي ما يكفي منه، سألقي قصيدتين، وإذا لم يكن هناك وقت سألقي واحدة. أولى قصائدي هي قصيدة "الغوث الغوث من نفحات صوفية" بمناسبة شهر "رمضان" وهي نداء استغاثة لواقف في عرفات قلبه. أما القصيدة الأخرى فهي بعنوان "البئر لا ينسى صقيعه" أعاتب فيها العيد وأسأل الله أن تنال إعجاب المثقفين والشعراء. أكتب غالبا في الهم الإنساني المتجسد في الهم الوطني أو الواقعي أو الغزلي، وأحاول ألا أجعل القصيدة ذات بعد واحد وأن أجعلها متعددة الأبعاد لما فيها من استحضارات لمفاهيم ومصطلحات ثقافية من مختلف الاتجاهات سواء صوفية أو الفلسفية أو حتى المادية وبالتالي تجد في القصيدة عدة مرتكزات كل شخص يجد نفسه فيها من اختلاف مشاربه. بناء على ذلك سمعت لكثير من النقاد؛ منهم من يحملها على المادية الواقعية، ومنهم من يحملها على الرومانسية، ومنهم من يحمل على الرؤى الفلسفية، وهذا ما يسعدني بحيث أرى أنني قدمت نصا مفتوح الآفاق دون غموض ودون تعمية».
ومن المشاركات في هذه الأمسية الأدبية أيضا كانت الشاعرة والأديبة "بهيجة المصري إدلبي" والتي قالت لنا عن كتابتها الشعرية:
«عندي /12/ مجموعة شعرية آخرها كان "امرأة من خزف الروح"، وأربع روايات وأربع كتب للنقد منها كتاب "القصيدة الحديثة بين الغنائية والغموض". كما عملت لأدب الأطفال عدة كتب منها كتاب "النهر" وهي شعر للأطفال؛ وقد صدر بالمجمل حوالي العشرين كتاب لي».
والسيدة "بهيجة عضو في اتحاد الكتاب العرب ونالت العديد من الجوائز منها جائزة "طنجة" في "المغرب" وجائزة "الإبداع" في "الشارقة" وجائزتي "عكاظ" و"الشيخ بدر" وكلها في مجال الشعر، كما نالت عددا من الجوائز في مجال القصة القصيرة منها جوائز "دار الفكر" و"ناجي النعمان" الأدبية اللبنانية وجائزة "المزرعة" وغيرها.
«من الجميل المشاركة في أمسية رمضانية حيث في "رمضان" تتجلي الروح وتتيقظ ونرى كيف أن هذا السلوك الديني تتفرع عنه سلوكيات اجتماعية وإنسانية خاصة بهذا الشهر حيث نتخلص في هذا الشهر من كل آثامنا وكل أخطائنا، ونعيش الصفاء الروحي الكامل، إضافة إلى العلاقات الاجتماعية التي يحددها السلوك الجمعي للضمير الديني في داخلنا فيكون هناك "جمعات" مع الأقارب والجلسات التي تكون أقرب إلى الروح حيث الكائن البشري بحاجة إلى مثل هذا الأمر».
وتقول السيدة "بهيجة بأنها ستلقي ثلاث قصائد اليوم هي: "مضى كالحلم" و"رؤى رمضانية" و"هل هلاله".
أمسية رمضانية مميزة جمعت كوكبة من الأدباء المميزين في شهر مبارك ليلقوا قصائد عن هذا الشهر المبارك.