الصحافة المتخصصة_ مجلة الطوابع البريدية

إعداد الدكتور مهيار الملوحي

صدرت مجلة (الطوابع البريدية) في دمشق في تموز عام 1946، وهي لسان حال الجمعية السورية لهواة البريد، وكانت مجلة شهرية، وكان صاحب امتيازها ومديرها المسؤول المحامي فخر الدين الصاحب، وهو رئيس الجمعية، وجاء أن وكيل الجمعية صلاح الدين الزعبلاوي، وأن أمين سرها ميشيل بخاش، وأمين صندوقها محمد بركات.

كانت المجلة حسنة الطباعة، وضمت عدة أبواب منها: الإصدارات الحديثة، وأخبار قصيرة، وأغلاط الطوابع، وأعمال الجمعية، وتاريخ الطوابع البريدية الخ...

وصدرت المجلة ضمن(20) صفحة من القطع الصغير أو المتوسط، وكانت تطبع في مطبعة التقدم في سوق الحميدية بدمشق وكان اشتراكها السنوي (5) ليرات سورية للأفراد.

جاء في مقدمة العدد السابع الصادر في نيسان عام 1947 وتحت عنوان رؤساء الجمهورية في سورية وتخليد ذكراهم على الطوابع البريدية وهي بقلم المحامي فخر الدين الصاحب ما يلي: ((لقد درج الملوك والرؤساء والقواد على تخليد ذكراهم على طريقة الكتابة والنقش على الأحجار في المعابد والجوامع والأماكن التي لها البقاء عادة، فإننا نقرأ على هذه الأمكنة كثيرا من الجمل الآتية: (شيد هذا البناء في عهد.... الخ).

إلا أن هذا الذي درجوا عليه لا يراه إلا من قصد وحج هذا المعبد أو هذا المسجد كما تقصد في وقتنا هذا الأهرامات وآثار توت غنج آمون وتدمر وبعلبك من قبل السائحين.

وفي الحقيقة وواقع الأمر أن الذين يقصدون هذه الأماكن ويتجشمون الصعاب في زيارتهم لها هم النزر اليسير من سكان المعمورة إذا علمنا أن عددهم يتجاوز الآن(2000) مليون نسمة، وقد اندثر من هذه الآثار القسم الكبير، وتنفق الحكومات في عصرنا هذه المبالغ الطائلة على حفظها.

أما في عصرنا الحاضر وبعد استعمال الطوابع البريدية التي وضعت في الأصل لتنم على أن أجرة الرسالة مدفوعة، ثم لاستعمال هذه الطوابع كوسيلة لتخليد وتأبيد ذكرى الملوك والرؤساء والحوادث الجسام.

إن صدور طوابع تحمل صورة واسم رئيس الجمهورية السابق محمد علي العابد أو هاشم بك الأتاسي، وانتشار هذه الطوابع في جميع أنحاء العالم، وحفظها في المصنفات المعدة لجمع الطوابع في كل بلدة ومدينة من مدن المعمورة، ونشر صورها في قواميس خاصة عن الطوابع، هي طريقة توازي النقش على الأحجار والصخور والأوابد، كما أن قيمة هذه الطوابع سوف تزداد على مر الأيام والأحقاب وستتواصل المحافظة عليها، لأن قيمتها المادية ستزداد مع تقادم العهد والسنين.

فكم من طابع لم يكن له عند طبعه أي قيمة تقريبا زيادة على قيمته الاسمية، يساوي الآن عدة آلاف من الجنيهات ولم يمض على طبعه 100 سنة تقريبا)).

وتحت عنوان- طوابع الجمهورية السورية- جاء ما يلي:

((في12/6/1932 انتخب السيد محمد علي العابد لرئاسة الجمهورية السورية الأولى، وإحياء لهذه الذكرى التاريخية فقد أصدر قرار تحت رقم (1) وتايخ 23 حزيران 1932 يقضي بإصدار مجموعة تذكارية من الطوابع البريدية العادية والجوية، مع ثلاثمئة من هذا الاصدار بدون تخريم. وقد جرى طبع هذه المجموعة التذكارية بطريقة الحفر على الفولاذ بصورة فنية ودقيقة)).

وتحت عنوان- طوابع فخامة الرئيس الجليل هاشم بك الأتاسي- جاء ما يلي:

((وفي سنة 1938 صدرت طوابع بريدية عادية تتحلى بصورة صاحب الفخامة هاشم بك الأتاسي، وقد طبعت في فرنسا على ورق صقيل)).

 

جاء في العدد الثالث الصادر في تشرين الأول عام 1946 وتحت عنوان- الإصدارات الحديثة- ما يلي:

((سورية- وضعت مصلحة البريد في التداول طوابع تذكارية بمناسبة انعقاد المؤتمر الطبي في مدينة حلب، والمجموعة مؤلفة من(4) طوابع فئة (25) قرشا من البريد العادي محلاة بصورة فخامة رئيس الجمهورية شكري بك القوتلي، وفئة (25،50،100) من طوابع البريد الجوي المطبوع في القطر المصري وقد طبع منها 20 ألف مجموعة، وقد وشحت في مطبعة الحكومة في دمشق باللغة العربية، بلون أحمر بنفسجي.

كما أن مصلحة البريد وضعت بالتداول طوابع تحمل صورة سنبلة، وصورة قطيع من الغنم، وهذه الطوابع طبعت في مصلحة المساحة بالقاهرة.

مصر- أصدرت مصلحة البريد طابعا تذكاريا بمناسبة رفع العلم المصري على القلعة، بعد استلامها من الجيش البريطاني، وقد صدر الطابع في 9/8/1946 بعد أن حضر الاحتفال الملك فاروق الأول، وهذا الطابع مكون من لونين بني وأخضر، وقد طبع منه نصف مليون نسخة)).

وجاء تحت عنوان- أخبار قصيرة- ما يلي:

((برلين- إن الفرح كان شديدا حينما علم أن الطابع النادر جدا، الذي صدر في جزيرة موريس لم يفقد أو يسرق من برلين أثناء الحرب العالمية الثانية، وأنه في الحفظ وتحت حراسة الحلفاء.

لندن- إن الـ (48) طابعا من فئة (2) بنس الأزرق الذي عثر عليه حديثاًفي إنكلترا، والذي أصبح موضع أحاديث جميع الهواة، بيع بمبلغ (630) جنيهاً استرلينياً أي ما يعادل أكثر من (3) ملايين فرنك فرنسي.

باريس- أصدرت وزارة الاقتصاد الوطني بلاغا جديدا لتسهيل استيراد وتصدير الطوابع)).

وقد حوت مجلة (الطوابع البريدية) العديد من الإعلانات الخاصة بهواة جمع الطوابع ومنها:

((زوروا معرض الطوابع التذكارية للمجموعات لصاحبه منير السبيعي، دمشق سوق علي باشا: مبيع، شراء، مبادلة بالجملة والمفرق بأسعار لا تزاحم)).

وكذلك إعلان ((محمد بركات: شارع بردى رقم (45) دمشق، عضو مؤسس في الجمعية السورية لهواة الطوابع البريدية. مبيع، شراء، مبادلة، جميع أنواع الطوابع الشرقية: سوريا، لبنان، شرق الأردن، مصر، فلسطين، العراق)).

وأيضا ((أوهنس بويجييان: أقدم محل أسس في دمشق سنة1920 الحائز الوسام الفضي من معرض الطوابع في القاهرة شارع بردى (65) دمشق جميع أنواع الطوابع للمجموعات بالجملة والمفرق)).