يقع "جامع النبي هوري" في الجهة الجنوبية الغربية من أطلال مدينة "سيروس" التاريخية والتي تقع بدورها إلى الشمال الغربي من مدينة "حلب" بنحو 70 كم ولا تبعد سوى 2 كم عن الحدود السورية- التركية.
حول تاريخ بناء هذا الجامع يقول الدكتور "محمد عبدو علي" الذي كتب العديد من الدراسات والكتب حول تاريخ منطقة "عفرين": «في باحة المدفن الروماني الذي يعود تاريخه إلى منتصف القرن الثالث الميلادي بُني "جامع النبي هوري" في العام 1276 هجرية 1859 ميلادي /الفترة العثمانية/ كما هو مدوّن على بوابته، ويؤم هذا المسجد المصلون من القرى المجاورة للموقع في صلاة يوم الجمعة والعيدين كما كان المسجد مكاناً لاجتماع أتباع الحركة المريدية المناهضة للفرنسيين والتي ظهرت في منطقة "عفرين" في العقد الثالث من القرن الماضي».
في باحة المدفن الروماني الذي يعود تاريخه إلى منتصف القرن الثالث الميلادي بُني "جامع النبي هوري" في العام 1276 هجرية 1859 ميلادي /الفترة العثمانية/ كما هو مدوّن على بوابته، ويؤم هذا المسجد المصلون من القرى المجاورة للموقع في صلاة يوم الجمعة والعيدين كما كان المسجد مكاناً لاجتماع أتباع الحركة المريدية المناهضة للفرنسيين والتي ظهرت في منطقة "عفرين" في العقد الثالث من القرن الماضي
ويضيف: «للموقع عدة تسميات فهو يُعرف حالياً باسم "نبي هوري" و"قلعة هوري" أما الاسم اليوناني للمدينة فـهو "سيروس" وسُميت أيضاً "آجيا بولس" /أي مدينة القديسين "كوزما" و"دميانوس" شفيعي الأطباء في العالم والمدفونان في الموقع/ أما المؤرخون العرب والمسلمون فقد كتبوا اسمها "قورش" وأحياناً "كورش" نظراً لاختلاف نطق الحرف اللاتيني C في الكتابة واللفظ العربيين.
وللاسم "هوري" رواية تقول بأنه يعود إلى "أوريا بن حنان" أحد قادة النبي "داوود" الذي قُتل في معركة جرت أحداثها في الألف الأول قبل الميلاد ودُفن في الموقع، وحول الاسم "سيروس" تقول بعض المصادر التاريخية بأنه اللفظ اليوناني لاسم الملك الفارسي "كورش" ويعود وجود المدينة إلى أيامه، أما المعجم الجغرافي السوري فيقول أنّه من اسم مدينة "سيرهوس" في "مكدونيا"، أما المدينة الحديثة "سيروس" والتي نرى أطلالها اليوم فقد بناها القائد اليوناني "سلوقس نيكاتور" 312 -280 قبل الميلاد وهو مؤسس الدولة اليونانية السلوقية في الشرق».
أما الباحث "عبد الله حجار" فيقول عن المسجد: «إلى جانب المدفن الروماني بُني مسجد صغير /"مسجد النبي هوري"/ وخان وبئر ماء، ويذهب الأهالي إلى جدرا حوّاري بالقرب من هذا المسجد وذلك لتعليق حجر صغير عليه عن طريق الاحتكاك حيث يعتقدون بأنه إذا عُلق الحجر الصغير بالجدار فذلك يعني بأنّ أمنية صاحبه سوف تتحقق.
وهناك أيضاً شجرة رمان في باحة المسجد وأغصانها ملأى بالأشرطة القماشية الملوّنة وذلك لأنّ الناس يربطون بها تلك الأشرطة لطلب تحقيق أمنياتهم أيضاً».
وورد في كتاب /تقصي خطا الدولة العثمانية/ وهو من تأليف مجموعة من الباحثين السوريين والأتراك حول الجامع ما يلي: «اسم المسجد هو "مسجد النبي هوري" موقعه في منطقة "عفرين"، تاريخ بنائه 1276 هجرية أما الباني فهو مجهول. يقع مدخل المسجد في الجهة الشرقية وقوسه موتور، أما الصحن فهو مستطيل الشكل أرضيته خام تنمو فيها الحشائش والأعشاب، الجدار الجنوبي هو مستودع واصطبل للدواب، وفي الزاوية الجنوبية الغربية منه يوجد قبر النبي "أوريا"، ويقع مدخل القبلية في الجدار الشمالي من المسجد وعلى جانبيه نافذتان من كل جانب.
يعلو مدخل القبلية نقش عثماني عليه تاريخ 1276 هجرية /1859 ميلادية/، أما القبلية فهي مستطيلة الشكل وممتدة شرق -غرب، السقف فيه مهدي ومنخفض وقد فُتح في الجدار الشرقي نافذة وفي الجدار الغربي نافذة أقواسهما موتورة، وبالنسبة لمحراب المسجد فهو محراب بسيط خالي من الزخرفة، والمنبر خشبي بسيط».
وعن طرق الوصول إلى "جامع النبي هوري" الواقع في الجهة الغربية من أطلال مدينة "سيروس" التاريخية يقول الأستاذ "محمود بركات" في كتابه /"عفرين" عبر العصور/ دار "عبد المنعم ناشرون" -"حلب" 2008 : «لا يمكن لزائر أو سائح أو محب للطبيعة والآثار أن يكون في منطقة "عفرين" ولا يزور مدينة "نبي هوري" عاصمة الشمال السوري قديماً والتي يتم الوصول إليها عن طريق قرية "كفرجنة" /الواقعة على الطريق العام بين مدينتي "حلب"-"عفرين"/ وبالتوجه إلى قرية "ميدانكي" السياحية حيث بحيرتها الاصطناعية الشهيرة ومن ثم إلى "النبي هوري"، وبالنسبة للقادمين إليها من مدينة "إعزاز" فعليهم عبور "نهر عفرين" ورافده "نهر صابون" بالمرور على الجسرين الرومانيين قبل وصولهم إلى "النبي هوري" من طرفها الجنوبي».