تصوير وموهبة وطموح

"علاء أبو فراج" ليس مصوراً محترفا، وهو بالأصل لا يريد أن يكون كذلك، إلا أن كاميرته  لا تفارقه لأنه يحب هوايته إلى درجة أنهُ لا يستطيع التخلي عنها حتى ليومٍ واحد، ومع ذلك هو لا يريد احتراف هذه المهنة للعمل في أية مجلة أو جريدة.

موقع المفكرة الثقافية حاور المصور الشاب "علاء أبو فراج" وكان اللقاء التالي:

*ينتقد البعض اختيار التصوير كهواية لسهولته حسب رأيهم، بينما من الصعب أن نجد شاباً هاوياً للنحت وليس أكاديمياً، كيف يمكن أن يحدد المرء بداياته مع التصوير ليعرف أن ما جذبه هواية أو موهبة موهبة ؟

**من الطبيعي أن يعتبر الناس أن القيام بالتصوير أمر سهل، لأن التطور الكبير الذي شهدتهُ آلات التصوير مكّن أي شخص عادي من التقاط صورة جميلة، ولكن ما لايجوز إغفاله هو أهمية الذوق الفني في التقاط الصورة للمحترف، مما يجعل تقييم الصورة الفوتوغرافية صعباً . بدأت بالتقاط أعداد كبيرة من الصور منذ الطفولة، وتابعت بذلك إلى أن أصبح اقتناء الكاميرات هواية أحببتها، فتابعت العمل واطلعت على الكثير من المعلومات حول استخدام تقنيات التصوير.

*أغلب الكتاب لا يحبون أعمالهم في البدايات، هل يحدث ذلك مع المصورين أيضاً؟

**الموضوع مختلف عندي، التقطت بعض الصور في أثناء مرحلة الدراسة الإعدادية ولا أزال احتفظ بها كجزء من الصور التي أحبها.

* أنت تدرس الآثار وتعمل في مجال برمجة مواقع الانترنت، وهوايتك التصوير، هل تجد صيغ مشتركة بين كل ذلك؟

**صحيح أنها مواضيع مختلفة عن بعضها كثيراً، ولكن استطعت أن أجد رابطاً فيما بينها، فأثناء مشاركتي في أعمال التنقيب الأثري كان لدي فرصة كبيرة لالتقاط  كثير من الصور لأعمال التنقيب والمكتشفات، بالإضافة للأماكن المحيطة والطلاب والباحثين المشاركين، وبعد انتهاء أعمال التنقيب أقوم بتنظيم الصور لتكون عملا توثيقيا كاملا لكل الأعمال التي قمنا بها، أما برمجة مواقع الانترنيت فقدمت لي القدرة على إنشاء موقع متخصص بالتصوير استطيع من خلاله التواصل مع عدد كبير من المصورين حول العالم، هذا بالإضافة إلى إمكانية مساعدة المصورين لإنشاء مواقع لهم تحوي بعض التقنيات التي يستفيد منها أي مصور لعرض صوره على شبكة الانترنيت.

*يقال إن الصورة هي فن التوقيت الجيد، مارأيك بهذا الموضوع؟

** التوقيت هو أحد مكونات الصورة الجيدة، ولكن برأيي ليس المكون الأساسي في الكثير من الأحيان.

*كيف ساعدك عملك في المشاريع التنموية (كالطفل، والمرأة، والإيدز) في تطوير تجربتك؟

** أهم ما أضافته هذه التجربة هو الانتقال إلى مجال التصوير الصحفي والعمل بين الناس الذي يعطي التصوير بعدا إنسانيا أكبر.

* للصورة الصحفية معايير كثيرة، منهم من يقول إنها يجب أن تكون مكملة للمادة الصحفية المكتوبة، ومنهم من يقول إنها يجب أن تحقق الدهشة الكاملة بحد ذاتها حتى قبل قراءة المادة. أنت كيف ترى هذا الموضوع؟

** أنا أفضّل أن تكون مكملة للموضوع الصحفي، لأنها تعبير عما  كُتب في المادة الصحفية، ولكن يجب أن تكون الصورة مميزة وملفتة وبعيدة عن التقليدية.

*طُرح مؤخراً مصطلح "محرر الصور" والبعض طالب بتواجده في كل صحفية ليكون له الاستشارة في ما يتعلق بالصورة الصحفية، مارأيك بذلك؟

**وجود محرر الصور مهم جداً لأنه المسؤول عن اختيار الصورة المناسبة للموضوع، ولأنه لا يستطيع اختيار الصورة الأحسن من بين الصور التي التقطها لموضوع محدد، وبالطبع لن يستطيع كاتب المقال اختيار الصورة فهو لايستطيع تقييم الصور لأنه لا يعمل في مجال التصوير .

* الكاميرا الرقمية ساعدت على أن يكون التصوير بمتناول الجميع، لكن هل أفقدت  "طقوس التصوير" التي كانت متبعة قبل عشر سنوات متعتها فيما يتعلق بالتحميض وعمل المخابر الكلاسيكي؟

** بالنسبة لي لم أعمل في التحميض أو الأعمال المخبرية الكلاسيكية، ولكن حسب رأيي هذه الأعمال التخصصية كانت عائقاً أمام الكثيرين للعمل في مجال التصوير، أما اليوم فالموضوع مختلف لأن الكثير من المصورين يمتلكون مخابر تحميض منزلية تمكنهم من ممارسه هذه الأعمال من وقتٍ لآخر.

*ماهي طموحاتك في التصوير؟

** طموحاتي لم تتوضح بعد، ولكني لا أتوقع العمل في مجال التصوير لقاء أجر في مجلة أوجريدة.

*يقيم المصورون معارض كثيرة بعضها يتمحور حول فكرة واحدة والبعض يقدم صور عشوائية تتميز "بالجمالية" أنت ماذا تفضل فيما يتعلق بالمعارض ؟

** أفضل المعارض التي تتمحور حول فكرة واحدة.

يذكر أن علاء أبو فراج مواليد السويداء عام /1988/ يدرس في جامعة دمشق كلية الآثار وله عدة أنشطة في التصوير منها معرض يرصد الحياة في سورية.