الفنان "أبو الشامات"... بحث عن الشخصية في الدراما التلفزيونية والمسرح

 

الفنان عدنان أبو الشامات

 

الأحد 13 شباط 2011

 

يرتبط النموذج الفني إلى حد كبير بمكونات الشخصية التي تتعامل مع هذا النموذج، وهذا يعني أن الفنان الحقيقي هو القادر على أداء دور مميز يؤكد الخصوصية ويحرص على أن يكون موجوداً في النموذج الفني بالشكل الذي يحقق هويته وطموحاته.

 

 

سألنا الفنان "عدنان أبو الشامات" لموقع "esyria" في حوار خاص معه أجريناه في "فندق الشام"، عن الدافع وراء دراسة الفن وترك التجارة، فقال: «حبي للفن يعود لسنوات طويلة، فقد كنت أشارك منذ كان عمري 12 سنة في أعمال إذاعية خاصة بإذاعة "دمشق" وكذلك في بعض الأعمال والبرامج التلفزيونية السورية واستمر حبي للعمل الفني طوال الفترة التي كنت أقيم فيها ببعض الدول الأوروبية، كانت آخرها "فيينا"، وعلى الرغم من إقامتي الميسورة هناك بعيداً عن المهنة التي عشقتها إلا أنني تمنيت على الدوام أن أحترفها وشجعني على ذلك النجاح الكبير الذي حظيت به الدراما السورية في أوائل التسعينيات، وقد أثارني كثيراً مشاهدتي لمسلسل "نجدت أنزور" "نهاية رجل شجاع" فقررت الاتصال بالمخرج "أنزور" ومن ثم الالتقاء به في سورية وعرضت عليه رغبتي في احتراف الفن فأسند لي دوراً ثانياً في مسلسل "الكواسر" كان حوالي20 مشهدا، وبعد هذه الفرصة الذهبية التي وفرها لي المخرج بدأت تنهال علي أدوار مختلفة من قبل المخرجين السوريين».

 

وعن نوعية الأعمال الفنية التي يحب أن يشارك بها، قال: «أجد نفسي أكثر في الأعمال التلفزيونية الاجتماعية ولهذا يلحظ المشاهد أنني كثير الحضور في هذه الأعمال وبعيد نوعاً ما عن الأعمال التاريخية لأنني بصراحة لا أميل للعمل فيها وأرى أن العمل التاريخي له ناسه المتميزون فيه».

 

سألنا "أبو الشامات" عن تجربته مع المخرجين السوريين، فقال: «لقد تعاملت مع مخرجين كثر إن كان من جيل الشباب أو الجيل القديم، وأنا أرتاح بالعمل مع المخرج "نجدت أنزور" وأشعر بأن لديه لوثة إبداعية تتطور مع كل عمل وله شطحات تخصه في عمله الإخراجي، وأحب الأستاذ "سيف سبيعي" من جيل الشباب و"تامر إسحاق" و"إيناس حقي" وأراها من أهم المخرجين الشباب والأستاذ "بسام الملا" صاحب مدرسة، ولا يوجد مخرج يمكن أن يتفوق عليه في المدرسة الشامية».

 

وعن أجمل دور لعبه وأعجبه خلال  مشاركته بعدة أعمال تلفزيونية ولاسيما في مواسم رمضان، قال: «في الحقيقة كان دوري في مسلسل "الاجتياح" للكاتب المبدع "وليد سيف" والمخرج المتميز "شوقي الماجري" من أفضل الأدوار التي جسدتها، حيث لعبت في هذا العمل الفني الكبير دور مدير مشفى "جنين" الذي كان يشرف بنفسه على استقبال الجرحى من المقاومين الذي كانوا يتصدون لجيش الاحتلال الصهيوني، كما أنني لمست في تعاملي الأول مع المخرج التونسي "شوقي الماجري" حساً عالياً وموهبة لافتة في طريقة إخراجه واستعماله لأدواته وتعامله مع ممثليه، وأيضاً دوري في مسلسل "الدبور" في هذا العام للكاتب "مروان قاووق" والمخرج البراق "تامر إسحاق" حيث لعبت شخصية "أبو ديبو" وهي شخصية مختلفة عن الشخصيات التي أسندت إلي».

 

وبخصوص المسرح فقد حدثنا عن قائلاً: «المسرح في حالته الراهنة ضعيف فالجهد الذي نبذله بالمسرح مقارنةً بالعائد المادي لا شيء، منذ فترة كنت أشارك بمسرحية "حكاية علاء الدين" وهو عمل من المسرح التجريبي باللهجة العامية وتم عرضها في المسرح القومي ضمن مهرجان "دمشق" المسرحي، وعملت عملين مسرحيين بعد عودتي من الخارج مع الأستاذ "زهير عبد الكريم" اسمه "قيام جلوس سكوت" للمؤلف "محمد الماغوط"، وللمسرح القومي مسرحية "برلمان النساء" إخراج "رمزي شقير"».

وفي استطلاع للرأي لمعجبيه أجريناه خلال عرض مسرحية "حكاية علاء الدين" في مسرح الحمراء، والتي شارك فيها الفنان "عدنان أبو الشامات" كممثل ضمن فعاليات "مهرجان دمشق المسرحي"، قالت "هنادي عبد الله" عنه: «يتمتع "عدنان أبو الشامات" بطاقة إبداعية عالية ليست موجودة بباقي الممثلين، فهو مثقف ومبدع وأدواره مقنعة، وأظن أن فرصته لم تأت بعد لنراه في أدوار بطولة حقيقية».

 

أما "زهور طرقجي" فقالت عنه: «حضور بهي على الشاشة وشكله جميل وأدواره في المسلسلات الاجتماعية أجمل من المسلسلات التاريخية وأدواره في الكوميديا مثل مسلسل "مرايا" رائعة ومسلية ودوره في مسلسله الأخير "الدبور" كان مختلفاً عن أدوراه السابقة في المسلسلات، أظن أنه شكل نقلة نوعية في اختيار أدواره».