"ساروجا من الحارة إلى الدار"..معرض تصوير ضوئي

 

الخميس 09 كانون الأول 2010

"ساروجا من الحارة إلى الدار" عنوان المعرض المقام في "التكية السليمانية"، والذي يحاول فيه العارضين السوريين بعدساتهم نقلنا إلى تلك الحارات الدمشقية العريقة "ساروجا"، ومقارنتها بلوحات قديمة التقطت بعدسة باحثين وزائرين أجانب للمنطقة.

موقع "eSyria" بتاريخ 7/11/2010 وخلال حضوره لمعرض التصوير الفوتوغرافي "ساروجا من الحارة إلى الدار" المقام في "التكية السليمانية" التقى مع المنهدسة المعمارية "رلى أبو خاطر" منسقة مشروع "التشاركية الثقافية من أجل إحياء التراث"

لتحدثنا عن أهمية المعرض وفكرته، قائلة: «يضم المعرض صوراً من فترة الثمانينات من القرن العشرين باللونين الأبيض والأسود، وهي نتيجة مسح عمراني للأحياء التاريخية جرى في هذه الأعوام من قبل باحثي مكتب "دمشق" القديمة في المعهد "الفرنسي للشرق الأدنى"، وقد تم حينها ربط الصور بالمخطط الكادسترائي لمدينة "دمشق" الذي تم إحداثه في الثلاثينات من القرن الماضي، تحمل الصور جماليات المشهد العمراني وتوثيق للهندسة المعمارية في هذه الأحياء، ولم يكن الهدف التصويري الجمالي هو السبب الأساسي لالتقاط هذه الصور، فكان الباحثون المصورون يسعون لتوثيق ما هو قائم خوفاً من أن يزول يوماً ما حين لا تنفع الذكرى، هناك عدد من الصور في حارة "القرماني" التي تم هدم معظمها عند شق طريق الاتحاد في جنوبي حي "ساروجا"، ولم تعد هذه البيوت أو الأزقة موجودة وربما يتذكرها البعض منا، ولكن التوسع العمراني والاهتمام بالحركة المرورية قد أفقد هذا الحي الكثير من أجزائه.

هذا وبعد ثلاثين عاماً كان حي "ساروجا" مسرحاً لورشة تصوير ضوئي شارك فيها طلاب كلية الفنون الجميلة بالسويداء خلال شهر تشرين الأول 2010،   فهذه الصور تحمل جماليات الفن التصويري من حيث اختيار اللقطات والتركيب المشهدي وتمازج الألوان مع بزوغ الفجر أو في الأمسيات الدمشقية في الأزقة والحارات العتيقة».

أما "بيير لوري" مدير الدراسات العربية والعصور الوسطى في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى فيقول: «يسعدني أن أكون متواجداً بين هذه اللوحات التي تعبّر عن مدى أهمية التراث المعماري الدمشقي، فعلى مرّ العصور أندهش الباحثين والمعماريين الذين زاروا "دمشق" بعبقرية العمارة في المدينة الجميلة التي تحتضن بيوتاً عربية لها أهميتها الحضارية، والتقطوا خلال رحلاتهم صور تذكارية وثائقية تعرض اليوم لتتقارن بصور جديدة التقطتها عدسة الطلاب المشاركين في المعرض، فعندما كنت طالباً هنا كنت أندهش بعظمة العمارة في البيوت والحارات الدمشقية وكأن هناك ظاهر وباطن لهذه الجمالية التي تحتفظ بها، ونحن هنا يجب أن نبحث ونعرض الباطن الجميل لتلك العمارة الإبداعية».

"بيانكا بويملر" من المفوضية الأوربية في سورية تقول: «من الرائع أن نرى هذه الأعمال تزين جدران هذا المكان العريق، ففي كل عام تتوجه المفوضية الأوربية في "دمشق" في طرح مشاريع عن الثقافة السورية والحفاظ عليها، وإحدى هذه المشاريع مشروع "التشاركية الثقافية من أجل إحياء التراث" الذي يعبر عن تعاون وتشارك بين "السوريين، الدنماركيين، الفرنسيين والهولنديين"، وما يجعل هذا المشروع مهماً بأنه يساعد على اكتشاف الكنوز الحضارية المختبأة في "دمشق" المدينة العريقة،  وأفضل طريقة للتعرف على هذه الكنوز هو التنقل بين الصور التي التقطتها عدسة المشاركين في المعرض».

"أحمد علي" معيد في كلية الفنون الجميلة بالسويداء اختصاص إعلان، ومشرف على ورشة التصوير الفوتوغراف، يقول: «الورشة بدأت منذ حوالي ثمانية أشهر من ورشة خاصة عن الفوتوغراف، وانطلقت لنطور التقنيات والمواد، ومن ثم تم التنسيق مع المعهد الفرنسي بورشة عمل استمرت لمدة يومين لالتقاط عدة مشاهد لمنطقة "الساروجا" تم انتقاء مجموعة من الأعمال منها للمشاركة في هذه الورشة».

أما من المشاركين فالتقينا "نانسي الأشقر" سنة رابعة إعلان فتقول: «الورشة لها أهميتها الإبداعية والفنية في تحفيز الطلاب بالعمل الميداني، وفي التعرف على تكاوين واستخدامات جديدة في العمل الفني، وهي خطوة للتعرف على المناطق الأثرية والتراثية في سورية».

أما الطالبة "سارا عزام" طالبة سنة رابعة إعلان فتقول: «ساعدتني الورشة بأن أرى العالم بطريقة مختلفة، ومن خلال أعمالي حاولت أن استخدم اللونين الأبيض والأسود بطريقة إبداعية من خلال تصويري للمنطقة التراثية التي زرناها، فمن الجميل أن نشارك في مثل هذه الورش التي تحفزنا على الإبداع وتقديم المزيد من النتاجات الفنية في سبيل تطوير آليات العمل لدينا، والمشاركة في هذه المحاولة للحفاظ على المناطق التراثية والحضارية لدينا».

من الجدير بالذكر أن معرض "ساروجا من الحارة إلى الدار" يستمر لغاية 16 كانون الأول في  "التكية السليمانية".

كما أن مشروع إقامة هذه الورشة والمعرض هو بإشراف المهندسة المعمارية "رُلى أبو خاطر"، وفريق العمل "نور الهدى السوري، أحمد المحايري، فادي مارديني، ياسر المأمون وزارا فورنييه"، المصورون والباحثون هم "جان بول باسكوال، سيرج كويسم وفيليب غوروخوف"، اما ورشة التصوير الضوئي كلية الفنون الميلة بالسويداء فهي بإشراف الأستاذ "أحمد علي"، ومشاركة كل من الطلاب "أشرف الخطيب، راما الخطيب، سارا عزام، عدنان السوري، مرام داوود، مروان معماري، نانسي الأشقر ويحيى أبو عسلي".