تُعتبر قرية "كفر نبو" من القرى الأثرية الهامة في منطقة جبل "سمعان" (جبل "ليلون") التي تحوي العديد من الآثار الحية والمتنوعة من العهود المسيحية الباكرة التي تدل على المساهمة السورية الفاعلة في تاريخ الحضارة البشرية عبر العصور.
ولإلقاء المزيد من الضوء على هذه القرية وتاريخها التقى مراسل موقع eAleppo بتاريخ 16/5/2009 بالمنقّب الأثري "عبد لله ناصر" عضو شعبة التنقيب في مديرية آثار ومتاحف "حلب" في منزله وأجرى معه اللقاء التالي:
تقع قرية "كفر نبو" في الشمال الشرقي من قلعة "سمعان العمودي" بنحو /8/ كم وإلى الجهة الجنوبية من مدينة "عفرين" بنحو /23/ كم وهي من القرى الأثرية والتاريخية والسياحية المهمة في شمال "سورية"
** «تقع قرية "كفر نبو" في الشمال الشرقي من قلعة "سمعان العمودي" بنحو /8/ كم وإلى الجهة الجنوبية من مدينة "عفرين" بنحو /23/ كم وهي من القرى الأثرية والتاريخية والسياحية المهمة في شمال "سورية"».
** «ذُكر اسم القرية في بعض المصادر التاريخية بأنّه مكان "إله التنبؤات"، ويعتقد المؤرخون عبر العصور التاريخية بأنّ اسمها مستمد من الإله الأكدي (" نبو" -" نابو") إله الكتابة وحامي حمى الأدباء، الذي يعود إلى الألف الأول ق.م، وذكر "ياقوت الحموي" في (معجم البلدان)- المجلد الرابع بأنّ "كفرنبو" قرية لها ذكر في "التوراة"، و"نبو" اسم صنم كان يعبد فيها، وهي قرية قريبة من مدينة "حلب" فيها آثار وقبة عظيمة باقية تشهدعلى حضارتها».
** «تقول المصادر التاريخية بأنّ "كفرنبو" كانت مدينة يعيش فيها سكان وثنيون وقد بنوا في أعلى مدينتهم هيكلاً لعبادة الإله "نبو" إله الكتابة وحامي حمى الأدباء، كما كانوا يتعبّدون بعض الآلهة الأخرى وكان لهما هيكل قرب قلعة "كالوتة" القريبة منه قبل أن يتحولا إلى كنيستين».
** «لقد كان ذلك على أيدي مبشّرين من الديانة المسيحية، حينها هاجر سكان "كفرنبو" الأصليين نحو الشمال للمحافظة على إيمانهم بالأصنام وكذلك خوفهم من أي هجوم محتمل من قبل المسيحيين المهتدين بنشر الديانة المسيحية في كافة أرجاء البلاد».
** «لقد أخذ يتداعى بسبب الإهمال الذي طاله بعد هجرة السكان ونتيجة لعوامل الظروف الطبيعية، وعند وصول المبشر "مار مارون" إلى قمة الجبل وجد الهيكل متداعياً ومعظم أجزائه متساقطة فأعاد ترميمه وبنى كنيسة مكانه».
** «في القرية كنيسة تعتبر من الكنائس السورية العريقة ويعود تاريخها إلى /398 م/ كما يوجد فيها كنيسة صغيرة تعود إلى العام /525 م/، أبعادها /10× 7/م ذات حنية وتضم سطرين من كتابة سريانية على نجفته تعود إلى سنة / 574م / والكتابات تقول :أنا الكاهن أبها بنيت مكان الشهادة هذا، إضافةً إلى العديد من المباني الأثرية والفيلات والدور السكنية التي تعود إلى القرن الخامس الميلادي ومعاصر زيت كُتب على باب إحداها بأنها عائدة الى العام /224 م/، وتوجد فيها أيضاً معصرة عجيبة محفورة في الصخر وكل أدواته مصنوعة من نفس الصخور وهي موجودة تحت الأرض بحيث لا يمكن إدخال أو إخراج تلك الأدوات من بابها وهي تعود إلى الفترة الرومانية، إضافةً إلى تمثالين لرجل وامرأة مقطوعي الرأس جالسين على كرسي حجرية بجوار الكنيسة».
«ومن آثار قرية "كفرنبو" الرائعة بقايا فندق ضخم يعود إلى العام /504 م/ ويتألف من طابقين وقد شُيّد خصيصاً لاستضافة الحجاج الذين كانوا يفدون إلى المنطقة، وإلى الشمال منه يوجد معبد وثني نقش على نجفته قرص شمس كبير وهو على الأرجح معبد مكرّس لعبادة الشمس».