الصحافة الساخرة- حسيب كيالي- مجلة المضحك المبكي

إعداد الدكتور مهيار الملوحي

صدرت مجلة المضحك المبكي في دمشق في عام 1929، وكانت مجلة سياسية كاريكاتورية أسبوعية، أسسها حبيب كحالة (1898-1965) وتولى إصدارها بعد وفاة مؤسسها ابنه المحامي سمير كحالة وهو الذي كان يرسم صورها الكاريكاتورية والواقعية منذ عام 1953.

 كانت متنوعة الأبواب والزوايا الساخرة والهزلية، ومن الأبواب الساخرة في الستينيات من القرن الماضي نجد باب (الكشكول) الذي يحتل غالبا صفحتين من صفحات المجلة، وعلى يمين كلمة الكشكول كتب أنها (مجلة مستقلة تماما تربطها بالمضحك المبكي وحدة اتحادية، وعلى يسار كلمة الكشكول كتب (رئيس التحرير المسؤول عيسى بن هشام وهو اسم مستعار للكاتب والقصاص والمسرحي الساخر حسيب كيالي (1921-1993).

 ولد حسيب كيالي في إدلب– سورية- وتلقى علومه الأولية فيها وتابع في التجهيز السلطاني في حلب، انتسب إلى معهد الحقوق بدمشق عام 1944 وتخرج عام 1947، عمل في البريد منذ عام 1945، وفي عام 1952 أوفد إلى فرنسا لدراسة الحقوق الإدارية لمدة سنتين، نشر العديد من القصص والمسرحيات في الدوريات السورية والعربية، وقد استعمل عدة أسماء ذيل بها كتاباته الصحفية مثل (فلان) و(علان) و(عيسى بن هشام) وغيرها، وهو من مؤسسي رابطة الكتاب الساخرين في سورية مع عبد السلام العجيلي وغيره. ألف نحو عشرين مسرحية كبيرة وعشرات المسرحيات الصغيرة ذات الفصل الواحد. كما عمل في وزارة الإعلام في الإذاعة والتلفزيون منذ عام 1967 حتى تقاعد عام 1981، سافر إلى دبي واستقر بها، وعمل في إذاعتها حتى وفاته، له عدة مؤلفات منها: (مع الناس)، وهي مجموعة قصصية صدرت في بيروت عام 1953 ومجموعة قصصية بعنوان (أخبار من البلد) صدرت في بيروت عام 1955، وله رواية (مكاتيب الغرام) وهي رواية ساخرة صدرت في بيروت عام 1956، وله عدد من المسرحيات المترجمة والمعربة، وصدر له (أجراس البنفسج الصغيرة) عام 1970 و(حكاية بسيطة) وهي مجموعة قصصية صدرت عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق.

 

الأستاذ حسيب كيالي

وقد نشر في زاوية (الكشكول) في مجلة المضحك المبكي في العدد (1151) الصادر في 16 كانون الثاني عام 1966 السنة السادسة والثلاثون مسرحية ساخرة قصيرة تحت عنوان (تمثيلية مضحكة مبكية):

* الفصل الأول

– (يرفع الستار، ويظهر على المسرح شاب يسير في الطريق فيلتقي بفتاة جميلة جدا فيلحقها).

الشاب (يحدث نفسه): يا عيني على هالبنت، والله هاي خرج تكون مرتي، والله بيكون حظي بالسما إذا بيكون عندي هيك مرا... بدي جرب اطلبها..

(وهنا تدخل الفتاة إلى بيتها ويسدل الستار)

* الفصل الثاني

 – يرفع الستار ويظهر على المسرح الشاب نفسه يحدث شخصا).

الشاب: دخل ربك.. أنتو جيران لوحدة حلوة كتير.. شو اسمها؟

الجار: هاي بنت أبو توفيق.. اسمها سحر..

الشاب: بدي منك تعمل معي معروف... بدي ياك تعرفني بها البنت بدي اتزوجها..

الجار: على عيني وراسي.. والله بنت مافي منها ... بكرا بدبرلك شي طريقة..لا تخاف. (ويسدل الستار).

* الفصل الثالث

(يرفع الستار ويظهر على المسرح الفتاة الجميلة سحر وأبوها وأمها في زيارة لعند جارهم.)

الجار: أهلا وسهلا ومرحبا.. كيف الصحة..

(وهنا يسمع صوت جرس الباب: رن رن .. رن رن.. وبعد برهة يدخل الشاب وقد ارتدى أحسن ما عنده من لباس ووضع قنطار كريم لمَّاع على شعره وتفوح رائحة الكولونيا في أنحاء الغرفة).

الجار: أهلا وسهلا أستاذ أحمد ..أهلا .. بعرفك.. الآنسة سحر.. أبو توفيق.. أم توفيق... أهلا .

الجميع: أهلا وسهلا..

(يجلس الشاب أحمد أمام الفتاة الجميلة سحر ويحاول أن يظهر كل ما عنده من فهم ومعلومات).

أحمد:.. والله دريتوا كيف هالمسكين شاستري رئيس وزراء الهند مات بطشقند.. على كلن استشهد في سبيل السلام في بلاده.

الجميع: طبعا.. معلوم.

أحمد: (وهو ينظر إلى الفتاة بطرف عينه ليراها إذا كانت تراه) هلأ انتهيت من قراءة لشكسبير بمناسبة ذكراه.. لكن في إلي بعض انتقادات وملاحظات عليه.. على كل لا بأس به.. لكن أبو الطيب الله يرحمو كان أحسن منو..

سحر: مين أبو الطيب.

أحمد:.. المتنبي.. على كل يعني الحرب بفيتنام ما ممكن تستمر على هالحالة .. هاي أميركا جانة جنان.. وأنا رأيي أنو لازم الشعوب توقف هالدول عند حدها.. (ويسدل الستار وأحمد يتابع حديثه وسرد معلوماته).

* الفصل الرابع

(يرفع الستار ويظهر على المسرح أحمد في بيت أبو توفيق وفي يده باقة ورد).

أبو توفيق: أهلا وسهلا بالأستاذ أحمد..

أحمد: صباح الخير.. أنا فعلا حبيت اعملكم زيارة لأني فعلا معجب بالآنسة سحر.. وأنا اجيت .. إذا ما في مانع اطلب ايدها حتى اخطبها..

أبو توفيق: أهلا وسهلا بكرا بشوف ام توفيق وبجاوبك (ويسدل الستار).

* الفصل الخامس

( يرفع الستار ويظهر أحمد في غرفة نومه على سريره يدخن سيكارة والساعة تظهر على الحائط الثالثة صباحا)

أحمد (لنفسه): والله إذا ما عطوني ياها بجن.. بنتحر.. مدري شو بساوي بحالي.. (ثم يتقلب في فراشه)...

بدي ياها .. بحبها.. بموت عليها.. (يسدل الستار وقد أصبحت الساعة السابعة صباحا وأحمد لم يستطع النوم.)

* الفصل السادس

 (يرفع الستار ويظهر على المسرح أبو توفيق وأم توفيق وسحر)

أبو توفيق: هادا أحمد اجا طلب البنت.. بدو يخطبها .. شو رأيكم.

أم توفيق: والله أنا عجبني.. بيفهم.. شوف حكيو ما أظرفو..

سحر: وأنا يا بابا حبيتو كتير.. بس خفت احكي.. حبيتو من وقت ما لحقني بالطريق وصفرلي.... (يسدل الستار).

* الفصل السابع

(يرفع الستار ويظهر على المسرح أحمد في بيت أبو توفيق).
أبو توفيق: بهنيك يا أحمد هاي البنت...

أحمد: (يغمى عليه من شدة فرحه وسروره) آه...

أبو توفيق هاتو الماء زهر يالله..

أحمد: (بعد أن فاق) هاي الخاتم.. بكرا بتشوفي العيشة يا حبيبتي يا سحر هلي بدي عيشك ياها.. بكرا بتشوفي كيف كل النسوان بدهم يحسدوك .... أنا بحبك كتير يا سحر.

سحر: وأنا كمان يا أحمد (ويسدل الستار وصار كل من أحمد وسحر وأم توفيق وأبو توفيق يشهق ويبكي).

*الفصل الثامن

 (يرفع الستار ويظهر أحمد وسحر وقد تزوجا)

أحمد: يا روحي يا سحر.. تقبريني.. اطلبي شو بدك..

سحر: يا ألبي يا أحمد.. تقبرني.. مافي منك أنت..

(ويسدل الستار)..

*الفصل التاسع

 (يرفع الستار ويظهر على المسرح أحمد وسحر في البرية والحقول)

أحمد: شايفة يا حبيبتي شهر العسل شو حلو..

سحر: ما في أحلى من هيك يا أحمد..

أحمد: أيامنا كلها بدها تكون شهر عسل.. (يسدل الستار)

*الفصل العاشر

 (يرفع الستار ويظهر على المسرح أحمد وسحر بعد عودتهما من شهر العسل)

أحمد: خدي يا مرا كويلي هالبنطلون واخسليلي هالجرابات...

سحر: أنا اكويلك بنطلونك واخسلك جراباتك.. ليش ما عندك ايدين انت.

احمد: عم أقولك اكويلي هالبنطلون بدي روح عالشغل..

سحر: ان رحت لما عمرك ان شاء الله ما تروح..

أحمد: اخرسي وليه..

سحر(وهي تبكي): اخرس انت تضرب بالهالكسم.. بدي روح لعند امي يلعن أبوك.. أهه.. أهه.. أهه..

أحمد: ولك عم تسبي أبي.. يلعن أبوكي .. ويلعن الساعة هلي تجوزتك فيها..

سحر: خراس .. يا ماما .. يلعن أبو أبوك عم تسب أبي..

(ويسدل الستار بين تصفيق الجماهير وإعجابهم)

 

الأستاذ حبيب كحالة