أكثر من 110 أعوام مرت على تاريخ إنشاء مخفر حي "العزيزية" بحلب وهو ما زال في الخدمة على الرغم من بعض التغيرات التي ظهرت على نمط بنائه الأساسي.
للحديث حول تاريخ المخفر والهدف من بنائه تحدث الدكتور "محمود حريتاني" المدير السابق لآثار ومتاحف سورية الشمالية لموقع eAleppo وذلك بتاريخ 15/12/2011، حيث يقول: «حين توسعت مدينة "حلب" القديمة خارج الأسوار نشأت أحياء جديدة تختلف قليلاً عما هو داخل الأسوار حيث ظهرت فيها منازل جديدة تشابه إلى حد كبير المنازل التقليدية.
حين توسعت مدينة "حلب" القديمة خارج الأسوار نشأت أحياء جديدة تختلف قليلاً عما هو داخل الأسوار حيث ظهرت فيها منازل جديدة تشابه إلى حد كبير المنازل التقليدية. في العام 1868م أرادت الدولة الحصول على تمويلٍ لمدرسة الصنائع /إصلاح خانة/ بحلب فبدأت ببيع أراض للبناء في مرتفع قريب من مجرى "نهر قويق" يعرف بجبل النهر بقيمة قرش أو قرشين للذراع المربع فأسرع الأهالي لشرائها وبذلك بدأ يظهر حي جديد عرف بالعزيزية
في العام 1868م أرادت الدولة الحصول على تمويلٍ لمدرسة الصنائع /إصلاح خانة/ بحلب فبدأت ببيع أراض للبناء في مرتفع قريب من مجرى "نهر قويق" يعرف بجبل النهر بقيمة قرش أو قرشين للذراع المربع فأسرع الأهالي لشرائها وبذلك بدأ يظهر حي جديد عرف بالعزيزية».
ويضيف: «يصف الشيخ "كامل الغزي"* عن موقع الحي بأنه صحراء واسعة لسباق الخيل وفي الربيع منتزه للنساء حتى غياب الشمس حيث يصبح الموقع بعد الغروب مرتعاً لقطاع الطرق ويخاف الإنسان المرور فيه فاضطرت الدولة حينها أن تبني مخفراً للشرطة لحماية السكان وذلك في العام 1900م وهو المبنى المعروف اليوم بقسم "العزيزية" للشرطة.
قال لي أحد سكان المنطقة- وقد توفي الآن- وكان يعمل في محل لصناعة الحلويات بأنه كان يضطر للسهر حتى الصباح للحراسة مع أولاده بسبب عدم توافر الأمن مع بدايات السكن في الحي هذا الأمن الذي بدأ يظهر مع بناء هذا المخفر».
المهندس "عبد الله حجار" الباحث الأثري ومستشار جمعية العاديات للفترات الكلاسيكية قال: «يعلمنا "الغزي" بأنّ الحكومة افتتحت في العام 1868م مكتباً لتعليم الناشئة الصنائع اليدوية كالخياطة والحياكة ودعته /إصلاحخانه/ ولتأمين المال اللازم لتجهيزه أعلنت عن بيعها الجبل المطل على "نهر قويق" الذي كان يسمى /جبل النهر/ بأسعار زهيدة فأقبل التجار المسيحيون على شرائه وبدئ ببناء البيوت فيه فظهر حي "العزيزية".
كانت "العزيزية" منطقة منعزلة لا يسير فيها إنسان بعد غروب الشمس خوفاً من اللصوص وقطاع الطرق وفي العام 1899م حدثت سرقة بُني على أثرها مخفر الشرطة في الحي وذلك بهدف حماية السكان».
وحول الكتابات والنقوش الموجودة في المخفر ورد في كتاب "دراسة نقائش العهد العثماني في محافظة حلب" للدكتورة "نجوى عثمان" ما يلي: «بدئ بتأسيس المخفر في العام 1316 هجرية 1898 م لحراسة منتزه "المنشية" وقد بني على نفقة أهل المحلة وتبرعت بمفروشاته الست "كليلية" حرم "جرجي بن سمعان خياط"، وهو من آثار "رائف باشا" وقد تم الاحتفال بافتتاحه في العام 1318 هجرية 1900م.
فوق المدخل الرئيسي للمخفر يساراً توجد كتابة أبعادها 169 - 44سم ونصها:
ليعش أمير المؤمنين مؤبدا/ سلطاننا الغازي الحميد الثاني
"عمر الرّباع بهمة عمرية/ وبنى الرباط فنعم الباني /كتبهما صادق/ -1317"**
وفوق المدخل الرئيسي يميناً كتابة أبعادها 166 - 43سم ترجمتها***:
"لقد تم عمل هذا المخفر الذي هو مخفر إقامة العساكر القائمين على الأمن والسلامة في ربيع 1317 هجرية وبإحسان أعظم السلاطين العثمانيين ملك الملوك عبد الحميد العالي".
وفوق المدخل الرئيسي في الوسط نقش كتابي قطره الخارجي 106 سم ونصه:
"الغازي عبد الحميد بن عبد المجيد خان المظفر دائماً".
وحول الفرق بين عمارة المخفر كما يبدو في صورة منشورة له في العام 1914م واليوم تقول الدكتورة "لمياء الجاسر" الباحثة الأثرية لموقعنا: «لقد كان المخفر كما هو مبين في الصورة القديمة له مكوناً من طابق واحد أما اليوم فهو يتألف من طابقين أرضي وأول ومن كتلتين لكل منهما مدخله الخاص، ويطل البناء الرئيسي حالياً على أربعة شوارع وبالقرب منه ومن الطرف الغربي ملحق مكون من طابق واحد يتقدمه سبيل يطل على الشارع الرئيسي».
** 1317 بالتاريخ الهجري.
*** الترجمة من النص الأصلي وهو عثماني.