تشهد "سورية" ومنذ فترة ليست بقليلة ظاهرة انتشار المراكز الثقافية في كل أرجائها حتى أنّها وصلت إلى مناطق متطرفة عن مركز المدينة، بالإضافة إلى انتشارها في الأرياف أيضا، وفي مركز المدينة وتحديدا في منطقة "السبع بحرات" تم إنشاء "المركز الثقافي في باب الفرج" والذي يقع بين مبنيين يتميزان بالعراقة والأصالة وهما مبنى "مديرية الثقافة" ومبنى "دار الكتب الوطنية"، ليصبح بذلك لمسة التجديد والحاضر الثقافي المشرق في المنطقة، وللحديث عن ذلك وعن أمور أخرى تحدثنا مديرة المركز "أحلام استانبولي" والتي استضافتنا في مكتبها حيث تصف لنا بداية المركز: «تم افتتاح المركز في 2006 وهو تابع لـ"مديرية الثقافة بحلب"، ويتكون المركز من قاعتي مطالعة للكبار واحدة للذكور وواحدة للإناث وقاعة مطالعة للأطفال بالإضافة إلى مكاتب للموظفين ومكتبة المركز وقاعة للانترنت وبهو صيفي مشترك بيننا وبين المديرية».
وأول مايلفت الانتباه ويدعو للسؤال هو سبب بناء المركز في هذه المنطقة رغم وجود "دار الكتب الوطنية" و"مديرية الثقافة": «إنّ منطقة "السبع بحرات" تقع في مركز المدينة، وبسبب وجود المراكز الثقافية فيها مما جعلها مقصد الكثير من الباحثين والأدباء والكتاب والأطباء والطلاب وهذا ما جعل "مديرية الثقافة بحلب" تبني هذا المركز ليحمل القليل من عبء الأعداد الكبيرة من الرواد الذين يأتون يوميا إلى هنا، أضف إلى ذلك أنّ هناك في وقتنا الحالي إقبالا كبيرا ومبشرا للناس على المراكز الثقافية بشكل عام».
إنّ المراكز الثقافية أينما وجدت هي منارة للثقافة والأدب وتعبير عن مستوى الرقي الذي وصل إليه القطر ولذلك تمت العناية بالناحية المعمارية للبناء الذي نفذّ بواسطة "الحسين" للمقاولات وتحت إشراف نخبة من مهندسي المديرية
وبالعودة إلى ثقافي باب الفرج تتابع "استانبولي": «المركز يفتح أبوابه لاستقبال الرواد من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء، وطبعا أسوة ببقبة المراكز هناك استعارة داخلية يطالع خلالها الزائر الكتاب في القاعة، أو استعارة خارجية تمتد كحد أقصى لثلاثة أيام، طبعا يوجد في مكتبة المركز حوالي 2000عنوان موزعة بين أمهات الكتب "كمقدمة ابن خلون" و"تاريخ الطيب" وكتب سياسية وتاريخية وجغرافية وأدبية».
وعن أكثر الرواد الذين يترددون إلى المركز: «الزوار هم من الطلاب بشكل عام، ولذلك يكون الإقبال شتويا أكثر من باقي أيام السنة، وهناك أيضا باحثون وأدباء ومفكرون وأساتذة جامعات وأطباء يترددون أيضا إلى قاعات المطالعة، وقاعة الانترنت هي من الأماكن الجذّابة لكل النماذج سابقة الذكر بالإضافة إلى التجار، وتكلفة الساعة الواحدة هي 20ليرة سورية وهي قيمة منخفضة إذا ما قورنت بأسعار المقاهي الأخرى، وخاصة أن القاعة مجهزة بشكل جيد وهي تحتوي على خط (ADSL)».
وأول مايلفت انتباه الزائر هو الفن المعماري الذي بنيّ على أساسه المركز ابتداء من غرف الموظفين إلى قاعات المطالعة: «إنّ المراكز الثقافية أينما وجدت هي منارة للثقافة والأدب وتعبير عن مستوى الرقي الذي وصل إليه القطر ولذلك تمت العناية بالناحية المعمارية للبناء الذي نفذّ بواسطة "الحسين" للمقاولات وتحت إشراف نخبة من مهندسي المديرية».
وتختتم "استانبولي" حديثها عن آخر النشاطات التي يحتضنها المركز: «هناك في شهر "رمضان" حفلات فنية ساهرة تقام في بهو المركز، ومؤخرا أقيمت حفلة للأستاذ "عبد القادر أصلي" وحفلة ثانية للأستاذ "عمر سرميني"، ومثل هذه الحفلات تلاقي إقبالا جماهيريا كبيرا، ونضع الآن نصب أعيننا إقامة قاعة دراسات تستقطب الباحثين الكبار حتى يكون في المركز مستقبلا مخزون أدبي وثقافي ومعرفي كبير».