جريدة الترقي السورية صحافة الأحزاب

صدرت جريدة (الترقي السوري) في حلب في 9/11/1923 وكان الدكتور بهاء الدين الكاتب صاحب الجريدة ومديرها المسؤول، وجاء في الوثيقة الأولى إنها (جريدة وطنية حرة مبدؤها ترقي البلاد السورية سياسيا واقتصاديا وإداريا واجتماعيا وشعارها سورية للسوريين) وجاء أيضا أن محرريها نخبة من الأدباء، وصدرت جريدة (الترقي السوري) في أربع صفحات من الحجم المتوسط، وصدرت مرة في الأسبوع واستمرت في الصدور لمدة عامين فقط، وجاء في افتتاحية العدد الأول مايلي: (فصحيفتنا هذه إنما تنطق بلسان حزب الترقي السوري السياسي الذي تشكل حديثا وتعمل على نشر مبادئه).

ونجد في الوثيقة الثانية لعنوان الجريدة الصادرة في 7/1/1925 وفوق عنوانها عبارة (لسان حال حزب الترقي السوري) وتحت العنوان (وطنية سياسية شعارها سورية للسوريين)، وجاء أيضا أنها تصدر في الأسبوع مرتين بشكل مؤقت، وقد حرر فيها محمد طاهر سماقية (1899- 1973) لفترة قليلة قبل أن يصدر جريدة (الوقت) في حلب في 26/3/1925، إذا نحن أمام حزب قومي سوري تأسس عام 1923 في حلب، وأصدر مؤسس الحزب جريدة الترقي السوري لتكون ناطقة بلسان الحزب، والدكتور بهاء الدين الكاتب ولد في حلب عام 1869، وتلقى علومه الأولية فيها، ثم درس الطب في استانبول في الكلية الملكية الطبية، وتخرج عام 1892، وشغل عدة وظائف صحية في العراق ولبنان، وكان أول مدير لصحة حلب أيام الحكم الفيصلي في سوريا عام 1920، وأسس حزب الترقي السوري وأصدر جريدته، وتوفي عام 1936.

إن حزب الترقي السوري لم يذكر في تاريخ الأحزاب في سورية، ولم يرد ذكره في كتاب الحياة الحزبية في سورية لمحمد حرب فرزات والذي صدر عام 1955، ولم يذكر في القاموس السياسي لأحمد عطية الله والذي صدر في القاهرة عام 1968، وكذلك لم يذكر هذا الحزب في الموسوعة السياسية، التي صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام 1990.

نجد أن حزب الترقي السوري قد تأسس في حلب عام 1923، ونجد أن مبادئه وأهدافه لا تختلف كثيرا عن أهداف ومبادىء الحزب القومي السوري الذي أسسه أنطوان سعادة في 16 تشرين الثاني عام 1932 في بيروت، والذي انتشر في لبنان وسورية، وقد لخص أنطون سعادة عقيدة الحزب في جملة واحدة (سورية للسوريين والسوريون أمة تامة) وقد وضع انطون سعادة أساس علمي لفكرة القومية السورية، فألف كتابه نشوء الأمم عام 1936 وقصد منه كما جاء في مقدمته أن يكون كتابا علميا يبحث في نشوء الأمم وتعريف الأمة.

واعتبر أن أساس نشوء الأمم وحدة البيئة الجغرافية ووحدة الوطن هي الأساس في تحديد الأمة:

((أن الأمة تجد أساسها قبل كل شيء في وحدة أرضية معينة تتفاعل معها جماعة من الناس وتشتبك وتتحد ضمنها، وأن لا أمة على الإطلاق دون قطر معين محدود)(.

أما انطون سعادة (1904- 1949) من قضاء المتن بلبنان، هاجر إلى البرازيل وساعد والده على اصدار مجلة (المجلة) وعاد إلى بيروت عام 1929، أثناء الانتداب الفرنسي، وعلّم في الجامعة الأمريكية اللغة الألمانية، وأنشأ الحزب القومي السوري عام 1932، سجن عام 1936، ثم أطلق سراحه فسافر إلى الأرجنتين، وبعد الاستقلال رخص للحزب القومي السوري بشكل علني في لبنان عام 1944، ثم عاد وسافر إلى المهجر، وعاد إلى لبنان عام 1947، وحلت الحكومة اللبنانية الحزب عام 1949، فلجأ سعادة إلى دمشق، وقام حسني الزعيم بتسليمه إلى الحكومة اللبنانية، وكان رئيسها رياض الصلح، حيث حوكم من قبلها وأعدم رميا بالرصاص، وكان قد عمل في الصحافة في المهجر وفي بيروت وله عدة كتب أشهرها: نشوء الأمم، الصراع الفكري في الأدب السوري وكتاب المحاضرات العشر.