تم في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة "حلب" تكريم عدد من الأدباء المبدعين في سورية والذين تركوا بصمة مؤثرة في المشهد الثقافي السوري والعربي عموماً وذلك ضمن برنامج أعمال الندوة الدولية للنقد التطبيقي التي تقام في رحاب جامعة "حلب" في الفترة بين 1-3/11/2010.
حول التكريم والشخصيات المكرّمة في الندوة تحدث الدكتور "فايز الداية" رئيس اللجنة العلمية والتنظيمية للندوة الدولية للنقد التطبيقي لموقع eAleppo بالقول: «التكريم هو من ضمن برنامج الندوة، فاليوم كما رأيتم قامت جامعة "حلب" ممثلة بشخص رئيسها ونيابة عن كل من فيها من هيئة علمية وتدريسية بتكريم عدد من أدبائنا المبدعين في سورية وذلك لنقول لهم من خلاله بأنهم قدموا شيئاً مفيداً وها نحن الآن نعرضه أمام الناس».
أشكرهم على تكريمي في هذه الشيخوخة لأنهم تذكروني وتذكروا مسيرتي التي تمتد لأكثر من نصف قرن من الإبداعات والمساهمات وهذا أمر مهم وجيد وخاصة أنّ ذلك يحصل في مدينة "حلب"
وأضاف: «المكرّمون هم: الأستاذ "خيري الذهبي" الروائي والكاتب التلفزيوني المعروف والذي كتب المسلسلات المتنوعة التي عُرضت على العديد من الشاشات العربية، والأستاذ "وليد إخلاصي" الروائي والمسرحي ومؤسس مسرح الشعب الذي تحول فيما بعد إلى المسرح القومي في "حلب"، والأستاذ "فرحان بلبل" المؤلف المسرحي والناقد والمساهم في المسرح العمالي أيضاً، والأستاذ "شوقي بغدادي" الشاعر العظيم الذي قدم لنا شعراً وقصة ورواية، كلهم عمل في المجال الأدبي والفني وذلك في خدمة حياتنا الأدبية المعاصرة».
الأستاذ المكرّم "وليد إخلاصي" تحدث عن التكريم لموقعنا بالقول: «باختصار شديد أقول بأنّ الشيء الذي أحسست به في تلك اللحظات التي تم فيها تكريمي بوجود وحضور كل هؤلاء الأساتذة القادمين من أنحاء الوطن العربي هو التالي: لو كُرّمت في جامعة الدول العربية لكان ذلك غير مفيد، ولكن أن أُكرّم في هذا الجو العلمي فهذا أعتبره فعلاً وساماً كبيراً على صدري».
الأستاذ "خيري الذهبي" قال أولاً حول الندوة: «هذه مبادرة طيبة جداً من جامعة "حلب" وأتمنى أن تتكرر في كل الجامعات السورية وأن تُعاد الجسور ثانية بين المبدعين وبين الحياة الأكاديمية، هذه الجسور التي فُقدت لفترة طويلة من الزمن، أنا سعيد بوجود هذا الكادر الجميل الذي يشرف على هذه الندوة التي هي بحد ذاتها قفزة حقيقية بالنسبة للحياة الأكاديمية في سورية حين يُدعى إليها هذا الكم الهائل من الباحثين والدارسين، أعود وأقول أرجو أن تتكرر هذه الندوة ثانية في الجامعات السورية وأتمنى أن أرى ذلك قريباً».
وحول التكريم قال: «التكريم أيضاً بادرة طيبة من جامعة "حلب" وأرجو أن تتكرر في كل الجامعات وعلينا ألا ننسى بأنّ كل الجامعات في العالم تقوم بهذا الشيء ولكن سورية قصرت لفترة طويلة في هذا العمل واليوم نشكر جامعة "حلب" لأنها بدأت بهذه الخطوة وأتمنى لها أن تقوم بالخطوة التالية وهي ما تقوم به كل الجامعات في العالم وهي أن يُستدعى المبدعون لكي يقوموا بتدريس مادة عن أنفسهم في المنهاج الجامعي وبذلك ستكون هنالك قفزة جديدة في الحياة الأكاديمية لأن المبدع نفسه هو سيد من يعرف ماذا يريد وماذا يفعل، وسيكون من المفيد للطلبة أن يقوم بالتحاور المباشر معهم».
أخيراً الأستاذ "شوقي بغدادي" قال: «هذه الندوة لها أهمية خاصة لأنها الأولى من نوعها في سورية وهي تركّز على موضوع حساس بسبب أنّ الأساتذة الأكاديميين والجامعيين متهمون بأنهم لا يهتمون بالنقد التطبيقي لما يُنشر من إبداعات حولهم في بلدهم وينصرفون فقط إلى الدراسات النظرية وإذا طبقوا بعض الأشياء يطبقونها على الأسماء اللامعة من خارج البلد أو من داخله، أما ما يجري فهو بعيد عنهم وهذه الندوة التي تجري الآن تعمل على طرد أو دحض هذه التهمة وإبعادها.
إنّ جامعة "حلب" ستصبح موئلاً لدراسة جدية منهجية تدرس كيف يُسمع النقد التطبيقي فعلاً وما صعوبات هذا النقد وما المناهج الصالحة له في تيار المدارس الأوروبية والأمريكية التي تجتاح العالم، بمعنى كي نسمع ما يمكن أن يُسمى عقلنا الخاص الذي يفكر والقادر على أن يبدع نقداً متميزاً».
وحول تكريمه من قبل الندوة قال الأستاذ "شوقي": «أشكرهم على تكريمي في هذه الشيخوخة لأنهم تذكروني وتذكروا مسيرتي التي تمتد لأكثر من نصف قرن من الإبداعات والمساهمات وهذا أمر مهم وجيد وخاصة أنّ ذلك يحصل في مدينة "حلب"».