تُعتبر منطقة جبل "ليلون" الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة "حلب" بنحو /45/كم من أغنى المناطق الأثرية في "سورية" حيث تحتوي على العشرات من المواقع والقرى التاريخية التي تعود إلى مختلف العصور، ومن هذه المواقع الهامة آثار قرية "فافرتين" التي تحتوي على أقدم كنيسة مؤرّخة في "سورية" ومن أقدمها في العالم.
بتاريخ 4/6/2009 وبهدف التعرّف على هذه القرية وآثارها زار مراسل موقع eAleppo في مدينة "حلب" منزل الباحث والآثاري "عبدالله حجار" الذي ألف كتاباً قيماً عن آثار منطقة جبل "سمعان" بعنوان (كنيسة القديس "سمعان" العمودي -آثار جبلي "سمعان" و"حلقة") وأجرى معه اللقاء التالي:
اسمها على الشكل التالي: "فافرتين" كلمة سريانية وتعني قرية ثمر التين
** «"فافرتين" قرية أثرية صغيرة كانت تقع على جانبي الطريق القديمة التي كانت تصل قلعة "سمعان" بمدينة "حلب" وقد تهدّمت معظم آثارها، وهي واقعة اليوم إلى الجنوب من مدينة "عفرين" بنحو /23/كم وإلى الشرق من قلعة "سمعان" العمودي بنحو /7/كم وهي تابعة إدارياً لناحية المركز في "عفرين" وقد بلغ عدد سكانها بحسب قيود السجل المدني للعام /2001/626/ نسمة يعتمدون في معيشتهم على بعض أنواع المزروعات البعلية وتربية المواشي».
** «اسمها على الشكل التالي: "فافرتين" كلمة سريانية وتعني قرية ثمر التين».
** «لم يبق في باحة القرية المسكونة حالياً سوى الحنية الشرقية لكنيسة وهي ما زالت محافظة على أحجارها ويبدو أنها لم تكن تشتمل على نوافذ لإضاءة الهيكل من الشرق، ويظهر لدى التأمل في مخططها أنها كانت كنيسة من نوع البازليك ذات ثلاثة أبهاء وكانت الغرفتان على جانبي الحنية تطلان ببابين على البهوين الجانبين، كان في الغرفة الجنوبية جرن جميل الزخرفة لحفظ ذخائر الشهداء أو القديسين أما البهو فقد كان مؤلفاً من سبعة أقواس أو أعمدة ولا زالت بقايا البابين الجنوبيين قائمة، وكانت نجفة الباب الشرقي في الواجهة الجنوبية تحمل كتابة مؤرخة من العام /372/م هذه نصها: (قويم طريق الحياة بأيام "أنطيوخوس" الأسقف و"ماريس" البارديوط، إله واحد ومسيحه الذي يمنح العون في سنة /420/ بشهر لوس <<الموافق لشهر آب من العام /372/م >>)، وتُعتبر كنيسة فافرتين التي يبلغ طولها /26،50/ م وعرضها /11،60/ م أقدم كنيسة مؤرّخة من نوع البازليك في "سورية" ومن أقدم الكنائس المؤرّخة في العالم».
«وبالتوجه من قرية "فافرتين" نحو قرية "برجكة" المجاورة وعلى بعد /200/ م عن الطريق المعبدة يوجد مدفن روماني محفور في الصخر يتميّز مدخله بوجود حجر دائري ضخم بقطر حولي متر واحد ملقى على الأرض يشبه الحجر الذي غطي به قبر السيد المسيح».
«كما توجد في القرية عدد من صهاريج تخزين المياه والمعاصر المحفورة في الصخر حيث كانت تُستخدم لعصر الزيتون والعنب لاستخراج الزيت والخمر».
** «هناك عدة طرق للوصول إليها وهي: طريق "حلب" -"دارة عزة" -قلعة "سمعان" -"فافرتين"، وطريق "عفرين" -"الباسوطة" -قلعة "سمعان" -"فافرتين"، ومن خلال طريق "حلب" -"إعزاز" مع الانعطاف يساراً بعد بلدة "حيان" -قرية "الذوق الكبير" -"فافرتين"».