الصحافة المتخصصة -مجلة الفلاّح-

الصحافة المتخصصة - مجلة الفلاّح-

صدرت مجلة الفلاّح في دمشق في 1/5/1919، وكانت مجلة علمية زراعية مصورة، وتعتبر أول صحيفة زراعية متخصصة، فقد سبقت مجلة الشركة الزراعية التي صدرت عن الشركة الزراعية في حلب في 15/6/1919، وكذلك سبقت مجلة الزراعة الحديثة التي أصدرها عمر ترمانيني في حماة في 1/1/1924.

صدرت مجلة الفلاّح بحجم متوسط وضمن 32 صفحة وكانت تصدر بشكل شهري وكان صاحبها ورئيس تحريرها المهندس الزراعي عمر شاكر.

كانت علمية مصورة تطلع المزارع والفلاّح على أحدث الآلات الزراعية، وتضع صورها، وتشرح ميزاتها الحديثة، كما نلاحظ من عناوين المقالات التي نشرت في هذه المجلة، مدى الأهمية العلمية لهذه المجلة.

نجد في العدد الأول والثاني عناوين كثيرة منها: (البذر والغرس وآلاته) و(التراب وتركيبه وأوصافه وتكونه) و(الحراثة وفوائدها وأنواعها) الخ....

وتحدث عمر شاكر في المقال الافتتاحي للعدد الثاني والثالث والرابع وتحت عنوان (الفلاّح والحكومات) عن نشأة العمل الزراعي وعن طبيعة الفلاّح وحبه للاستقلال وتعلقه بالأرض وعن واجب الحكومات في تأمين الرعاية للزراعة والمزارعين، واطلاع الفلاّح على أحدث الطرق الزراعية، والتوعية والرعاية الصحية وإلى آخر ما هنالك من الأمور التي تهم الفلاح والحكومات.

كانت إدارة المجلة في (القيمرية) قرب مطبعة الترقي، وكان بدل اشتراكها جنيهاً مصرياً سنوياً كما جاء على غلافها، وقد كتب فيها عدة مقالات المهندس الزراعي المعروف أحمد وصفي زكريا(1889-1964) والذي تولى عدة مناصب زراعية هامة في سورية، فقد درّس في المدرسة الزراعية في السلمية وصار مفتشاً عاماً للزراعة في سورية، وله مؤلفات كثيرة عن الزراعة في بلاد الشام.

 استمرت مجلة (الفلاّح) في الصدور لمدة ستة أشهر ثم أوقفها صاحبها وأصدر مكانها جريدة باسم (الفَلاَح) نسبة إلى النصر والفوز، وكانت جريدة عربية حرة، وكان أيضا عمر شاكر صاحبها ورئيس تحريرها وكتب حول عنوانها (من الشعب وإلى الشعب) وصدرت ضمن أربع صفحات من الحجم الصغير، وتوقفت هذه الجريدة في 21/7/1920، وذلك قبل أيام من دخول الجيش الفرنسي إلى دمشق في 25/7/1920 بعد معركة ميسلون.

أما عمر شاكر فهو عمر شاكر الخانجي، ولد في دمشق عام 1891، وتلقى علومه الأولية فيها، وتخرج من المدرسة الزراعية في اسطنبول، وكان من أوائل المناضلين ضد الانتداب الفرنسي، وحكم عليه بالإعدام عندما أصدر المجلس العسكري الحربي الفرنسي هذا القرار في9/8/1920 والذي يقضي بالحكم على كل من (عبد القادر سكر، شكري الطباع، أحمد قدري، خير الدين الزركلي، توفيق مفرج، خليل بكر ظاظا، رياض الصلح، عمر بهلوان، حسني رمضان، سليم عبد الرحمن، عمر شاكر، عادل أرسلان، عثمان قاسم، توفيق اليازجي، بهجت الشهابي، رفيق التميمي، محمد علي التميمي، علي زلفو) القاطنين في دمشق بعقوبة الإعدام، وبمصادرة أملاكهم كافة.

نزح عمر شاكر الخانجي بعد ذلك إلى شرقي الأردن، ثم غادر إلى مكة المكرمة، وتولى فيها وظائف هامة، وأعاد هناك اصدار جريدته (الفلاح).

وعندما نشبت المعارك بين الهاشميين والسعوديين، أخذ يدعو إلى حقن الدماء، وكتب عدة بيانات تحت عنوان (الصلح خير وأبقى)، وقام بطباعتها على شكل مناشير، وركب طائرة ليلقي منها هذه البيانات على الفرقاء أثناء المعارك فقضى نحبه إثر إصابة الطائرة من المدافع المضادة للطائرات وذلك عام 1925.