د.سمير أبوزينة: العمل الجاد يكشف تجليات الابداع

الدكتور "سمير أبو زينة" مهندس متخصص في علم الديكور أو تصميم العمارة الداخلية للمكان، يعرف عنه البراعة والدقة في العمل، والمقدرة على خلق التكوين القوي في التصميم الهندسي للعمارة، وإحداث الجديد في متغيرات الديكور المعاصر وفق البحوث والدراسات التي عمل على إجرائها

 موقع المفكرة كان له هذا الحوار مع الدكتور "سمير"، موضحاً عبره رؤيته لفن الديكور المعاصر وحاضره في "سورية".
*دعنا أولاً نتحدث عن النجاحات التي حققتها في "دمشق" ضمن مجال هندسة الديكور؟
**من الصعب الحديث عن النجاحات، لكن ما حققته أسميه "تجارب" تهدف إلى ما أطمح إليه في علم الديكور بأن يكون قيماً وجميلاً.. ففي النهاية لا يمكن الوصول إلى حدود أخيرة في عوالم الجمال والفن.. لذلك تبقى الرؤية البصرية ممتدة، والعمل الجاد يكشف تجليات الإبداع.


* الرؤية البصرية المختزنة في ذاكرتك، متى تصبح محرضاً نفسياً يقودك إلى الإبداع؟**كل ما هو أمامنا و نسمعه ونجمعه من خلال السفر والدراسة والمطالعة يقودنا إلى تشكيل رؤى بصرية تختزنها الذاكرة، وعندما تصل بها إلى غاية الإشباع التصويري تصبح هذه الرؤى محرضاً قوياً على الإبداع، فتبدأ بالخروج والتحرر من الذاكرة لتتحول إلى نتاج فني أو ثقافي يأخذ فيما بعد مكانته وحضوره.
* الديكور: ربط جمالي ما بين الكتلة والإضاءة في الفراغ، ما منظورك  لهذا الجانب؟
**مفهوم العمارة الداخلية: هو دراسة الكتلة في الفراغ الداخلي للمكان، فممكن أن تكون مفروشات أو مطبخ أو إضاءة.. ومهمة مهندس الديكور تحقيق رؤية جمالية صحيحة ضمن الفراغ المعطى لهذه الكتلة، وتأتي مهمة الإضاءة سواء كانت طبيعية أو اصطناعية لإبرازها بأفضل صورة.
*كيف ازداد الوعي التأملي في واقعنا المعاصر لمفهوم الديكور برأيك؟
**الحاجة هي التي أغنت الصورة الحقيقة لمفهوم الديكور أو العمارة الداخلية في واقعنا الحياتي، فصغر المساحات السكنية أو التجارية أجبرت أصحابها على الاستعانة بمهندس الديكور لتوظيفها بأحسن صورة وبالتالي أدى ذلك إلى اختلاف رؤية المتأمل لمفهوم الديكور، واعتباره فناً متميزاً لأنه حقق ما كان يعتبر صعباً أي المعاجلة المستحيلة بين الوظيفة والشكل.


* لماذا يقول البعض أن فن الديكور المنزلي يعد من أصعب أنواع الفنون؟ ويتطلب الكثير من الخبرة والميراس العملي فوق الخبرة الأكاديمية؟
**الفن عموماً هو تشكيل شيء من لا شيء أو خلق وجود من اللاوجود، لذلك ليس سهلاً أن تقوم بملأ فراغ بعناصر ليست موجودة أصلاً في الخيال، ثم تنفيذها على الواقع، من هنا يعد الديكور الداخلي المنزلي فنً صعباً، ليس الأصعب ولكنه ليس مستحيلاً.
* الديكور في الخليج العربي ولاسيما "دبي" يحظى بمكانة كبيرة، وله الأولية في كل ما يتعلق بهندسة العمارة، وهنا الواقع مختلف، كيف تنظر إلى ذلك؟
**الديكور في "سورية" بات منفتحاً ويحظى بمكانة عالية. أما المقارنة مع الديكور في "دبي" والخليج العربي بشكل عام، فذلك عائد إلى الجانب المادي وليس جانب الابتكار والإبداع.
*هل يمكن برأيك اختيار ألوان جريئة مثل "الأسود أو الكحلي" كطلاء لجدران المنزل؟ على أن يتمتع كل منها ببعد التأثير النفسي، ويكون محرضاً للهدوء والاستقرار؟
**الألوان مسألة ذاتية بحتة، ولكن ضمن الدراسات والاستطلاعات التي تجريها معاهد معينة أو خبراء في علم الجمال.. فهناك ألوان تم تصنيفها وتوضيفها في عالم الديكور لتحمل خاصية التأثير النفسي على أن تعبر عن سمات ما، مثل القلق أو الهدوء أو الحزن أو الهيجان..


*ماذا عن غرف الأطفال؟
**غرف الأطفال: هي غرف عملية لحياة الطفل من أجل الدراسة والنوم واللعب بداعي تأمين إمكانية مناسبة لكل منها على أن يراعى في تصميمها السلامة والأمان والراحة.. وأن تكون ألوان الطلاء والموجودات المكانية فيها زاهية وهادئة ومريحة، ويراعى في مفروشاتها الابتعاد عن الزوايا الحادة.
* يمكننا القول: «أن هناك علاقات جمالية تجمع ما بين الديكور في العمارة الشرقية الإسلامية القديمة من حيث التصاميم الهندسية المعقدة، مع الديكور في حداثة العمارة المعاصرة؟ ما تصورك لهذه العلاقات؟
**إن العمارة الشرقية الإسلامية ذات خصوصية وجمال وتوازن وأشكال رائعة عمل عليها أجدادنا كثيراً،  و وصلوا إلى ما وصلوا إليه من كمال وإتقان، ولكن أعادة الصياغة لتك العلاقات وفق معايير حديثة أمر صعب و ليس سهلا ً، وعلى أي منا القيام بذلك وإلا وقعنا في الخطأ.


*مهندس الديكور لم يأخذ حقه بعد في "سورية" ما المعوقات التي تعترضه برأيك؟
**نحن كمهندسي ديكور في "سورية" نمرّ الآن بفترة تعارف حقيقية مع الناس والمجتمع الذي بدأ يتفهم الدور الهام الذي يقوم به مهندس الديكور والمهمات المتعلقة به.. فمهندسنا يسعى إلى الكمال في تأدية مهمته الشبه مستحيلة بأبعادها الكاملة.. إنه ناجح ومتميز وخبير بمواده وأدواته.. فقط يحتاج للثقة التي يطلبها من المجتمع حتى يظهر وفق الصورة الحقيقية للإنسان المبدع من حيث العمل والإنجاز.
* ماذا عن السمات التي يجب أن يتسم بها مهندس الديكور حتى يكون عمله إبداع مثالي يحتذى به؟
**على مهندس الديكور أن يتسلح بأدواته وموهبته وإطلاعه المستمر على المواد الجديدة ووظائفها وخصائصها ومزاياها وعيوبها وبالتالي أسعارها، وأن يضع في نصب عينيه الالتزام بالعمل وقدسيته، والدفاع عن صاحب العمل وحقوقه ما أمكن، وهذا يحقق بالتالي المعادلة الصعبة "الوظيفة والشكل" أي إيجاد طريقة سهلة وصحيحة لحركة العناصر المكانية في المنزل مع الحالة الجمالية لها، وذلك مع السعر المناسب وفي الوقت المناسب.


حول أسلوبية الدكتور "أبو زينة" في العمل، قال مهندس الديكور السوري "مجدي الكزبري": «يتمتع المهندس "سمير أبو زينة" بأسلوبية جميلة في التصميم والعمل التطبيقي.. يمتلك يد لينة ومبدعة في رسم الخطوط والكروكيات القوية كتكوين أولي للبدء بالتصميم، قد لا يرى فيها المشاهد العادي المضمون، لكن المختص يشعر بأهميتها ودقتها من حيث التخطيط والأداء».
وأضاف: «بات للمهندس هويته الخاصة في العمل. إنه يسعى بجد لوضع بصمة في تاريخ "سورية" تتوج بحوثه والسمات الحسنة التي منحها لطلبته في كلية الفنون الجميلة "بدمشق"، ومحيطه المجتمعي خارجها».
وفيما يتعلق بطريقته بالتعليم، قالت "فرح عارف" إحدى طالباته: «المهندس "سمير أبو زينة" إنسان مبدع في مجال عمله ليس فقط من جانب التدريس، بل هو مثقف دائم الاطلاع والتثقيف المتجدد بهذا الاختصاص، باحث في العلم ومتطلع إلى الاكتشاف لا إلى التخطيط والتطبيق فقط، منفتح بثقافته على الجميع، ويسعى بمرحه وجديته إلى تنمية الأفق المعرفية لدى الطالب والحرص على تقدم شخصيته وإظهار قدراته في هذا المجال».


تخرج الدكتور "سمير أبو زينة" في  كلية الفنون الجميلة جامعة "دمشق" بدرجة امتياز.
يعمل أستاذ اً  فيها منذ العام /1985/،
تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة  في "روما ـ إيطاليا" /1998/ بدرجة امتياز شرف،
نال الجائزة الثانية في مسابقة "تنظيم جبل قاسيون"،
وصمم ونفذ العديد من الأعمال الهندسية.. مثل جامعة خاصة في "حلب"، محال تجارية في "دمشق وحلب وحماه"، مطاعم في "دمشق" وريفها. بيوت وفلل في "دمشق و حمص"