"حسام بريمو".. ولادة جوقات فنية جديدة

الأربعاء 20 نيسان 2011

هي الموسيقا تدخل حياتنا دون استئذان لتصبح جزءاً هاماً منها، أمّا عشاقها فلا يقف الأمر عندهم هنا بل تمتد لتأسر قلوبهم بأنغامها وتستولي على حياتهم بأدق تفاصيلها، ولأنّه من محبيها سمح لها بالدخول إلى عالمه، فبين المعهد العالي للموسيقا وجوقات للغناء الجماعيّ يقودها "حسام الدّين بريمو" استطاعت الموسيقا أن تلازمه في ليله ونهاره.

eDamascusالتقى "حسام الدّين بريمو" وتحدّث إليه عن حياته الّتي قضاها في حبّ الموسيقا والتّعلم منها وصولاً إلى تعليمها للآخرين فكان قوله: «كلّ يوم تدخل الموسيقا أكثر فأكثر إلى حياتي، وتشكل فرقة "لونا للغناء الجماعيّ" جزءاً هاماً منها بجوقاتها الّتي أصبحت من المقرّبين إليّ، فجوقة "سنا" تضمّ أطفالاً من عمر 2- 6 سنوات الهدف منها أن نعوّدهم الانضباط ضمن جماعة وتعليمهم الغناء والالتزام باللحن والإيقاع، فالطفل في هذه المرحلة لن يكون قادراً على التقيّد به بشكل كامل ولكننا قادرين على تطوير قدراته في الانضباط، الأمر الأساسيّ في الكورال وتحديداً أنّ استجابته تكون أفضل في هذا العمر، أمّا الأكبر سناً فهي "ألوان" بعمر 7- 13 سنة حيث أركز اهتمامي أثناء تدريبهم أن يتقنوا اللّحن والإيقاع بشكل ممتاز لأنّ الطفل الّذي يرغب بالغناء في هذا العمر عليه تعلّم آليات الغناء الصحيحة إضافةً إلى الحصول على مخارج حروف واضحة وهذا ما أعمل عليه معهم».

ولأنّ هذه الجوقات تغني ضمن "لونا" لذا فإن أعضاءها عندما يكبرون يستطيعون الانتقال إلى الفرقة الأكبر عمراً ليتابعوا مسيرتهم الغنائيّة، إلى جانب ذلك هناك "ورد" وتتراوح أعمار أعضائها بين 14- 18 سنة حيث يتم التركيز فيها على غناء التراث الأصيل والعودة إلى أغان قديمة لتذكرها وإحيائها.

يتابع "حسام" الحديث عن عمله مع "لونا"، فيقول: «لأنّ حبي للموسيقا يكبر مع الوقت أحاول أن أطوّر الفرق الّتي أقودها وأدربها على الغناء، لذلك أعمل مع "قوس قزح" على ثلاثة مشاريع أوّلها (كيف أقدّم الأغنية العربيّة) حيث نعيد توزيع الأغاني ونغنيها بصوت أو أكثر لتكون أقرب إلى الغرب حتّى يفهموها، والثّاني بعكسه حتى يتمكن المستمع العربي من الانفتاح على الموسيقا الغربيّة، أمّا الأخير فهو الغناء الدّيني في سوريّة بشقيه الإسلاميّ والمسيحيّ، في محاولة لمعرفة كيف تطوّر المقال في المسجد والكنيسة، إضافةً إلى "شام" وأوركسترا "ندى" الّتي تضمّ 100 عازف يرافقون الفرق في الحفلات التي تحييها».

وعن عمله في المعهد العالي للموسيقا يقول "حسام": «عملي فيه هو الوكيل العلمي له أي المسؤول عن العمليّة التعليميّة داخله، كما أنّني أدير فيه "السولفيج" و"موسيقا الحجرة" وهي تعليم الغناء سويّاً. كان صوت نداء الموسيقا بطفولته عالياً لدرجة أنّي استجبت له سريعاً، فهي الاختراع الأفضل للإنسان الّذي لم يتخلّ عنه يوماً».

وتحدّثنا إلى "نادين أسود" من أوائل مؤسسي "لونا" مع "حسام بريمو" حيث قالت: «يشكل عملنا في الجوقات عملاً موسيقياً هاماً لإضفاء الروح السورية إلى هذه الموسيقية العالية الشاعر، والفضل هنا يعود للأستاذ "حسام بريمو" الذي كان أستاذاً لي وعلّمني الكثير عن الموسيقا والغناء، وأوّل فرقة في "لونا" غنّيت فيها هي "قوس قزح"، ثمّ كبر المشروع ليضمّ فرقاً من أعمار مختلفة كان هو من يساهم في إنمائها بالتعاون مع أعضاء كبار وصغار عاشقين للغناء بكلّ أشكاله، فرغم أنّ مهنتي الأساسيّة "الصيدلة" إلّا أنّ الغناء يحتلّ مكانةً كبيرةً في قلبي».