استضاف المركز الثقافي العربي "العزيزية" في مدينة "حلب" ثلاث قامات شعرية معروفة في المحافظة هم الشاعر "محمد زينو السلوم" والشاعر "سلوم الياس سلوم" والشاعر "محمد بشير دحدوح" حيث قدموا خلالها باقات من إبداعاتهم الشعرية للحضور.
موقع eAleppo حضر الأمسية التي أقيمت بتاريخ "31/5/2011" والتقى بالشاعر "سلوم الياس سلوم" الذي تحدث عن مشاركته في الأمسية وعن أهمية مثل هذه الأمسيات وخاصة في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد بالقول: «ألقيتُ في الأمسية قصيدتين من الشعر العمودي الفصيح إحداها وطنية والثانية وجدانية وكذلك قصيدتين من الشعر المحكي تضمنتا شيئاً من الغزل، آمل أن تكون مشاركتي قد نالت إعجاب الحضور وذوقهم.
قدمت اليوم قصيدتين إحداها غزلية بعنوان "كرمة الشوق" والثانية تأملية فيها لعب على مصطلح "هناك" وعنوانها "هناك". في تصوري إنّ للأمسيات الشعرية في هذه المرحلة بعدان: الأول هو إثبات أنّ الوضع في سورية هادئ وساكن والناس تمارس حياتها الثقافية والاجتماعية بشكل طبيعي وبكل هدوء واطمئنان، والبعد الثاني هو أنه من الواجب أن لا نعطي للأمر أهمية أكثر من اللازم فأنا ضد أن يتداعى الناس لتأليب الموقف السياسي /مع أو ضد/ لأننا بذلك حققنا لهم أمراً وهو أنّ وراء الأكمة ما ورائها
إنّ مثل هذه الأمسيات تفتح آفاق جديدة وفكراً جديداً في تحسين وعي الناس وتعزز من محبتهم للوطن وخاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد فقصيدتي "قسم الجولان" تحدثت عن "الجولان" وقراها كما تحدث الإخوة الشعراء المشاركون في الأمسية حول واقع الوطن والهجمة المعادية التي تبغي النيل من بلدنا».
ومن قصيدته "قسم الجولان" اخترنا:
أقسمتُ باسمك يا جولاننا العربي / سوري الهوية حرٌ أ"نبل النسبِ
أقسمتُ: باقٍ على عهدي ومعتقدي / مسلّحٌ مستنيرٌ موقدٌ غضبي
لن نقبل الذل ما هانت عزائمنا / نحن الأسود حماة الأرض في اللّجبِ
في "مجدل الشمس" إخوان لنا صمدوا / في وجه صهيون رغم الظلم والنّوبِ
بيض الصنائع في العلياء مجلسهم / حمر الصوارم في الهيجاء كالشهبِ
في "عين قنية" عين الشمس تكلؤهم / شمٌ أباةٌ ولا يأبون في الطلبِ
وإذ نروم إلى "بقعاثا" في جللٍ / نراهم الأسد قد جدّوا لمرتقبِ
من "مسعدة" قد تناجى "الغجر" و"الغجر" / العاشقان لنيل النصر والرّجبِ
أقولها صرخةً تعلو مدوّية / شُدّ الرحال أيا صهيون وانسحبِ.
جولاننا ثائرٌ بركانه غضب / إن لم تغادر ستلقى ثورة الغضبِ.
الشاعر "محمد زينو السلوم" تحدث قائلاً: «الشعر باختصار هو الحب بكل معانيه بدءاً من حب الإنسان لمعشوقته وأسرته وحبيبته وبلده ووطنه وأمته فكل ذلك يأتي ضمن طاقة ورد اسمها "الحب"، أحياناً في بعض الأمسيات نتعرض إلى الوطن مباشرة عبر الشعر المباشر وأحياناً بقصائد غير مباشرة.
قدمت اليوم قصيدة بعنوان "سمفونية ثلاثية الإيقاع" فيها بعض التجديد من الشعر تضمنت ثلاث إيقاعات هي: "إيقاع الصمت" وهو من الشعر العمودي و"إيقاع الغيم" وهو من شعر التفعيلة وإيقاع ثالث لا اسميه نثر وإنما اسميه "لامنتمي" /أي القصيدة اللامنتمية لا إلى العمودي ولا إلى التفعيلة/ كما قدمت قصائد أخرى.
الإبداع الشعري هو رافد من روافد الوطن الذي يعبأ الشباب والكبار والصغار بحب الوطن والتضحية من أجله، والإبداع الشعري أيضاً هو رسالة كلمة وطنية وقومية وإنسانية والكلمة لها وقع أكبر من السيف كما تعرف، إن وطننا في هذه المرحلة في مخاض وإن شاء الله ستكون الولادة طبيعية وليست ولادة قيصرية وبالتالي نزداد قوة ومتانة ومنعة، فقد حصلنا على الاستقلال بالغالي والنفيس من دماء أجدادنا فعلينا أن نصون ونحفظ هذا الوطن الغالي، وهنا أذكر قول أحد الشعراء:
بلادي وإن جارت علي عزيزة / وأهلي وإن ضنّوا علي كرام».
ومن قصيدته "إيقاع الغيم" اخترنا:
تسكنني الغيوم / لكن المطر لم يلامس أحلامي بعد
شمس أحلامي خبأت عريها خلف الضباب / وراحت تعلن عن قدوم ليل
تعبث به الريح / ويسكنه الصقيع
أنكرتني الفراشات وقالت: / وداعاً أيها المتجهم في الرؤيا.. الحزين في الغربة
خبأتني الأنثى في صدرها / فغردت العصافير في روحي / بعدها نثرتني ورداً على مفترق الطرق
قادم من الظلال، ألبس عباءة الليل / مسافر في متاهات الغياب
أنشد نجوم الروح في غياهب الوقت / أطوي الصحارى بمراكب الصمت
عبثاً أبحث عن ذاتي / أأنا الذي صرخت في وجه القصيدة؟
أبداً لا انفصام بيننا.. لا تهربي مني / أنت أميرة الحرف وأنا سيد العشق.
وأخيراً قال الشاعر "محمد بشير دحدوح": «قدمت اليوم قصيدتين إحداها غزلية بعنوان "كرمة الشوق" والثانية تأملية فيها لعب على مصطلح "هناك" وعنوانها "هناك".
في تصوري إنّ للأمسيات الشعرية في هذه المرحلة بعدان: الأول هو إثبات أنّ الوضع في سورية هادئ وساكن والناس تمارس حياتها الثقافية والاجتماعية بشكل طبيعي وبكل هدوء واطمئنان، والبعد الثاني هو أنه من الواجب أن لا نعطي للأمر أهمية أكثر من اللازم فأنا ضد أن يتداعى الناس لتأليب الموقف السياسي /مع أو ضد/ لأننا بذلك حققنا لهم أمراً وهو أنّ وراء الأكمة ما ورائها».
ومن قصيدته "كرمة الشوق" اخترنا:
واعديني كما الكؤوس الخمورا / مثلما الضوء بالفراش حبورا
سوف آتيك مفعماً بالأماني / فافرشي الوقت جنة وحريرا
يا براق الهوى تأخرت إني / سوف أشكوك إن وصلت أخيرا
للعيون التي تشع غراماً / والجفون التي ترف فتورا
كرمة الشوق عنقدتنا زماناً / نشتهي قطفها ونرجو العصيرا
إنّ نحل الغرام يمتص حزني / من فراق فأبدليه عبيرا
أزهريني فقد حملت خريفي / لهفة الغصن للربيع كسيرا.