هو من أبرز الأسماء الأدبية في المشهد الثقافي السوري والعربي إذ يملك رصيداً أدبياً غنياً في مجالات الشعر والرواية والدراسات الفكرية والنقدية تمثل تجربته الطويلة التي تمتد لنصف قرن من الزمان.
موقع eAleppo زاره في منزله بمدينة "حلب" وأجرى معه لقاءً تناول الحديث فيه حول تجربته الغنية وتقييمه للمشهد الثقافي في مدينة "حلب" ومواضيع أدبية أخرى تهم القراء من المهتمين بالشأن الثقافي.
** لقد ظهرت ميولي في كتابة الشعر منذ صغري فقد قمت بغزل الشعر منذ العام 1960 أي في المرحلة الإعدادية وكان عمري حينها أربعة عشر عاماً، وخلال وجودي في الجيش كتبت الكثير من القصائد الشعرية والدراسات الفكرية التي كنت أنشرها حينها في مجلات "الجندي العربي" و"جيش الشعب" و"الفكر العسكري"، ومع الزمن تراكمت كتاباتي وبعد تقاعدي من الجيش في العام 1989 بدأت بطباعتها وذلك بدءاً من العام 1995.
** نعم لقد تضمنت تجربتي الشعرية الكتابات الشعرية بأنواعها الثلاثة من شعر عمودي وشعر التفعيلة والنثر فأنا من مدرسة /أسمعني شعراً/، برأيي أن الكلمة الجميلة التي تتضمن موسيقا وإيقاع وصور هي الأساس.
** العمل اسمه /سيمفونية ثلاثية الإيقاع/ ويتضمن ثلاثة مقاطع الأول من الشعر العمودي والثاني من شعر التفعيلة والثالث من النثر ورغم تغير الأدوات الشعرية في تلك الأنواع إلا أنني حافظت على وحدة الموضوع فيه، ورغم أنّ البعض هاجم التجربة إلا إنني مقتنع بها وقد كانت ناجحة فإذا كان هناك تداخل بين الأجناس الأدبية من رواية وشعر وقصة فما المانع أن نحدث تداخلاً بين أنواع جنس أدبي واحد /الشعر/.
** أنا أقوم بزيارات دورية إلى "مصر" وذلك منذ حوالي عشر سنوات وأشارك في عدد من المنتديات الأدبية في "القاهرة" و"الإسكندرية" وأُجري معي هناك عدة لقاءات من قبل وسائل الإعلام المصرية من إذاعة وتلفزيون وخاصّةً في قناة النيل الفضائية الثقافية وفي إذاعة وتلفزيون "الإسكندرية" كما حصلت على وسام التقدير من نادي "أبي قير" في "الإسكندرية" في العام 2005 ووسام التقدير من منتدى "عاطف الجندي" في "مصر" في العام 2010.
** في رابطة نساء مدينة "حلب" أنا مسؤول عن دورات تنمية إبداعات المرأة، حيت تقيم الرابطة دورة في كل شهر تجتمع فيها الصبايا المبتدئات في مجال كتابة الشعر والقصة ويقمن خلالها بقراءة نتاجاتهن الأدبية حيث أقوم بالاستماع إليهن، ومن خلال مداخلاتي ومشاركاتي النقدية نقوم باختيار مجموعة من أفضل تلك الأعمال خلال شهر أو شهرين لنقيم بعدها أمسية أدبية للمبدعات في مديرية الثقافة بحلب وبالتالي نكون قد حققنا تشجيعاً لهن ومنحنا أبناء الوسط الثقافي في "حلب" فرصة الاطلاع على تلك النتاجات الشبابية- النسائية الواعدة، وأتمنى أن يتم التوسع في هذا المجال وبالتالي الاهتمام أكثر بالطاقات الإبداعية الشبابية سواء في "حلب" أو في عموم القطر.
** المنتديات الأدبية بادرة ثقافية جيدة إذ تمنح الأديب فسحة ثقافية واسعة، وخاصة للأدباء من أمثالنا الذين تجاوزا الستين من العمر حيث نتواصل مع كل أنحاء العالم ونحن في بيوتنا، فعندما يقوم شاعر مثلاً بنشر قصيدة في المنتدى الأدبي لا يمر أكثر من نصف ساعة حتى يقوم بقراءة الردود والتعليقات عليها، بالإضافة إلى أنها تمنح الشاعر أو الأديب شهرة أدبية واسعة على المستوى العالمي وهذه الميزة لا تتوافر في الصحف والمجلات المطبوعة ولو كانت منتشرة على شبكة الانترنت لأنّ المنتديات هي المتخصصة في المجال الأدبي وزوارها هم دائماً من محبي الأدب.
وبالنسبة للشبكة العنكبوتية بشكل عام فهي سلاح ذو حدين يمكن استخدامها بشكل ايجابي أو سلبي وذلك وفق تربية الشخص وثقافته ووعيه ولذلك أنا أدعو دائماً إلى الاهتمام بتربية الفرد وتوعيته وتثقيفه.
** أولاً أنا مع الحفاظ على التراث والأصالة والقصيدة العمودية هي التي تمثل تراثنا الأدبي ولكني مع ذلك ضد التقوقع وأؤمن بحوار الإبداعات والثقافات، أنا أعتبر أنّ النثر ما زال قيد التجربة ولم تكتمل أدواته بعد على العكس من شعري العمودي والتفعيلة وهي في الحقيقة أصعب من النوعين السابقين، كما أنّ هناك إشكال حول تسميته فهناك من يقول قصيدة النثر وهذا برأيي خطأ لأنه كيف نقول قصيدة ونثر فالتسمية هنا تتضمن مصطلحان متناقضان، وهناك من يقول النص النثري وبالتالي أخرجوها من دائرة الشعر وهناك من قال عنها المنثورة هكذا، وفيما يتعلق بتجربتي فقد أوجدت تسمية للنثر هي /المقطع اللامنتمي/ لأنه في هذه المرحلة وحيث لم تكتمل أدواته بعد لا ينتمي إلى أيّ من نوعي الشعر العمودي والتفعيلة.
تاريخياً انتقل الشعراء وفي مرحلة تاريخية من كتابة الشعر العمودي إلى كتابة شعر التفعيلة، وقد كان لذلك التحول سببان برأيي أولهما هو نظام البحر الموسيقي ففي الشعر العمودي ستة عشر بحراً بينما هي ستة في شعر التفعيلة، كما أنّ الشعر العمودي يتضمن وزناً موسيقياً واحداً من بداية القصيدة حتى نهايتها ولو تألفت من مئة بيت بينما في شعر التفعيلة تغيرت موسيقا البحور الشعرية، وثانيهما هو القافية الموحدة في نهاية كل شطر واضطرار الشاعر إلى البحث عن مصطلحات متناغمة لإنهاء الشطر بها ولو كانت بعيدة /بشكل نسبي/عما يشعر به الشاعر، وبنتيجة ذلك انتقل الشعراء إلى قصيدة التفعيلة بما تتضمنها من حرية للشاعر، واليوم ظهر العديد ممن يكتبون النثر فهي تحتاج إلى اكتمال أدواتها كما جرى سابقاً في شعر التفعيلة.
** إنّ تجربة "نزار قباني" امتدت لأكثر من خمسين سنة اصدر خلاها 56 ديواناً ضمت جميع أنواع الشعر من عمودي وتفعيلة ونثر /وأقول النثر من أنواع الشعر تجاوزاً لأنني اسميها المقطع اللامنتمي/ والذين كتبوا عن تجربته كتبوا في مواضيع محددة مثل المرأة عند "نزار" أو الشعر السياسي لدى "نزار" وهكذا وهناك القلة القليلة من تصدى لكامل أعماله نقداً.
كتابي /أعمال الشاعر "نزار قباني" بين قوسي قزح/ الذي يتألف من 12 جزءاً أخذ من وقتي عشر سنوات بمعدل 7-8 ساعات يومياً وقد درست فيه كامل أعمال "نزار قباني" منذ أول ديوان له وهو /طفولة نهد/ وحتى آخر عمل له كما قمت بإجراء دراسة نقدية حول دراسات النقاد أنفسهم والذين كتبوا عن أعمال "نزار".
** في الحقيقة هو يشهد ترجعاً لعدة أسباب منها طغيان الأنا عند الكثير من أدبائنا وبكل أسف وظهور الشللية /من الشلّة/ في أوساطهم وتقوقع البعض منهم في بيوتهم وكذلك غياب النقد البناء عن الساحة وغيرها.
بقي أن نذكر أنّ الشاعر والناقد "محمد زينو السلوم" هو من مواليد "النيرب" –"حلب" في العام 1946 وفي العام 1965 انتسب إلى الكلية الحربية وتخرج برتبة ملازم، شارك في حرب حزيران 1967 وحرب تشرين التحريرية وحرب الاستنزاف بين 1973 -1974 وقد تقاعد من الخدمة في الجيش برتبة عقيد في العام 1989 وهو عضو مؤسس في أسرة سلسلة كتاب /أدباء من "حلب" في النصف الثاني من القرن العشرين/ والذي تضمن حوالي 400 شخصية من أدباء ونقاد "حلب"، وعضو في اتحاد الكتاب في "مصر" وفي جمعية العاديات وفي اتحاد الصحفيين في "حلب" وعضو في رابطة المحاربين القدماء في "حلب" التي كرمته في العام 2009، له العديد من الدواوين الشعرية المطبوعة ومجموعة من الكتب في مجال الدراسات النقدية والفكرية.