عندما تستطيع بأدائك وعملك الدؤوب أن تتلاءم مع حاجاتك الثقافية لتنطلق منها سعياً في رفدها بكل ما هو جديد ومميز، فإنك لا بد أن تتحدث عن مسيرة لا تزال مستمرة.. ومسيرة اليوم هي لأحد المراكز الثقافية الريفية التي استطاعت أن تنطلق من ريفيتها ليتحاول أن تتواصل بها وتتميز...
يعتبر المركز الثقافي العربي في مدينة "جرابلس" واحداً من أهم المراكز الثقافية في ريف "حلب" وذلك من حيث تنوع الأقسام التي يتألف منها، إضافة إلى النشاطات الثقافية والفنية التي يضطلع بها المركز منذ تأسيسه في العام (1969)م.
نطمح في هذا المركز إلى أن نرتقي بأدائنا الثقافي إلى الشكل الأصيل، وأن نصل إلى كل باحث أو قلم واعد -في هذا البلد- لنقدم نتاجه الفكري ونكون منيرا ثقافيا له لإيصال أفكاره وطموحاته غالى الجماهير، والشكر لكم لإتاحتكم هذه الفرصة لنا...
وللحديث أكثر عن مركز "جرابلس" الثقافي التقى موقع eAleppo وبتاريخ (28/8/2008)م الأستاذ "جهاد غنيمة" مدير المركز ليحدثنا أكثر عن المسيرة الثقافية للمركز، وأقسامه ونشاطاته...
وعن بدايات التأسيس والانطلاقة تحدث الأستاذ "جهاد غنيمة" قائلاً:
«أحدث المركز الثقافي العربي في "جرابلس" في عام (1969)م، ومن ثم باشر عمله خلال العام (1972)م حيث كان يقتصر آنذاك على غرفة صغيرة لمدير المركز إضافة إلى قاعة صغيرة للمطالعة.
وفي عام (1989)م انتقل المركز إلى بنائه الحالي والذي يتألف من: (13)غرفة، صالة للمسرح تحتوي على (956) مقعداً، قاعة محاضرات، قاعة للمطالعة، مكتبة شاملة تحتوي على (11) ألف كتاب، و(2000) مجلة وصحيفة، إضافة إلى معهد للثقافة الشعبية نقدم من خلاله حالياً دورات في الحاسوب واللغات، وآخر ما تم إحداثه في المركز قاعة للإنترنت، ومكتبة للطفل تحتوي على (2013) قصة للطفل..».
وعن أهم الأنشطة التي يقدمها المركز يضيف الأستاذ "غنيمة": «في البدايات ونظرا لضيق المكان كانت الأنشطة تقتصر على المطالعة وتقديم بعض المحاضرات.
وعند الانتقال إلى البناء الحالي شهدت النشاطات تطورا ملحوظا وخصوصا بعد عام (1996)م، حيث توسعت الأنشطة لتشمل المحاضرات والندوات الأدبية والفكرية والعلمية، إضافة إلى الأمسيات الأدبية والفنية، وفي عام (2000)م قمنا بحجز موقع للمركز على شبكة الانترنت نعرض من خلاله نشاطات المركز كافة، وإبداعات أبناء المدينة المتنوعة..».
** «مهرجان (جرابلس- كركميش) الثقافي: هو مهرجان سنوي خاص بمدينة "جرابلس"، وذلك بغية إبراز أهمية المنطقة تاريخيا، حضاريا، ثقافيا، فكرياً.
كانت بداية المهرجان مقتصرة على (أمسية، ندوة ومحاضرة) يتم التركيز فيها على تاريخ المنطقة وحضارتها. وفي السنوات الأخيرة استطعنا أن نرتقي بهذا المهرجان ليستمر نشاطاته في سبعة أيام يتم من خلالها تقدم: (عروض فنية- معارض- أمسيات فنية وأدبية- ندوات- حفلات ومعارض تراثية..)، نحاول من خلال كل هذه النشاطات التعريف بـ "جرابلس" ثقافياً، وحضارياً.
أما جديد هذا المهرجان فهو مشاركة (فرقة الفنون الشعبية التركية) لنا في مهرجان السنة الماضية، عبر لوحات تراثية، فنية، تبين التواصل الحضاري والتاريخي بين "سورية" و"تركيا"».
أما عن الأنشطة التي يقدمه المركز والتي تتناسب مع البيئة الريفية للمنطقة فيقول الأستاذ "غنيمة": «طبعاً لم تقتصر نشاطاتنا على الجوانب الثقافية والفكرة فحسب، بل حاولنا أن نقدم أنشطة أخرى تلامس حيثيات الحياة اليومية لأبناء المنطقة فيما يخص الزراعة، والتعليم، والحرف...، فمثلاً أخر ما قدمنا في هذا الصدد هو محاضرة عن زراعة (الفستق الحلبي) حاولنا أن نتطرق من خلالها على الطرق العلمية السليمة للزراعة والتعامل مع هذه الشجرة، كون هذه الزراعة تنتشر وبكثرة في سهول منطقة "جرابلس"».
** «من الضروري جداً أن تكون هناك نافذة للأقلام والمواهب الواعدة، ومن هذا المنطلق أطلقنا مهرجان (أقلام واعدة) الذي يختص بالمواهب الشابة، حيث يقدم من خلاله الشباب نتاجاتهم الأدبية والفكرية على مدار ثلاثة أيام كفسحة لهم لاطلاع الجمهور عليها من جهة، والإفادة من تواجد أساتذة مختصين يقومون بإرشادهم ووضعهم على الطريق السليم. كما أننا وفي كل نشاط نقدمه لا بد أن وجود فسحة للشباب لتقديم ما لديهم من نتاجات..»
** «من يزور هذه المنطقة، ويستنشق نسائمها العلية المحملة بأنفاس "الفرات" لا بد أن يشعر بذلك الشعور الخاص الذي يتحدث به كل من زار "جرابلس". ناهيك عن التناغم الروحي والفكري الذي يحصل بين الضيف الزائر، وأبناء المدينة التواقين للنشاطات الأدبية وبالأخص الأمسيات الشعرية...».
وختام الحديث كان عن الطموحات التي يسعى ثقافي "جرابلس" الوصول إليها: «نطمح في هذا المركز إلى أن نرتقي بأدائنا الثقافي إلى الشكل الأصيل، وأن نصل إلى كل باحث أو قلم واعد -في هذا البلد- لنقدم نتاجه الفكري ونكون منيرا ثقافيا له لإيصال أفكاره وطموحاته غالى الجماهير، والشكر لكم لإتاحتكم هذه الفرصة لنا...».