يعد "حمام القلعة" أو كما يسمى حمام "نور الدين" أحد المعالم الأثرية المهمة في "قلعة حلب" وعموم المدينة.
حول هذا الحمام وأهميته تحدث لموقع eSyria الأستاذ "منان حسن" إجازة في التاريخ من جامعة "دمشق" ومدرس مادة التاريخ في ثانويات "حلب" بتاريخ 20/5/2013 قائلاً: «"حمام نور الدين زنكي" هو حمام أثري قديم يعود بتاريخه إلى العهد الزنكي بحلب، وقد تم بناؤه من قبل الملك "نور الدين زنكي" الذي حكم "حلب" خلال النصف الثاني من القرن الثاني عشر، وهو حمام القلعة الشعبي الذي كان يستخدمه عامة الناس، وهو غير الحمام الملكي الموجود بجوار قصر الملك الظاهر "غازي" الذي كان خاصاً بالملك وأسرته».
"حمام نور الدين زنكي" هو أحد المعالم التاريخية الهامة التي يمكن للزوار والسياح مشاهدتها في "قلعة حلب" ويقع هذا الحمام الأثري إلى يسار الزائر للقلعة والصاعد بعد خروجه من الحصن الرئيسي
وأضاف: «يقع "حمام القلعة" في الجهة اليسرى من الطريق بين الباشورة أو الحصن الرئيسي في القلعة، وبين الأماكن المدنية من القلعة كالجامعين الكبير والصغير والسوق الشعبي وغيره، وقد تم ترميمه من قبل الجهات المعنية بعد اكتشافه وإخراجه من تحت أنقاض خرائب القلعة وإظهاره».
وحول أهمية هذا الحمام قال: «من المعروف أن الحمام كان يؤدي وظيفته المعروفة منذ نشأته وحتى عصور لاحقة لا يمكن معرفتها بدقة، فقد كان سكان القلعة والجنود يأتون إليه للاستحمام والنظافة، أما أنا فأعتقد أن الزلازل العنيفة التي ضربت المدينة خلال تاريخها قد أدى إلى دمار معظم الأبنية في المدينة ومنها الحمام. وحالياً للحمام أهمية سياحية وثقافية كبيرة حيث يُزار الموقع ضمن برنامج القلعة الكلي للتمتع بمشاهدة هذه التحفة العمرانية القديمة التي تعود إلى أكثر من ثمانية قرون، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الموقع هو حقيقةً قبلة الكثير من الباحثين وطلبة الجامعات والمعاهد العلمية سواء من داخل القطر أو خارجه للكتابة عنه وأرشفته والتعرف على المميزات المعمارية للأبنية التي تعود إلى الفترة الزنكية في مدينة "حلب" وعموم سورية».
الدكتور "شوقي شعث" أمين المتحف الوطني بحلب سابقاً يتحدث حول تاريخ الحمام بالقول وذلك في كتابه "قلعة حلب– دليل أثري تاريخي": «"حمام نور الدين زنكي" هو أحد المعالم التاريخية الهامة التي يمكن للزوار والسياح مشاهدتها في "قلعة حلب" ويقع هذا الحمام الأثري إلى يسار الزائر للقلعة والصاعد بعد خروجه من الحصن الرئيسي».
ويضيف: «هذا المعلم الأثري أظهرته التنقيبات الأثرية التي تمت في موقع القلعة من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف وذلك في العام 1973 وبعدها قامت البعثة بترميم الحمام وبناء قبة له وبالتالي تأهيله ليكون مهيأ للزيارة من قبل السياح.
يُعتقد أن "حمام نور الدين" استُعمل في عصر لاحق لعصر "نور الدين زنكي" مكاناً لصناعة المعادن، إلى الجنوب الغربي من الحمام توجد بقايا أبنية ظهرت معه يعتقد بأنها من بقايا قصر عائد للعصر الأيوبي».
وحول شخصية "نور الدين زنكي" باني الحمام يقول المهندس "عبد الله حجار": «بعد أن ملك "الموصل" و"الجزيرة" سيّر "عماد الدين زنكي" وهو والد "نور الدين زنكي" كل من الأمير "سنقر" والأمير "حسن قراقوش" إلى "حلب" التي كان فيها "سليمان بن عبد الجبار الأرتقي" و"خطلغ" فرحب أهل "حلب" بقدوم "عماد الدين" الذي سلم "خطلغ" إلى رئيس البلد "فضائل بن بديع" فقتله وهكذا ملك "عماد الدين" "حلب" وقلعتها في العام 1128م. وفي العام 541 هجرية 1146م قام أحد غلمان "عماد الدين" باغتياله في "قلعة جعبر" وكان ابنه "نور الدين زنكي" حاضراً فأخذ خاتم والده ووضعه في إصبعه وجاء إلى "حلب" فملكها، وفي العام 569 هجرية 1174م توفي "نور الدين" ودفن بدمشق ليخلفه ولده الملك "الصالح إسماعيل" الذي أقام بحلب وتوفي في العام 577 هجرية 1181م ليفرغ بذلك الجو لصلاح الدين الأيوبي».