"تراث حمص للسيف والترس" أول فرقة عراضة شعبية في "حمص"

تنتشر في "حمص" حالياً عدد من الفرق الشعبية الفلكلورية، التي تعمل على إحياء بعض ألوان التراث الحمصي الأصيل من عراضة شعبية حمصية، ورقص شيخاني، والأغاني والصيحات الخاصة بزفة العروس والعريس، وعروض السيف والترس وغيرها من أغانٍ وصيحات ولوحات تمثيلية فلكلورية. ومن هذه الفرق الشعبية المتميزة بهذا المجال فرقة (تراث "حمص" للسيف والترس)، التي تعد الفرقة الأولى من حيث تاريخ التأسيس بين الفرق الحمصية الأخرى، حسبما ذكر لنا قائدها والمدير المسؤول عنها السيد "سعيد الوزير" خلال لقائنا معه في مقر الفرقة الكائن في حديقة طريق الشام.

حدّثنا السيد "سعيد" عن فرقة (تراث "حمص" للسيف والترس)، وتاريخها، ومشاركتها وأنشطتها قائلاً: «تأسست فرقتنا عام /1989/ على يد المرحوم "عبد القادر الرفاعي" (أبو سبيع)، كأول فرقة عراضة شعبية في مدينة "حمص"، وكان اسمها في البداية فرقة "كرم الشامي" كونها تتبع للجنة حي "كرم الشامي"، واقتصر نشاطها على المشاركة في المناسبات الوطنية والأعياد القومية».

وتابع مضيفاً: «بعد تسلمي قيادة الفرقة من "أبو سبيع" عام /1998/، عملت على تطويرها في العديد من النواحي، وتحول اسمها إلى فرقة (تراث "حمص" للسيف والترس)، وتوسعت دائرة مشاركات الفرقة، سواء في المناسبات الاجتماعية، أم في المهرجانات الوطنية والشعبية والثقافية».

وعن مشاركات الفرقة قال "الوزير": «أذكر منها أول مهرجان لـ"حمص" أقامه مجلس المدينة عام /2000/ ودورة عامي /2002/ و/2003/. والعديد من مهرجانات الشبيبة والطلائع. إضافة إلى مشاركتنا بمهرجان الربيع في "حماة"، وفي كرنفال "مرمريتا"، وفي  

معرض "رشيد كرامة" في "طرابلس" لبنان، وفي مهرجانات "بعلبك"، وفي معرض "القاهرة الدولي" عام /2005/. كما شاركنا بمهرجان "هلا فبراير" في الكويت، فضلاً عن مشاركتنا في الأعراس والاحتفالات الاجتماعية المتنوعة في "حمص" وفي عدد من المحافظات. وشاركنا أيضاً بأكثر من (22) مشهداً في برنامج (أهازيج شعبية) الذي تم عرضه على القناة السورية الأولى والفضائية.

وبفضل ما نقدمه من فنون شعبية، حصلنا خلال هذه المشاركات على العديد من شهادات التقدير والدروع التكريمية، كما تم تكريمنا أيضاً في برنامج (ابن البلد) عام /2003/ كإحدى الفرق المتميزة في الحفاظ على التراث الشعبي».

حول كادر الفرقة، وآلية عملها، والأهداف الأساسية التي تسعى لتحقيقها قال السيد "سعيد الوزير": «كانت الفرقة في البداية عبارة عن ستة أشخاص، وأصبحنا اليوم أكثر من عشرين شخصاً نعمل بكل جد واجتهاد لإحياء تراث "حمص" القديم وتعريف كل الناس به   والمحافظة على استمراره. ويدرّب الفرقة حالياً ثلاثة مدربين، أنا والمدربين "سامر شما و"علاء زينو"، بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع».

وأضاف: «باستمرار نعمل على التطوير بالعراضة، واللوحات الفلكلورية الأخرى، لكن دون الإخلال بالجانب التراثي لها، حيث يعتمد ذلك على التنويع في الديكورات المتممة للعمل كالمشاعل والرماح وإدخال آلات موسيقية جديدة كالطبل والطبلة».

وعن معوقات العمل وأبرز الطموحات التي تسعى لها الفرقة قال "الوزير": «للأسف نعاني من عدم وجود جهة راعية في "حمص" لفرق العراضة الشعبية، التي نأمل أن يتم دعمها من قبل بعض الجهات المعنية بمسألة التراث والفنون الشعبية كوزارة السياحة أو وزارة الثقافة مثلاً، أسوة بالكثير من الفرق التراثية في "دمشق"».

وعن المشاركات القادمة لفرقة (تراث حمص للسيف والترس) قال قائدها: «دعينا إلى المشاركة في فعاليات إحدى الخيمات الرمضانية في مدينة "جدة" في السعودية، خلال شهر رمضان المقبل، حيث  سنقدّم عدداً من الفقرات واللوحات الفلكلورية مثل (الحكواتي، أغنية المعنّى الحمصية، أغنية المصدّر أيضاً التي تتفرد فيها "حمص"). وأضاف: «عموماً نعتبر أنفسنا متخصصون في العرس الحمصي، ولوحات السيف والترس، وإنشاء الله سنطرح قريباً في الأسواق ألبوماً منوّعاً لما نقدمه من فنون شعبية، حيث سنكون أول فرقة حمصية تقدم على هذا العمل».