تقع مدينة "كلس" (مع كسر حرف الكاف والتشديد على حرف اللام) بين مدينتي "حلب" السورية و"عينتاب" التركية حيث هي المعبر الحدودي إلى الأراضي التركية، يعود تاريخ المنطقة إلى ما يقارب /6000/ عام، وانضمت إلى الأراضي العربية الإسلامية في عهد الخليفة "عمر"، بعد القرن الخامس تناوب على السيطرة عليها كل من العرب والبيزنطيين حتى أصبحت المنطقة في النهاية خاضعة للسيطرة العثمانية في فترة القرن الخامس عشر الميلادي. في العام /1927/ اعتبرت قضاء تابعا لمدينة "عينتاب" وإحدى مدن الجمهورية التركية، وفي العام /1995/ أصبحت محافظة تركية بحد ذاتها.
تشتهر "كلس" بمطبخها الذي يجمع ما بين الأطعمة التركية والأطعمة السورية كما تشتهر أيضا بالحرف والأشغال اليدوية، ومن أشهر منتجاتها صابون الغار وزيت الزيتون الذي يأتي من أشجار الزيتون الكثيرة الموجودة بها، إضافة إلى كل ما ينتج من العنب.
في سعينا إلى تكثيف زيادة معدل الزيارات بين الشعبين السوري والتركي سوف نعمد خلال الفترة القريبة القادمة كحكومة تركية إلى تخفيض رسم استخراج تأشيرة السفر "الفيزا" إلى ألأراضي التركية
ما دفعنا للحديث عن ولاية "كلس" بذاك الشكل المقتضب هو بمناسبة "البرنامج الاحتفالي بأيام كلس" والذي يقام ضمن مدينة "حلب" خلال الفترة من 12-14/6/2009 وذلك ضمن اتفاقية التوءمة ما بين المدينتين حيث أقيم يوم الجمعة 12/6/2009 الحفل الافتتاحي للأيام والذي تضمن عرض فيلم وثائقي عن المدينة وما تشتهر به المدينة، كما تضمن الحفل أيضا تقديم مقطوعات موسيقية تراثية تركية لفرقة "المركز الشعبي والتدريبي في مدينة كلس". يقول المدير الثقافي في "كلس" السيد "رئيف توكل":
«من الأزل كانت "حلب" و"كلس" مدينتين شقيقتين، ونقوم حاليا بتجديد العلاقات ما بين المدينتين عن طريق هذه الأيام، سوف تتضمن الفعاليات التي ستقام خلال هذه الأيام الثلاثة فعاليات متنوعة تقوم بالتعريف بالثقافة المشتركة ما بين المدينتين، وسيكون أيضا هناك أغان شعبية وموسيقى حيث سيكون هناك حفلتان موسيقيتان خلال هذه الأيام».
أما السيد "آران أرسلان" نائب والي محافظة "كلس" فيقول:
«أنا مسرور جدا وأشعر حتى بالراحة لوجودي هنا في "حلب" هذه المدينة الجميلة. نحن موجودون هنا من أجل تقاسم القيم الثقافية حيث آمل أن تساهم هذه الفعاليات في تعزيز علاقات الصداقة والأخوة ما بين البلدين إضافة إلى تقوية العلاقات الاجتماعية والثقافية والتجارية».
من جهته يقول السيد "عبد القادر جزماتي" نائب محافظ مدينة "حلب" عن هذه المناسبة:
«إن مدينة "كلس" التي نحتفل بها اليوم هي نموذج حي للتفاعل الحضاري والإنساني في الجمهورية التركية مثلها مثل القيمة التي تمثلها مدينة "حلب" في الجمهورية السورية. أصبحت كل من "سورية" و"تركيا" تمثلان نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين بلدين الجارين، حيث أصبحت لدينا روابط ولحمة ما بين البلدين قلما يكون لها نظير».
أما السيد "علي كمال آيضن" القنصل العام للجمهورية التركية في "حلب" فيقول بأن الهدف من هذه الأيام هو الترويج لمدينة "كلس" في "حلب" حيث يقوم عن السبب:
«هناك العديد من التداخل ما بين هاتين المدينتين وما بين الشعبين فيها من علاقات القربي بين السكان والتاريخ المتشابه، أنا واثق أن هذه الفعالية ستنعكس على العلاقات ما بين الشعبين خصوصا أن العديد من سكان مدينة "حلب" يدخلون إلى تركيا عبر بوابة مدينة "كلس"».
وقد فجر السيد "على كمال" مفاجأة سارة عندما صرح بأن الذي يتم استيفاؤه من أجل الحصول على تأشيرة الدخول إلى الأراضي التركية (الفيزا) سيتم تخفيضه خلال الفترة القادمة حيث يقول:
«في سعينا إلى تكثيف زيادة معدل الزيارات بين الشعبين السوري والتركي سوف نعمد خلال الفترة القريبة القادمة كحكومة تركية إلى تخفيض رسم استخراج تأشيرة السفر "الفيزا" إلى ألأراضي التركية».
تزداد العلاقات السورية التركية قربا وعمقا مع ازدياد الفعاليات والنشاطات التي تتم ما بين البلدين بطريقة تعزز من متانتها وتقرب ما بين الشعبين الأخوين.