رشا رزق: صوتٌٌ سوري يطمح للعالمية

 رولا القطب

بصوتها الأوبرالي وبإحساسها العالي  وتخطيطها المدروس ومتابعتها الدائمة استطاعت مُغنية الأوبرا السورية "رشا رزق" الوصول إلى قلب كل من سمعها، وإلى تحقيق نجاحات دائمة في كل مكان تذهب إليه.

موقع المفكرة التقى السيدة "رشا" وكان الحوار التالي:

*بداية نود أن تُخبرينا عنبدايتك الموسيقية، التي تُعتبر من أهم المراحل التأسيسية لأي فنان؟
**بدايتي ظهرت منذ الصغر ، وكانت والدتي أول من دفعني وشجعني نحو الغناء، وفي عمر التسعة أعواماكتشف أستاذ مادة الموسيقا في المدرسة «نعيم حنا» صوتي وموهبتي ، فتبرع بإعطائيدروساً في الغناء الشرقي الطربي وأصول الموشحات وبقيت تحت إشرافه مدة أربع سنوات  و بعد انتهائي من المرحلة الثانوية قررت دخول المعهد العالي للموسيقا،إلا أن الغناء الأوبرالي لم يخطر لي أبداً لأن ثقافتي شرقية وغربية حديثة

 وليستغربية كلاسيكية، فتقدمت للإمتحان وتم قبولي، ومن هنا ابتدأ المشوار الموسيقي بعالمجديد يختلف تماماً عن الذي اعتدت عليه.

 


 *نسمع كثيراً بالإختلافات التقنية بين الغناء الشرقيوالغناء الأوبرالي، حيث يصعب على المغني الجمع بينهما كيف استطعتالتوفيق بينهما بهذا المستوى الإحترافي؟
**فيفترة دراستي بالمعهد اقتصرت دراستي على الموسيقاالكلاسيكية وخلال هذه الفترة كنت أمارس الغناء الشرقي والقليل من الغناء الحديث(الجاز- البلوز- الروك) لكن لحسن حظي أن الصوت المُدرب منذ الصغر يتطور بسرعة،فالمغني كلما تعمق بالغناء أكثر وجد تقاطعات بين هذين النوعين من الغناء بطريقةتسهل عليه الأداء، وهذا ما حصل لدي، و عندما يكون لدي حفلشرقي أستمر حوالي أسبوع أتمرن  على الغناء الشرقي حتىيعود صوتي لصوت الحنجرة، لأن الغناء الشرقي صوت حنجرة أكثر من صوت رأس كما في الغناءالأوبراليوعلى كل الأحوال المُغني المحترف الذي يُدرككيفية التمرين الصحيح والذي لديه منهجية يستطيع التوفيق بين الغناء الكلاسيكيوالشرقي.

*ما هي أهم المحطات الموسيقية التي قُمت بها، والتي تركتأثراً كبيراً لديك؟

**بالغناء الشرقي أهمها كان حفل تكريم "سعاد محمد"، لأنها من أهم الأصوات التي عرفت في تاريخ الموسيقا العربية . أما المحطة التي سبقت حفل التكريم فكانت حفلاتبانوراما عن  الموسيقا الدينية بسورية وقد قُدمت بمهرجان "مرسيليا" بفرنسا، والموسيقاكانت سريانية وبيزنطية وصوفية إسلامية والألحان تعود لـ 7 آلاف سنة  أيام الكلدانيين،وعندما قدمناها بفرنسا كان لها صدى كبيرا جداً،لأننا أظهرناالخصوصية الموسيقية الموجوده بسورية. أما بالنسبة لأهم المحطات الأوبرالية فكانتأوبرا "دادو اينياس" بتونس بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس المسرحالبلدي هناك، وفي عام 2002شاركت بدور البطولة بأوبرا "ابن سينا" عن دور "جمانة" بنت السلطان وهي أول عمل أوبرالي يتم باللغة العربية، وكانت عنشخصية الطبيب العربي "ابن سينا" فقدمت باللغة العربية والإنجليزية وقدمها مغنو أوبرا عرب سوريون ولبنانيون ومصريونوأوروبيون.
*ماهي الصعوبات التي واجهتكم بأداء العمل الأوبرالي باللغةالعربية؟

**واجهنا بعض الصعوبات التقنية من حيث اللغة، فهي تجربة جديدة و بالتأكيد المغني الجيد الخبير بتقنيات الأوبرا ولديه خلفية جيدةعن قواعد اللفظ العربي يستطيع غناء الكلمة العربية بصوت أوبرالي.

 

          

*في الأيام الأخيرة كَثرت الإنتقادات الموجهة لك وذلك لعدم اتباعكخط موسيقي واضح بالنسبة للجمهور فما ردك على ذلك؟
**هذا صحيح وذلكبسبب قلة النشاطات الفنية بسورية، فأنا أضطر للعمل بعدة خطوط والمشكلة الأهم من كلذلك أنني واقعة بغرام كل هذه الأنواع الموسيقية "الجاز، الطربي، الأوبرالي" فإذا تمتنشيط النشاطات الثقافية أكثر بسورية، فمن الممكن أن أختار خطاً أساسياً من هذهالخطوط، عملي بهذه الخطوط مهمةصعبة جداً وبحاجة لتركيز ذهني وجسدي فالنشاطات السورية قليلة جداً إذا ما قُورنتبمهرجان ببلدة صغيرة بأوروبا.

*مارأيك بواقع الموسيقا العربية "الأصيلة" في ظل تعدد الفضائيات ؟
** نحن لدينا مشكلة بظهورأنواع موسيقية تجارية جديدة، ونحن نرفض ظهورها عندما تغطي على بقية الأنواع الموسيقية الأخرى.
في العالمالغربي يوجد موسيقا تجارية، ولكن هناك محطات خاصة للموسيقا التجارية، ومحطات للموسيقاالكلاسيكية، ومحطات لموسيقا الشعوب، لكن كل نوع له جمهوره وكل نوع من هذه الأنواعالموسيقية له شركات تدعمه فنحن بحاجة لجهاتحكومية تدعم كل الجهات الخاصة .

أنا أتساءل دائماً لماذا لا يوجد شركات تحاول لمجرد "الرهان" على الموسيقا الجادة وتقدملها الدعم والرعاية والحفلات مثل أي دعم تقدمه الموسيقا التجارية؟

ما أُريد التركيزعليه أننا بحاجة لرأس المال الشجاع الذي يدعم الموسيقا الجادة لأن الأشخاصالتجاريين لا يستمرون إلا لفترة معينة. فلماذا لا نُقدم هذا المنتج الجاد بطريقةإعلامية قوية جداً؟؟.

*ما هي مشاريعك المستقبلية القادمة؟
**يوجدألبوم جديد بالنسبة لفرقة "إطار شمع"، وألبوم لموسيقا تراثية شرقية طربية، ومشاركاتبالأوبرا سأدعها مفاجأة لكم.  وقُمت مؤخراً بتسجيل ألبومغنائي مع الفرقة العالمية"Era" وذلك في استديو آبي رود"Abbey road"في لندن وهو من أهم استديوهاتالعالم، حيث تسجل فيه الموسيقا  لأهم الفرق العالمية وأفلام هوليوود، وذلك فيألبوم سيصدر قريباً لفرقةEra4""للموسيقي "غاي بروذيرو"Guy   protheroe " وإيريك ليفي" Eric levi "الفرنسي، والفرقة عبارة عن كورال غريغوري، إلاأن مشروع الألبوم لهذا العام يتميز بنكهة الموسيقا الشرقيةحيث شاركت بهذا الألبوم أديت فيه ارتجالات من الغناء الشرقي، وقريباً سأعود للندنخلال فترة قصيرة لإتمام التسجيل في الألبوم.

 

 من الجدير بالذكر أن مغنية الأوبرارشا رزق هي أول مغنية عربية تشارك بفرقة"Era"  العالمية في أعظم استديوهاتالعالم.