تعتبر ساعة أو منارة "حلب" كما يسمونها من المعالم التاريخية الجميلة من حيث موقعها السياحي، وطرازها المعماري الفريد من نوعه، بحيث تحتلّ بقعة من أكثر بقاع المدينة حرمة ونشاطاً، وتسمى هذه البقعة ساحة "باب الفرج".
تعد ساعة باب الفرج في "حلب" إحدى العلامات البارزة في هذه المدينة وقد بدأ العمل بإقامة برج الساعة في عام 1898م و انتهى عام 1899م في عهد السلطان العثماني "عبد الحميد الثاني" وفي عهد ولاية "رائف باشا" على "حلب"..
قسطل السلطان خارج "باب الفرج" على مقربة منه، عمّره السلطان "سليمان خان" سنة 940 هـ حين قدومه إلى "حلب" وقد هدم قسطل السلطان المذكور وجدد في مكانه حوض مستور بني عليه برج الساعة
وقد أشرف على عملية البناء المهندس النمساوي "شارتيه" الذي كان يعمل في بلدية "حلب" وكان يوجد مكانها سابقاً سبيل ماء يعرف باسم "قسطل السلطان"، حيث يقول العلامة "الغزي": «قسطل السلطان خارج "باب الفرج" على مقربة منه، عمّره السلطان "سليمان خان" سنة 940 هـ حين قدومه إلى "حلب" وقد هدم قسطل السلطان المذكور وجدد في مكانه حوض مستور بني عليه برج الساعة».
ويقع هذا البرج بالقرب من "باب الفرج" وهو أحد أبواب "حلب" القديمة ويتألف من أربع واجهات كالمآذن القديمة ولكنه يختلف عنها لأن قاعدته واسعة، وإن دققنا النظر في جسم هذا البناء، نجد أنه مؤلف من أربع واجهات، تعلو جدرانه بشكل مائل نحو الداخل؛ فيبدو الزنار الأول البارز من جسم البناء، الذي ترتفع فوقه أشكال حلوة (مقرنصات)، وهي ركيزة للشرفة التي تحيط بها، ويسمى (درابزون) حجري جميل، ثم يلي هذا الجزء القسم العلوي عند بداية الشرفة ويعتلي هذا القسم فتحات دائرية في كلّ واجهة من الواجهات الأربع.
ويوجد في كلّ فتحة قرص للتوقيت، يمكّن المواطنين العابرين في الشوارع المحيطة بالساعة من معرفة التوقيت وإنَّ كلّ قرصين متقابلين يعملان بتوقيت يختلف عن توقيت القرصين الآخرين؛ اثنان للتوقيت العربي، واثنان للتوقيت الغربي.
كما يعتلي هذا البناء “افريز” بارز، وكأنه نصف دائرة يرتفع فوقها الجسم العلوي، ويسمى “الفونس”، فيه ست نوافذ، وكوى دائرية، وينتهي بأعلى القسم العلوي جهاز لمعرفة اتجاه الرياح.
وقد تعطلت هذه الساعة للأسف ولم يفلح أحد في إصلاحها لمدة طويلة، حتى توقفت عن العمل.. فعقاربها الآن لا تعرف للزمن قيمة!.